تعيش المدينة المنورة هذه الأيام فترة تجديد وبدء مرحلة جديدة في ظل تسلم صاحب السمو الملكي الأمير/ مقرن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة عمله أميراً لهذه المنطقة بعد انتقال صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز الى امارة منطقة مكة المكرمة ليتشرف سموه بخدمة البلد الحرام بعد ان شرفه ربه عز وجل بخدمة المدينة المنورة على مدار اربعة عشر عاماً قدم خلالها من الجهد اكبره ومن العطاء اشمله ومن البذل اكمله وحقق لمنطقة المدينة المنورة شواهد خالدة ستبقى في أفئدة اهالي المدينة ذكرى عميقة لأنها انجازات غير مسبوقة بل ان بعضها كان محل اهتمام المناطق الأخرى التي استفادت منها واعتبرتها تجارب جديرة بالدراسة واثبت سموه انه مدرسة في عمل الخير وتشجيع التفوق والتميز والابداع وكان سموه طيباً في تعامله رقيقا في العطف على الصغار وكبار السن كما انه كان ذا حس في تعامله مع رجال الاعلام والصحافة فكسب حب الجميع.
ويكفي هذا الأمير انه اشرف ساعة بساعة على تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة وتجديد عمارة المسجد النبوي الشريف حتى انه انشأ مكتباً خاصاً في موقع المشروع بجوار المسجد النبوي حتى يكون قريباً من الانجاز الذي تم وفق احدث التقنيات وامتد اهتمام سموه الى تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف من خلال رئاسة سموه للجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية بتكليف من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله حيث شهدت هذه المنطقة نمواً كبيراً وتطوراً شاملاً فاق التصورات وقد افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني خلال زيارته الأخيرة لمنطقة المدينة المنورة خلال الشهر الماضي المشروعات التنموية في المنطقة المركزية كما ان سموه تبنى فكرة انشاء شركة طيبة للاستثمار والتنمية العقارية لتطوير المنطقة المركزية وقد اعتبرت اكبر مستثمر في المنطقة المركزية، وقد تواصل عطاء الرجل ليشمل خدمات ضيوف الرحمن التي جعلها سموه في اولويات اهتماماته فتبنى سموه فكرة انشاء لجنة برئاسة سموه لمتابعة وتنسيق خدمات الحج والتي تضم في عضويتها كافة رؤساء الادارات الحكومية ذات العلاقة بخدمات الحجاج وقد تجاوزت هذه اللجنة الكثير من عقبات الروتين وسهلت الخدمات وذللت العديد من العقبات التي تعترض انسيابية الخدمات، وفي مجال العمل الخيري اثبت سموه انه رجل العمل الخيري بالمنطقة من خلال دعمه للجمعيات الخيرية ورعايته لأمورها وتبني فكرة انشاء اول جمعية من نوعها في المملكة في مجال خدماتها وهي الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية وكان حريصاً على المشاركة بفعاليات السوق الخيري السنوي لجمعية طيبة الخيرية النسائية وقد بلغت ايرادات هذه السوق خلال اربعة عشر عاماً حوالي (30) مليون ريال ساهمت في دعم برامج العمل الخيري لهذه الجمعية، وفي مجال تشجيع العلم والتفوق والابداع تبنى سموه فكرة جائزة المدينة المنورة بفروعها الثلاثة وخلال ست سنوات تم تكريم اكثر من (8000) فائز وفائزة كما دعم سموه مركز المدينة للكشف عن الموهوبين ورعايتهم حتى اصبح معلماً حضارياً في المدينة المنورة, كما ان انجاز سموه في مجال السعودة وتوطين الوظائف كان من الانجازات المتميزة وكانت تجربة المدينة في هذا المجال محل اهتمام مناطق المملكة التي أوفدت مسؤولين عنها لدراسة تجربة المدينة وتطبيقها، وهناك الكثير الكثير من الاعمال الخالدة التي قدمها سمو الأمير عبد المجيد لمنطقة المدينة المنورة وهنا لا بد من الاشارة الى تبني سموه لانشاء مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة وهو اول مركز من نوعه يهتم برصد كل ما يمكن عن مدينة عربية وغير ذلك الكثير، وقد احب اهالي المدينة المنورة هذا الأمير الذي كان مخلصاً في أدائه ومتفانياً في عمله وسخياً في بذله، فهنيئاً لك يا عبد المجيد بما انجزت فقد كسبت رضا الله الذي اكرمك وانالك شرف خدمة بيته في مكة المكرمة وحزت ثقة ولاة الأمر الذين اتاحوا لك فرصة خدمة بيت الله بعد ان نجحت بخدمة مدينة رسول الله ونلت محبة اهالي المدينة المنورة.
والآن والمدينة تستقبل صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبد العزيز امير منطقة المدينة المنورة وهو احد من تخرجوا من مدرسة المؤسس الباني الملك عبد العزيز يرحمه الله وهي نفس المدرسة العريقة التي انجبت عبد المجيد نشعر بالثقة بأن المسيرة تتواصل والعطاء يتنامى والبذل يزداد سخاء في ظل قيادتنا الرشيدة رعاها الله واتمنى لسموه الكريم التوفيق والنجاح لاكمال مسيرة اخيه الأمير عبد المجيد والله الموفق.