* كتب محمد المنيف
لماذا,, ولمن تقام المعارض التشكيلية، هذا التساؤل اصبح يبرز على السطح في الفترة الاخيرة، ويدفعنا للبحث عن اجابات وتأتي مسببات هذا التساؤل نتيجة لسوء التعامل مع المعارض التشكيلية من قبل منظميها والمسؤولين عن اعدادها بأي شكل من اشكال التنظيم الرسمي او العام, اذ لا يتعدى وقت تلك المعارض حدود ساعات الافتتاح,, وحضور راعي الحفل وقص للشريط واختتام جولته ليتحول المعرض الى سكون وهدوء تام طيلة الايام المتبقية,, اذ لا يزور المعرض في فترتيه الصباحية والمسائية سوى اصدقاء من كلفوا بالتواجد واحياناً كثيرة لا تجد حتى من يستقبلك او ان يكلف من لا يفقه في الفن غير اسمه
وهكذا اهداف اقامة المعارض.
واذا اردنا التعرف على الاهداف الهامة لاقامة المعارض وخصوصاً التي تعدها الجهات الرسمية واعني المعارض التي لا يحق للمشارك بيعها، وانما تعرض للاطلاع فقط نقول ان من اهم الاهداف هو رفع مستوى الذائقة عند الجمهور ثانياً التعريف بما وصل اليه الفن السعودي من ابداع ثالثاً: اضفاء شيء من المساهمة الثقافية التي يعتبر الفن التشكيلي احد روافدها، وهناك الكثير من الاهداف ودعونا نأخذ الفقرة الاولى منها وهي رفع مستوى الذائقة الجمالية التشكيلية عند الجمهور ونتساءل ماذا تم حيال ذلك وماهو مستوى الدعاية والاعلان عن هذه المعارض وماهو الجهد الذي بذله المسؤلون لجذب اكبر عدد ممكن من الجمهور.
اخفاق حق الاجيال الجديدة
ويمكن لنا ايضاً ان نتساءل عن الاهتمام بالاجيال القادمة وتوعيتهم بهذا الفن وتقريب مفهوم دور مادة التربية الفنية لديهم بأنها بوابة للوصول الى هذا المستوى وان بامكان اي طالب او تلميذ ان يكون فناناًبجانب ماهو اهم، وهو ما يفتقده ويبحث له عن حلول كل الفنانين والمعنيين بهذا الفن وهو توعية الاجيال والرفع من قدرات استيعابهم للفنون التشكيلية وتعويدهم على زيارة مثل هذه المعارض لنخرج مستقبلاً بجمهور متذوق وحريص على متابعة كل جديد في هذا الفن ومعرفة كل تقنياته واساليبه ومدارسه ورغم هذا المفهوم الا ان دعوة المدارس لزيارة المعارض هي آخر ما يمكن ان يفكر فيه اولئك المعنيون وتبقى الدعوة في حدود الفنانين وبعض من المسؤلين.
رجال الأعمال والحلقة المفقودة
ناهيك عن الجانب الذي لا يقل اهمية وهو جانب رجال الاعمال ودعوتهم للمعارض ووضع برامج لزياراتهم تشتمل على اعداد المطبوعات الفنية التشكيلية وتزويدهم بها عند زياراتهم للمعرض بجانب تواجد افراد متخصصين للتعريف بالفنانين المشاركين وبأعمالهم, والواقع ان هناك العديد العديد من رجال الاعمال يعتبون على الفنانين لعدم وصول اي دعوة لهم ولي مع هذه المواقف الكثير من الشواهد.
الأسباب في عدم تحقيق الحضور
واذا كنا قد طرحنا تساؤلاً عن اهداف اقامة المعارض وعدم نجاح استمرارية تفعيلها فعلينا ايضاً ان نتوقع مسببات ذلك الفشل وقد تكون تلك التوقعات من نسج خيال اختلطت فيه الحقائق فأصبحت واقعاً، ومنها عدم قناعة المنظمين للمعرض بما تم عرضه، وانه كما يقول المثل الشعبي ما يواجه او ان الامر متعلق بعدم اداء الواجب المناط, او ان الفكرة او الهدف اصبحت فقط في حدود لافتتاح، وكفى كما تجري العادة او ان ما يتم لا يتعدى تحصيل حاصل فقط.
الحلول.
ونحن على علم بأن هناك من يطالب بوضع حلول,, رغم ان اولئك المسؤلين عن المعارض ادرى بشعاب فنهم ولكننا نذكر ونطرح مقترحاتنا ومنها احداث فقرات خاصة بالفن التشكيلي ضمن البرامج الرياضية (كونها نشاطا شبابيا او التنويه اثناء البرنامج بأن هناك معرضا مقاما للفنون التشكيلية او من خلال البرامج الفنية ومنها برنامج احلى الليالي الاسبوعي,ومن الحلول او المطالب او القنوات المحققة لنجاح المعرض دعوة طلاب كليات المعلمين والجامعات بكل فروعها عبر بوستر ملصق ملصق للنظر او لافت للنظر او لافتة قماش في مواقع واضحة في الجامعات والكليات,ايضاً جانب مهم جداً وهو دعوة طلاب المدارس بالتعاون مع ادارة التعليم,, ومنها ادارة تعليم منطقة الرياض التي كثيرا ما تحرص على توعية طلاب مدارسها من الموهوبين وتسعى للتعاون مع اي نشاط او مناسبة تزيد من وعي الطلاب بفنهم ومادة الرسم لديهم من خلال قسم النشاط الفني بالادارة, وذلك بإشعارهم باقامة المعرض بفترة مناسبة يتم خلالها دعوة المدارس وتحديد عدد الطلاب وخصوصاً الموهوبين.
ختاماً اذا لم يكن هناك خطة عمل جادة وخاصة لدراسة تفعيل المعارض فلن تؤتي كل الجهود اكلها بقدر ما تنتهي وكأنها لم تبدأ.