Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


من هدي القرآن
تحريم الإفتاء بلا علم
د, نبيل بن محمد آل إسماعيل *

لم يجعل الله سبحانه وتعالى شيئاً من الذنوب والمعاصي مساويا للاشراك في عبادة الله تعالى، سوى القول على الله بلا علم، بل انه جاء في مرتبة متقدمة على الشرك خطورة.
وذلك لان الافتاء عن جهل فيه افتراء على الله تعالى، وتعد على حقه تعالى وانفراده بالتشريع كانفراده بالخلق والهداية والايجاد اذ المفتي ناطق وموقع عن رب العالمين جل وعلا، فاذا قال بهواه بلا علم فقد شرع من الدين مالم يأذن به الله تعالى.
قال تعالى: قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون سورة الاعراف: 33.
ويقول عز من قائل: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون سورة النحل: 116.
ومن هنا كانت خطورة القول في دين الله بلا علم بالمكانة التي ذكرنا ولنا في الملائكة والمرسلين والانبياء والصالحين والصحابة والتابعين واولي العلم القدوة الحسنة في ذلك, فهذه الملائكة تسأل عن الاسماء التي علمها آدم فتجيب سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا سورة البقرة: 32 وخاتم رسل الله وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم يسأل السؤال فينتظر حتى يأتيه الوحي مرشداً ومفتيا! وهذا صديق الامة يقول: اي سماء تظلني واي ارض تقلني ان انا قلت في كتاب الله ما لا اعلم، والفاروق رضي الله عنه يجمع للمسألة اهل بدر وكبار الصحابة، وكبار علماء الصحابة يتدافعون الفتوى حتى تعود الى المسئول الاول، ويرددون اجرؤكم على الفتيا اجرؤكم على النار ويقولون: نصف العلم: الله اعلم ، وكذا من جاء بعدهم من اجلة الائمة كمالك واحمد والشافعي وغيرهم جم غفير، فلم تتجرأ فئام من طغام المسلمين اليوم وجهلتهم على الانبراء للفتيا؟ هل هو الجهل او الادعاء او التعالم؟! فليحذر اولئك من عذاب الله وأليم عقابه فانه يمهل ولا يهمل.
* وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved