Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


فاعتبروا يا أولي الأبصار
نسيان الخالق!!
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الزير *

اقتضت حكمة الله تعالى وارادته وجود الخير والشر والهدي والضلال والحق والباطل والنور والعمى,, فمنذ ان خلق الله تعالى آدم عليه السلام وما قص علينا مما جبل عليه ابليس من الحقد والكبر واختيار طريق الغواية والعصيان، والصراع بين الحق والباطل قائم ومستمر وهو من سنن الله تعالى الكونية فجولة وصولة وكر وفر ولكن العاقبة للمتقين الصابرين , قال تعالى: وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا وقال عز شأنه بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه,, الآية, ولذا نرى في كل عصر ومصر صراع وصراع وفي عصر ومصر, ابراهيم والنمرود وموسى وفرعون.
والعبرة ان فرعون ومن شاكله مهما طغى وبغى وآثر الحياة الدنيا ونسي الرب الاعلى,, ينسى مع الجبروت والظلم والاستخفاف بالانسان انه ضعيف مسكين غرته نفسه وهواه فبطر النعمة وأمن مكر الله وغرته الدنيا وانكر ربوبية الله وألوهيته وزعم انه لا يعرف الله.
هذا المسكين وامثاله ناصيتهم بيد الله تعالى لا ينطق ولا يطرف ولا ينام ولا يأكل ولا يتنفس الا بإذن الله تعالى، هذا الحقير وامثاله الذي علا في الارض وتمادى في غيه وفساده وجعل اهلها شيعاً نسي قدرة الله تعالى عليه فاغتر بزينته واستخف قومه فأطاعوه وهو المخلوق الضعيف الذي عرض نفسه لسخط الله وغضبه وهو القاهر الجبار الذي يغضب لغضبه السموات والارض والجبال والبحار,, فان امر السماء حصبته وان امر الارض ابتلعته وان امر الجبال دمرته وان امر البحار اغرقته.
الفراعنة في كل زمان ومكان من الذين اعجبتهم انفسهم وجموعهم وزينتهم تفننوا في محاربة دين الله والصد عن سبيله ومعاداة اوليائه والكيد بهم ألم يعلموا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقدون,, الآية, وان الله ولي الذين آمنوا وان الله يدافع عن الذين آمنوا,, وأنه من اهان او عادى ولياً من اوليائه الذين اشارت اليهم الآية بالشرطين المذكورين: آمنوا وكانوا يتقون، فقد بارز الله بالمحاربة وبدأه بالحرب ودعاه اليها وهو سبحانه اسرع شيء الى نصرة اوليائه وان طال الزمن فان الله يملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته وان متعوا بالصحة والعافية والقوة والغنى، فاعتبروا يا أولو الابصار.
* كوالالمبور - ماليزيامن هدي القرآن

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved