Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


د, جمال الدين,, عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر لـ الجزيرة
الإعلام الغربي تولى مهمة المستشرقين بالإساءة للإسلام!
المملكة تملك أجهزة إعلامية قوية في توجهها الإسلامي

* حوار: سَلمان العُمري
اكد عضو مجمع البحوث الاسلامية بالازهر بجمهورية مصر العربية الاستاذ الدكتور/ جمال الدين محمود اكد ان مصادر المعلومات عن العالم الاسلامي تكتسب اهمية شديدة للمسلمين عامة، وللمملكة العربية السعودية خاصة لأن الامر يتعلق بالاسلام عقيدة ونظاماً اجتماعياً متميزاً.
وقال في حديث ل الجزيرة ان الخطر الذي يواجه الامة الاسلامية ليس في المعلومة ذاتها، ولكن في المفاهيم التي تربط بها ويراد ان تثبت في ذهن الجمهور.
وأسف د, جمال الدين على ان المسلمين الذين لم يتزودوا بثقافة اسلامية كافية يقعون احياناً في شراك هذه المفاهيم الخاطئة والمضللة.
كما تطرق الحوار الى قضايا عدة حول قلة المعلومات عن الاسلام حيناً، وعدم سلامتها احياناً اخرى على المستوى الدولي وغير ذلك من القضايا التي طرحت عليه,, وفي ما يلي نص الحوار:
* عقدت مؤخراً بالرياض ندوة عن مصادر المعلومات عن العالم الاسلامي مما يدل على اهتمام المملكة بأحوال العالم الإسلامي كله وصورته المعاصرة فما هي أهم المخاطر التي تنشأ عن قلة المعلومات أو عدم حيادها وأمانتها؟
ان المملكة تحمل رسالة كبرى ينبغي ان تعمل على ابلاغها للناس جميعا، وهي رسالة الاسلام والدعوة اليه ونشر عقيدته وقيمه الانسانية، كما ان المسلمين من انحاء العالم يتجهون الى المملكة او الحرمين الشريفين للحج وزيارة البيت الحرام ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك منذ قرون عديدة، وكان ذلك يعطي المملكة من قديم مصدراً للتعرف على العالم الاسلامي ويقدم للمسلمين صورة عن المملكة، ولكننا في العالم المعاصر وبعد التقدم الهائل في وسائل الانتقال والاتصال وازدياد المصادر التي تعرف الناس بالاسلام واهله نستطيع بواسطة المعلومة الصحيحة عن الاسلام ان نحقق انتشاراً للدعوة على المستوى العالمي لم يكن متاحاً من قبل في ظل قلة المعلومات عن الاسلام وبلاده وعدم وجود مصادر مأمونة وموثوق بها تقدم المعلومة الصحيحة، وفي هذا العصر زادت اهمية المعلومات التي تقدم من خلال اجهزة الاعلام ووسائله لانها تكون الرأي العام العالمي وتؤثر في نظرته الى العالم الاسلامي وبالتالي في التعامل معه سياسياً واقتصاديا وثقافيا، ومن هنا تكتسب مصادر المعلومات عن العالم الاسلامي اهمية شديدة للمسلمين عامة وللمملكة العربية السعودية خاصة لان الامر يتعلق بالاسلام عقيدة دينية ونظاما اجتماعيا متميزا، كما اصبح الآن يتعلق بدرجة اكبر بمصالح البلاد الاسلامية وقضايا العالم الاسلامي المعاصر، ولذلك كانت رعاية سمو ولي العهد للندوة التي تبحث في مصادر المعلومات عن العالم الاسلامي، لان هذه المصادر وما تقدمه من معلومات عن الاسلام تؤثر اشد التأثير في جهودنا لنشر دعوة الاسلام بين الناس كما انها اذا لم تلتزم الموضوعية والحياد فيما تقدمه من معلومات عن الاسلام وبلاده وقضايا البلاد الاسلامية المعاصرة يمكن ان تضر بمصالحنا السياسية والاقتصادية والثقافية على المستوى الدولي، فالمعلومات التي تنشر عنا تتصل بديننا وبمصالح دنيانا على السواء ومن هنا تأتي اهمية المعلومات الصحيحة او اخطار المعلومة الخاطئة او غير السليمة.
* هل اختلفت مصادرالمعلومات القائمة الآن عن المصادر التي كانت تعرف بالإسلام والبلاد الإسلامية في بداية هذا القرن؟
نعم: لقد حدث تغير كبير في هذا الشأن، في اوائل هذا القرن، وربما قبله بكثير ايضاً كانت مصادر المعلومات عن العالم الاسلامي قليلة ولا تملك اجهزة مؤثرة لنقل المعلومات، كانت مصادر المعلومات عنا معظمها في كتب المستشرقين وابحاثهم، ولم يكن يطلع على هذه المعلومات سوى عدد محدود من المهتمين بهذه الدراسات، وكان علماء المسلمين يردون بكتبهم وابحاثهم على مفتريات كثيرة وردت في كتب المستشرقين مثل هانوتو، ورينان وغيرهما ، ومع ذلك فان الوضع الان اصبح اشد خطورة في كتب المستشرقين وابحاثهم، لقد تولى الاسلام الغربي ومصادر اخرى تملك اجهزة نشر قوية مهمة تشويه صورة الاسلام والبلاد الاسلامية ونظم الحكم فيها ومستواها الحضاري والثقافي، واجهزة الاعلام غير المحايدة تعد الان اخطر مما كان في ظل الاستشراق لان ما تذيعه او تنشره هذه المصادر يصل الى عشرات وربما مئات الملايين في ساعة واحدة ويؤثر في افكارهم وفي مواقفهم من الاسلام وقضايا المسلمين، ومن الصعب علينا اذا لم نملك وسائل واجهزة اعلام ووكالات انباء مستقبلة وقوية ان نتصدى لهذه الاكاذيب ونغير من الافكار والمواقف المعادية للاسلام، فنحن نحتاج الى وجود مصادر معلومات قوية تستطيع ان تمد الناس بالمعلومة الصحيحة عن الاسلام واجهزة اعلام مؤثرة لكي تنتقل هذه المعلومات الى الغير.
* تنتشر في العالم الغربي معلومات كثيرة خاطئة عن الاسلام بل وتنتشر هذه المعلومات من مصادر غير مأمونة في كثير من البلاد الاسلامية فكيف نتحاشى تأثيرها؟
اولاً أود ان أذكر لن غالبية ما ينشر عن الاسلام وعن البلاد الاسلامية لاسيما في الاعلام الغربي يسيىء الى المسلمين، ولا توجد مصادر معلومات غربية عن الاسلام مأمونة وموثوق بها سوى قلة نادرة ربما في مراكز علمية او مراكز بحوث ودراسات ساهمت المملكة او بعض البلاد الاسلامية في اقامتها اخيراً.
ومن ناحية اخرى فان ما ينشر من معلومات عن العالم الاسلامي لا يقتصر على المعلومة وحدها بل يتجاوزه الى نشر مفاهيم معينة، المعلومة يمكن ان تكون محايدة وموضوعية ولكن المفاهيم بطبيعتها ذاتية ولا يمكن ان تكون محايدة، لقد انتشرت حتى في بعض البلاد الاسلامية مفاهيم غربية عن مشكلات وقضايا اسلامية مثل قضايا التطرف، والعنف، والجهاد، وحقوق المرأة، وحقوق الانسان وغير ذلك من المفاهيم المغلوطة التي تبثها مصادر اعلام ومعلومات لا تراعي الصدق في المعلومة ذاتها ولا الموضوعية في عرضها، كما انها تربط المعلومة بمفهوم خاطىء ومضلل عن الاسلام والمسلمين يراد تقديمه، للناس، ان الخطر ليس في المعلومة ذاتها ولكن في المفاهيم التي تربط بها ويراد ان تثبت في ذهن الجمهور، وهذا ما حدث في العقد الاخير من هذا القرن من ربط ظواهر دولية سيئة مثل الارهاب بالاسلام وكذلك محاولة ايجاد علاقة بين الاسلام والتخلف الحضاري او الاقتصادي، ومن المؤسف ان المسلمين الذين لم يتزودوا بثقافة اسلامية كافية يقعون احيانا في شراك هذه المفاهيم، ان الاقتناع بالمفاهيم الخاطئة والمضللة اشد خطورة من تصديق معلومة غير دقيقة.
* ماهو المطلوب من العالم الاسلامي ازاء مشكلة قلة المعلومات عن الاسلام وعدم سلامتها احيانا على المستوى الدولي؟
تعد المملكة من البلاد الاسلامية الرائدة في تفهم ضرورة واهمية مصادر المعلومات عن الاسلام في عصرنا الحاضر، وهي تستثمر كل الوسائل المتاحة لتكون مصدراً من مصادر المعلومات عن الاسلام والمملكة، وهذا الاهتمام يفرضه على المملكة وضعها كدولة اسلامية مميزة دينيا وتاريخياً وسياسيا، كما ان مسؤولية المملكة عن نشر الاسلام ودعوته توجب عليها ان توفر مصادر معلومات كافية وقوية عن الاسلام والمسلمين حتى يكون امام العالم لاسيما من غير المسلمين صورة واضحة وسليمة عن الاسلام عقيدة وشريعة وتاريخا وحضارة.
ولذلك تتميز المملكة بأجهزة اعلامية قوية في توجهها الاسلامي، واذاعة المملكة توفر قدرا كبيرا من المعلومات عن الاسلام والعالم الاسلامي بلغات متعددة وتصدر المملكة عشرات الكتب والنشرات والمجلات عن الاسلام واحوال المسلمين، وتهتم المملكة بتلقي ما يرد من معلومات من مصادر خارجية وتعنى بالرد عليه وتصحح ماقد يرد فيه من معلومات او مفاهيم خاطئة، وثمة جهات عديدة في المملكة تعد من مصادر المعلومات الموثوقة علمياً والمأمونة على الدعوة مثل مركز البحوث والدراسات الاسلامية التابع لوزارة الشؤون الاسلامية وكذلك المؤتمرات والندوات التي تشارك فيها المملكة على المستوى الدولي وشبكة الانترنت التابعة لمركز البحوث وايضا مطبوعاته بلغات عديدة، وما تقيمه المملكة بجهودها ودعمها المالي لمراكز دراسات علمية خارج المملكة، فكل هذه المصادر توفر المعلومة الصحيحة المحايدة وتقدم صورة حقيقية للاسلام والمسلمين وتسهم بقدر معقول في تصحيح ما قد يرد من معلومات او مفاهيم غير سليمة تبثها مصادر اخرى لا تشارك فيها او يكون لها توجهات عدائية نحو الاسلام واهله، وتظفر مصادر المعلومات عن الاسلام بقدر كبير من الاهتمام من اولي الامر رغبة في توفير مصادر اسلامية للمعلومات وايضاً في تقويم وتصحيح مسيرة مصادر المعلومات الاخرى التي لا تلتزم الموضوعية والحياد في توفير المعلومة وتقديمها الى الناس، ومع كل هذه الجهود الخيرة فما يزال العالم الاسلامي كله في حاجة الى تأسيس مصادر معلومات خاصة به عن الاسلام والبلاد الاسلامية والمسلمين في هذا العصر، ولابد ان تكون هذه المصادر جديرة بالثقة من الناحية العلمية وان تملك اجهزة اعلام لبث وتوصيل هذه المعلومات الى الغير.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved