* انا مسؤول اداري في احدى الجهات الحكومية، وتحت يدي 11 موظفاً سعودياً, في احد الايام حدث شجار بيني وبين احد الموظفين فانتهى الامر الى فصله، حيث ساهمت في حدوث هذا الفصل, وبعد مضي ستة اشهر من حدوث ذلك الفصل، علمت بوفاته في حادث مروري فذهبت انا وزملائي لتعزية اسرته, ومن خلال وجودي هناك سمعت الحضور يتحدثون عن المتوفى بأنه قبيل الحادث بثلاثة اشهر بدأ بادمان الحبوب المهدئة للاعصاب,, وبعد شهر تعرضت لحادث مروري ادى الى شلل كلي فأصبحت عاجزاً عن العمل بالاضافة الى احلام مزعجة تنتابني بين حين وآخر واصبحت شبه يائس من الحياة فذهبت الى احد القضاة في مكة المكرمة وذلك للمساعدة فقال: ان دعوة المظلوم تحمل على الغمام وان اول ما يسأل فيه العبد بعد مماته هو حقوق العباد الى غيرها من الامور التي لا يتسع الوقت لذكرها, والسؤال: هل انا ظالم حيث انني ساهمت في اضافة الصعوبات في طريق الموظف حتى انتهى به الامر الى الفصل؟وهل اذا دفعت مبلغا من المال لمساعدة اسرة المتوفى، ككفارة لما حدث سوف يعفو الله عني؟ ارشدوني مأجورين.
تعلم اخي ان كل شيء بقدر وان ما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وان الخلق لو اجتمعوا جميعاً على ان ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك به، وانهم لو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يستطيعوا ذلك لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف هذا اولاً, ثانياً ان ما فعلت مع الموظف لا يخلو من ثلاثة امور الامر الاول: انك عملت ما عملت مع فصل الموظف وانت لديك قناعة ويقين بأنه مستحق لذلك نظاماً وانك لم تتحامل عليه ولم تقصده بشر وانما لانه لا يصلح للعمل لما ارتكب مما ارتكب حسب معرفتك انت وانت مديره.
الحل الثاني: ان تكون جازماً ومتيقناً بأن هذا الموظف لا يستحق الفصل وانك فعلت وفعلت وحاولت التحقق او التثبت انه مستحق للفصل وكونت من الاشياء اليسيرة التي لا تساوي شيئا، كونت منها اشياء كبيرة حتى استحق الفصل فأنت بهذا ظالم.
الحل الثالث: ان تكون فعلت ذلك مجتهداً ولم يخطر ببالك شيء من هذه الامور الا حين حصلت هذه الحوادث التي عليه والحادث الذي عليك انت وغير ذلك فحصل لديك شكوك فالعبرة يا اخي بأصل المسألة.
فإن كانت المسألة الاولى كما قلت لك فهذه شكوك لا تلتفت اليها ولا تؤثر عليك نفسياً واعلم ان ما اصابك انت فهذا محض قضاء الله وقدره وقد يكون رفعاً لدرجاتك ومحواً لسيئاتك والاخ الذي حصل له الفصل ثم الوفاة عليك ايضاً ان تدعو له ومادام ان الامر فعلته انت لمصلحة العمل وما حصل مجرد شكوك فلا تلتفت اليها.
اما ما قلت من ناحية دفع شيء من المال لاسرة المتوفى فهذا من باب الاحسان خاصة اذا كانوا محتاجين لهذا الشيء ولا شك أنك اذا كنت ظالماً له فهذا مما يساهم في تخفيف الظلم وربما يعفو الله عنك اذا صدقت نيتك واخلاصك في عملك والله اعلم.