Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


نور الحق
معنى لزوم منهج السلف(1)
الشيخ عبدالله بن صالح العبيلان *

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال الله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً).
وقال تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه .
فتوعد الله من اتبع غير سبيل المؤمنين بالعذاب العظيم ووعد متبعي السبيل بالجنة والرضوان، والسبيل هاهنا هو ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون لهم بإحسان فدل على وجوب اللزوم دلالة واضحة جلية.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته , رواه البخاري ومسلم، ولمسلم من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير أمتي القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يخلف قوم يحبون السمانة يشهدون قبل أن يستشهدوا .
فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الناس قرنه مطلقاً وذلك يقتضي تقديمه في كل باب من أبواب الخير، وإلا لو كان خيراً من بعض الوجوه فلا يكونون خير الناس مطلقاً.
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل: يارسول الله كأنها موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
فدل هذا الحديث على لزوم هذا المنهج المتمثل بلزوم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم بسنته وما كان عليه الخلفاء الراشدون من اقتداء له ومن لزوم لسنته.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: فعلى كل مؤمن الا يتكلم بشيء من الدين إلا تبعاً لماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولايتقدم بين يديه، بل ينظر فيما يقال فيكون قوله تبعاً لقوله وعمله تبعاً لعمله، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين، فلهذا لم يكن فيهم من يعارض النصوص بمعقوله، ولايؤسس ديناً غير ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا اراد معرفة شيء من الكلام فيه نظر فيما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فمنه يتعلم وبه يتكلم وفيه يتفكر،وبه يستدل، فهذا اصل أهل السنة وهذا هو الفرقان بين أهل الإيمان والسنة، وأهل النفاق والبدع، فإنهم يخالفون هذا الأصل كل المخالفة, إه.
وقال الله تعالى: وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما سئل عن الصراط المستقيم: تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينه جواد وعن يساره جواد ثم رجال يدعون من مر بهم فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ هذه الآية، رواه ابن جرير.
قال ابن القيم رحمه الله: والطريق إلى الله في الحقيقة واحد لاتعدد فيه فهو صراطه المستقيم، الذي نصبه، موصلاً لمن سلكه قال تعالى: وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه الآية, فوحد سبيله لأنه في نفسه واحد لاتعدد فيه وجمع السبل المخالفة لأنها كثيرة متعددة ، كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطاً ثم قال: هذا سبيل الله,, الحديث.
ومن هذا قوله تعالى: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات فوحد النور الذي هو سبيله وجمع الظلمات التي هي سبل الشيطان, أه , والله الموفق
* المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة حائل

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved