Sunday 21st November, 1999 G No. 9915جريدة الجزيرة الأحد 13 ,شعبان 1420 العدد 9915


بعد ظهور الفيروس القاتل الغامض
البؤس يحول روسيا إلى بؤرة للأمراض المعدية

* موسكو ا,ف,ب
تعود روسيا الى العيش في ظل اوجاع الماضي بعد ظهور وباء قاتل جديد وانتشار فيروسات نادرة بسبب الاوضاع الاقتصادية والصحية البالغة الصعوبة حاليا.
وانطلقت التحذيرات في الايام الاخيرة في منطقة سمارة، وسط البلاد، حيث توفي شخص واحد واصيب 177 آخرون بفيروس غامض يتسبب بنزيف مميت في حال عدم معالجته فورا.
وينتقل فيروس جي ال بي اي الذي يسبب حمى نزفية عبر الفئران, وقالت غالينا فيودوروفنا لازينوفا مسؤولة قسم الاوبئة في روسيا لوكالة فرانس برس ان الفيروس معروف في روسيا حيث يحصد كل سنة حصته من الضحايا.
ونقلت شبكة ان تي في للتلفزيون عن اطباء المنطقة قولهم ان الفيروس الذي ظهر في اواخر اكتوبر الماضي سيوقع العديد من الضحايا خلال الايام المقبلة، وان الاعداد قد تتزايد في حال لم يعط السكان لقاحا تم التوصل اليه اخيرا.
وستجري وزارة الصحة الروسية تجارب جديدة على اللقاح الذي اظهر فاعلية، لكنها غير قادرة على انتاجه لان كلفته تبلغ 20 مليون دولار، وهو مبلغ يتجاوز قدراتها المالية.
واكدت لازينوزفا ان الخدمات الطبية في سمارة تملك حاليا وسائل لمكافحة هذا الوباء.
ولدى سؤالها عن الامر، اجابت بكل جدية عبر القضاء على القواضم .
في غضون ذلك، ينتظر حوالي 180 شخصا تلقي العناية في المنطقة، ويعانون من عوارض تشبه عوارض الانفلونزا من حيث الالم والارتفاع الحاد في الحرارة والانهاك.
وفي حال عدم تلقي العناية اللازمة، يهاجم الفيروس الاوعية الدموية للمريض الذي يتوفى نتيجة لاصابته بنزيف داخلي,واعتبر التلفزيون هذا الوباء من بين البلايا الغامضة التي تشهدها روسيا بانتظام.
وفي يوليو الماضي، اصيب سكان منطقة ستافروبول وروستوف وفولغوغراد بالهلع بعد تفشي فيروس غامض اودى بحياة عشرة اشخاص وادخال 174 آخرين الى المستشفيات.
وكان المسؤول عن ذلك حمى نزفية الكونغو القرم التي تنتقل بواسطة القرادة نوع من الحشرات وتسبب حرارة مرتفعة ونزيفها قويا, ونقل حينها 81 شخصا الى المستشفيات في منطقة بشكيريا قبل ان ينحسر المرض.
وفي يونيو الماضي، اصاب فيروس مجهول 140 شخصا قرب تولا جنوب موسكو وحوالي 200 آخرين في اغسطس في تتارستان, وكان التشخيص مخطئا في غالب الاحيان اذ يفتقد اطباء المنطقة الى الوسائط اللازمة لاجراء تحاليل طبية جدية.
ويعود النقص المتكرر في الادوية في جميع ارجاء البلاد الى انعدام الاموال اللازمة, وتباع الادوية، في حال وجودها، بأسعار خيالية بالنسبة للمواطن الروسي العادي الذي لا يتجاوز راتبه 65 دولارا في الشهر.
وتؤكد الاحصاءات الرسمية ان ثلث السكان الروس البالغ عددهم 147 مليونا يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم, وادت هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية الى تفاقم المشاكل الصحية.
وبالتالي، عاودت امراض كانت اختفت كالسل والكوليرا والطاعون الظهور، ورأى نائب وزير الصحة الروسي غينادي اونيشتشينكو ان هذه الامراض هي افضل شاهد على الفقر وبؤس العيش.
وتحسبا منها لمزيد من التدهور بعد الازمة المالية في اغسطس 1998، وضعت وزارة الصحة محاربة السل والايدز والامراض الجنسية المعدية في سلم اولوياتها.
ولمواجهة وباء الطاعون، اضطرت الوزارة الى اتخاذ اجراءات في مناطق القوقاز وضفاف بحر قزوين.
ويوجد في روسيا نحو 100 الف سجين مصاب بمرض السل اضافة الى 20 الف آخرين ايجابيي المصل بينهم تسعة الآف اصيبوا خلال السنة الحالية، وهي ارقام لا تزال تسجل ارتفاعا.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

شعر

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved