Sunday 21st November, 1999 G No. 9915جريدة الجزيرة الأحد 13 ,شعبان 1420 العدد 9915


الماضي مازال له حضوره المتوهج
لا تَدَعي الأناقة تغتال خطوط الحناء!

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
ويمضي مركب الزمن وما زلت ايتها المرأة الاصيلة ترحبين بكل موجة عذبة تسافر بك الى الماضي العريق بتراثه العابق وعاداته البسيطة وتقاليده الصادقة وطقوسه الاجتماعية الصافية,, حينما كانت النفوس مسكونة بالقناعة والبساطة بعيدا عن ضجيج المادة وصخب الطموح,, هناك كان للمرأة اعرافها الاصيلة في بيتها البسيط وفي مسؤولياتها المترعة بالكفاح بل وحتى في مفردات الزينة وسبل التجمل,.
هناك كان للتاريخ حضور,, وكان للمرأة مشاركة,, كان لها جوها المؤطر بخيوط الرضا والمحبة.
اعذروني ان أمعنت في الابحار المثخن بتداعيات البدء لكن من حقنا ان ندافع عن (مربية الاجيال) امام كل صوت ينال من ماضيها المشرف او يتعدى على تقاليد كانت جزءا من حياتها لنقف وقفة اكبار امام ممارساتها حتى في صياغة ملامح الزينة وتشكيل ادوات الجمال,.
نعم هي (ذات الخضاب),, لكن ذلك لم يمنعها ان ترسم اروع صور المشاركة في البناء وتجسد اعظم مظاهر الانتماء.
مهلا نقولها لكل امرأة خدعت بزيف المظاهر وبريق الترف,, لقد كان لك يا (ذات الخضاب) دورك الكبير في مسيرة الكفاح وكان لك عطاؤك الذي لم يزل يتضوع برائحة الصدق والاصالة ان هذه (الحناء) لم تمنع الاكف ان تلوح لقوافل المجد,, ولم تمنع الاصابع من ان تنسج خيوط كفاح عامر وبذل متدقق,, فهنيئا لك ايتها الاكف المسكونة بألوان زاهية للحناء المضمخة بعبق الماضي المجيد,, فلم تكن (الحناء) سوى رمز اصيل له وقع خاص,, اطمئنوا فلم يأت اليوم الذي تتبرأ به حواء من تاريخها الاصيل بكل اعرافه البسيطة وتقاليده السهلة,, فقد كان لها مع المجد قصة,, ومع التاريخ حكاية,, تكشف عن معدنها الصافي وسلوكها المشرف وكفاحها المتواصل,.
ومازال للماضي العريق حضوره المتوهج في نفس كل امرأة اصيلة تقف على ضفاف التاريخ لتقرأ ملامح البساطة وتطل على انماط اجتماعية عريقة ربما غابت عنا في خضم هذا العصر المليء بالركض,, عفوا حواء لا تتيحي (لتيار الاناقة) فرصة ليجتاج بساتين اصالتك ويمزق خيوط ارتباطك بالماضي ويلغي احرف تاريخك,, لا تدعي (الاناقة) تغتال خطوط الحناء بألوانها المضيئة وتحجب (توهجها) على الاكف,, أطلقي حمرتها,, ودعي اصابعك تشمخ برسومها,, ولا تتركي,,علبة الماكياج,, تستبد بالحضور,, ألا ترين ان (الكحل) لم يزل يزهو في عين القصيدة؟ فلا تحرمي اصابعك من (هوية) الانتماء للماضي,, وللتاريخ او تغضي الطرف حياء من مشهد لك قرأته في اعماق هذا الماضي المحمل بالالوان الشعبية العريقة,, ودعينا نلمح آثار تواصلك مع تاريخك الناصع,, فاعذرينا حينما نحرك مشاعر الاصالة في فضاء ذاتك,.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
, الشقة بريدة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

شعر

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved