تجنباً لانطلاق غير متعمد لصاروخ نووي,. تعاون أمريكي روسي لمواجهة أخطر لعبة نووية في التاريخ نهاية العام |
* واشنطن هيربت وينكلر د,ب,أ
في احدى حجرات قاعدة بيترسون التابعة لسلاح الجو الامريكي سيجلس عسكريون امريكيون وروس حابسين انفاسهم بانتظار ان تدق الساعة معلنة انتصاف آخر ليلة من ليالي العام الحالي وبدء عام جديد.
ومنذ منتصف كانون الاول / ديسمبر وحتى منتصف كانون الثاني/ يناير سيكون هؤلاء الخبراء في منطقة كولورادو سبيرنجز متيقظين تحسبا لوقوع كارثة نووية قد تنجم عن تحول التقويم في اجهزة الكمبيوتر الى العام 2000م, وفي حالة وقوع اخشى ما تخشاه الدولتان وهو ان تنطلق الصواريخ التابعة لاي منهما بطريق الخطأ سيتصرف المراقبون على الفور.
فهناك ما يزيد على اربعة آلاف سلاح نووي في حالة تأهب دائم للانطلاق في الولايات المتحدة وروسيا وتملك القيادة الامريكية الكندية للدفاع الجوي لامريكا الشمالية ومقرها كولورادو سبرينجز تحت تصرفها شبكة من الاقمار الصناعية ومحطات الرادار واجهزة الاستشعار في كافة انحاء العالم لمراقبة عمليات انطلاق الصواريخ الحربية والفضائية لاحتمال حدوث خطأ.
ويقول كينيث بيكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون قد ترتكب اجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا خطأ تفسر بسببه حريقا للغاز الطبيعي على انه انطلاق لصاروخ, وتعزز مشكلة الصفرين من احتمال وقوع هذا الخطأ وهو ما حدا بوزارة الدفاع الامريكية ان تخصص ميزانية قدرها اربعة مليارات دولار لفحص كافة اجهزة الكمبيوتر الخاصة بها, ويؤكد الخبراء العسكريون ان احتمال حدوث خطأ يسفر عن عواقب وخيمة هو مجرد احتمال ضئيل وبالرغم من ذلك فلا يزال هناك من يشكك في تلك التأكيدات, وقد حذر جوزيف روتبلات الحائز على جائزة نوبل للسلام وعدد من العلماء في اعلان نشرته صحيفة نيويورك تايمز في صفحة كاملة من ان هذه هي اخطر لعبة في التاريخ مؤكدين ان الوسيلة الاكيدة الوحيدة لمنع الانطلاق غير المتعمد لصاروخ نووي هو ابطال حالة التأهب في الرؤوس الحربية النووية.
واضافوا ان الاستعدادات التي يقوم بها البنتاجون متأخرة عن الجدول الزمني المحدد لها وان المشكلات الاقتصادية التي تنوء روسيا بحملها تحول دون اتخاذها اجراءات امنية فعالة, ويشارك الخبراء الامريكيون العلماء في مخاوفهم من ان محطات الطاقة النووية الروسية والاوكرانية التي عفا عليها الزمن والتي يعود تاريخ انشائها الى الحقبة السوفيتية وقد تكون عرضة لمشكلات الكمبيوتر وانقطاع التيار الكهربائي غير انهم يعتقدون ان ما قد يحدث من مشكلات سيظل داخل نطاق السيطرة.
ويقول لورانس جيرشوين من وكالة المخابرات المركزية الامريكية سي, آي, إيه ان الوكالة على ثقة كبيرة من ان حدوث خلل عند التحول لعام 2000 لن يسفر عن اطلاق غير متعمد لصاروخ بالستي من جانب اي دولة, غير ان خبراء امريكيين وروساً سيراقبون الوضع عن كثب في مركز الاستقرار في عام 2000 بمنطقة كولورادو سبرينجز الذي يصله بروسيا خط هاتفي مأمون وذلك كاجراء احتياطي اضافي.
وسيتسنى لهم مراقبة العالم بصورة مستمرة من خلال خرائط الكمبيوتر الملونة وسيتقاسم الامريكيون والروس المعلومات حول قواعد الاطلاق ومواعيد الاطلاق والطيران وعدد الصواريخ المنطلقة في حالة انطلاق اية صواريخ وخطوط السير الجوية والاهداف.
والهدف من انشاء المركز هو ان يعمل كنواة لنظام مشترك للانذار المبكر وضع بموجب اتفاق ابرمه وزيرا الدفاع الامريكي وليام كوهين والروسي ايجور سيرجييف.
ولضمان عدم ترك اي مجال لسوء فهم بين الطرفين عندما تدق الساعة اول دقاتها للعام الجديد تقوم كل من واشنطن وموسكو بتحسين الخطوط الساخنة بينهما ووفقا للبنتاجون فان سبعة من تلك الخطوط الثمانية التي يرجع بعضها للستينيات سيتم تحديثها فنيا.
ويقول البنتاجون انه يجب الحيلولة دون تعطل الخطوط المباشرة التي تربط بين الرئيسين ووزيري الدفاع ووزيري الخارجية في كلا البلدين اثناء الازمات.
ويتردد ان الولايات المتحدة ستزود روسيا بمولدات طاقة وسيارات اطفاء وسلع اخرى تتجاوز قيمتها 15 مليون دولار لدعم الاستعدادات التي ستجريها روسيا في اطار التحول من عام 1999 الى عام 2000م.
|
|
|