هجمات المقاومة زادت من مأزق قوات الاحتلال الخطر يحيق بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان |
* صور لبنان جاك ريدن رويترز
اذا التزم ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل بتعهده بانهاء الاحتلال الاسرائيلي المستمر منذ 21 عاما لجنوب لبنان بحلول منتصف العام المقبل فللبنانيين ان يتوقعوا تغيرا كبيرا في حياتهم.
فالانسحاب الاسرائيلي في اطار اتفاق سلام شامل في الشرق الاوسط يفتح افاق العودة الى وضع طبيعي لم يشهده لبنان منذ ثلاثة عقود على الاقل لكن الانسحاب دون حل الصراع العربي الاسرائيلي يثير احتمالات العودة الى اسوأ اعمال عنف على مدى هذه العقود الثلاثة.
غير ان المصير الذي ينتظر اللبنانيين ليس في ايديهم وحدهم,, فهناك قرارات حاسمة تتخذ في اطار سلام الشرق الاوسط.
واي اتفاق للسلام يتعين ان يشمل انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان ومن مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 ولكن المفاوضات لم تبدأ بعد مع انه لم يبق الا ثمانية اشهر على الموعد النهائي للانسحاب الذي وعد به باراك لدى انتخابه رئيسا للوزراء في يونيو حزيران الماضي.
وقد يمر هذا الموعد النهائي مثله مثل الكثير من المواعيد النهائية التي لم تلتزم بها اسرائيل مع الفلسطينيين.
يقول خبراء عسكريون انه اذا لم تظهر بوادر بحلول مايو ايار المقبل على التوصل لاتفاق سلام شامل فإن اسرائيل قد تتخذ قرار الانسحاب من جانب واحد.
فاسرائيل لن تقبل انسحابا مهينا مثل الذي اضطرت اليه ميليشيا جيش لبنان الجنوبي المتحالفة معها عندما تراجعت تحت نيران المقاومة من جزين شمالي المنطقة التي تحتلها اسرائيل في الجنوب في وقت سابق هذا العام.
واذا انسحبت اسرائيل الى ما وراء حدودها فإنها لن تقبل باستئناف الهجمات عبر الحدود التي دفعتها في بادىء الامر الى شن غارات انتهت باحتلال شريط حدودي عمقه 15 كيلومترا.
ويمكن تجنب ذلك اذا حرك لبنان جيشه باتجاه الحدود ونزع سلاح المقاومين.
ودعا تقرير حديث للامم المتحدة لبنان للاستعداد لذلك قائلا انه يتعين على الدولة ان تعيد سريعا تأكيد سيادتها السياسية والعسكرية على المنطقة وهو ما يعني ضمنا نزع السلاح .
ويتوقع خبراء اجانب تكرار احداث جزين التي انسحبت منها ميليشيا جيش لبنان الجنوبي ولم ينشر الجيش اللبناني قواته فيها ومن المرجح ان تفعل ذلك مرة اخرى واذا فرض لبنان الهدوء على الحدود فستنعم اسرائيل بحدود امنة لاول مرة منذ تأسيسها.
ويترك هذا السيناريو احتمالا لظهور فراغ عسكري في جنوب لبنان اذا انسحبت اسرائيل منه في العام المقبل دون تعاون مع سوريا.
والهجمات على قوات الاحتلال الاسرائيلية زادت من تأييد فكرة الانسحاب داخل اسرائيل وتشن هذه الهجمات اساسا حركة امل اللبنانية وحزب الله.
ومع تجنب المقاومة للتصريح بما اذا كانت ستواصل مهاجمة الاسرائيليين بعد انسحابهم من لبنان فإن سكان الجنوب يعتقدون ان الجماعتين تتطلعان الى مستقبل سياسي داخل البلاد اكثر من تطلعهما لمسح اسم اسرائيل من على خريطة العالم.
ولكن ذلك في حد ذاته لا يضمن الهدوء على الحدود.
|
|
|