Sunday 21st November, 1999 G No. 9915جريدة الجزيرة الأحد 13 ,شعبان 1420 العدد 9915


سياسيون يؤكدون في ندوة مستقبل عملية التسوية .. ومرور 100 يوم على حكم باراك
السياسة الاسرائيلية تتسم بالمماطلة ووضع العراقيلوتعقد الاتفاقيات لتحصل على التنازلات

* القاهرة/ مكتب الجزيرة/ محيي الدين سعيد:
اكد عدد من السياسيين والدبلوماسيين والمثقفين العرب ان سياسة اسرائيل تتسم دائما بالتسويف والمماطلة ووضع القيود والعراقيل تجاه مسيرة عملية السلام وقالوا خلال الندوة التي عقدتها المنظمة العربية لحقوق الانسان تحت عنوان مستقبل عملية التسوية في ضوء مرور مائة يوم على حكم باراك بالقاهرة مؤخرا ان اسرائيل تعقد الاتفاقيات في سبيل الحصول على تنازلات فيما لا تنفذ تعهداتها المبرمة.
كما اعتبروا باراك بانه شخصية غريبة الاطوار ولا يختلف كثيرا عن سلفه نتنياهو ويتسم بالقسوة البالغة وهما وجها لعملة واحدة.
لم يتنازل عن وقاحة الفعل!
فقد اكد محمد فائق امين عام المنظمة العربية لحقوق الانسان في بداية الندوة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لا يختلف كثيرا عن سلفه بنيامين نتنياهو وان باراك فقط ابتعد عن وقاحة الكلام التي عرف بها سلفه لكنه لم يتنازل عن وقاحة الفعل التي هي جوهر السياسة الاسرائيلية بما يؤكد ان المصالح الاسرائيلية ثابتة وليست رؤى جماعات او احزاب, وقال ان اسرائيل تعقد الاتفاقيات فقط لتحصل على تنازلات ولا تنفذ تعهداتها وتجعل العرب يدورون في حلقة مفرغة من الاتفاقيات دون تنفيذ من جانب اسرائيل واضاف ان مرحلة التسوية النهائية خطيرة وبالغة الدقة وتحتاج لجهد شديد ولاشراك الرأي العام العربي والدولي لفضح التعنت الاسرائيلي موضحا انه لا يجوز استمرار المفاوضات دون تقدم حقيقي وان مقاومة الاحتلال بكل الطرق اصبحت امرا ضروريا لتدعيم موقف المفاوض العربي.
شخصية غريبة!
اما السفير طاهر شاش المستشار السابق للوفد الفلسطيني في مفاوضات السلام فقد قدم ورقة عمل اكد فيها ان رئيس الوزراء الاسرائيلي باراك شخصية غريبة تجمع بين المتناقضات وان ماضيه العسكري يتسم بالقسوة البالغة في تعامله مع العرب حيث يتباهى بقتل الاسرى المصريين وقتل عدد من القادة الفلسطينيين وانه يعتقد ان استيلاء اليهود على ارض العرب عدل يفوق الظلم الذي لحق بالفلسطينيين.
واكد شاش ان باراك يتوهم في نفسه القدرة على تحقيق وحدة الشعب اليهودي وانه يركز على الامن والاقتصاد ويرى ان مهمة الجيش في الردع ومحاربة الارهاب وتقوم سياسته على المماطلة وتواصل الاستيطان مع التحكم في خريطة اعادة الانتشار ووضع القيود الشديدة على الممر الآمن وانه يعطي المسار السوري الاولوية الكبرى ويرى انه لا انسحاب من لبنان الا بعد الاتفاق مع سوريا على اعتبار ان ذلك في رأيه يغلق دائرة اتفاقات التسوية والعنف ويضعف دور ايران والعناصر الراديكالية في المنطقة, واكد ان باراك يرغب في اجراء تسوية ناقصة مع الفلسطينيين واقامة دولة فلسطينية ناقصة السيادة وعلى رقعة محدودة مع تأجيل قضية القدس واللاجئين.
من جانبه قال محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية ان باراك لا يختلف عمن سبقوه من حكام اسرائيل وانه يمارس ضغطا نفسيا على الفلسطينيين للقبول بما يقدمه لهم,, واكد ان العرب يعطون بتمزقهم دعما للطرف الاسرائيلي في وقت يحتاج فيه الشعب الفلسطيني الى الدعم الشديد.
واضاف صبيح ان الدولة العبرية وصلت الى قوة المنحنى من حيث القوة العسكرية والاقتصادية ووصلت الى الذروة في عدد المهاجرين اليها حيث هاجر اليها نحو 90 في المائة من اليهود الذين يستطيعون الهجرة, واشار الى ان اسرائيل تخلق اختلاطا غريبا عندما تقيم المستوطنات وسط الشعب الفلسطيني واضاف ان باراك محدود الخبرة من الناحية السياسية لكنه يحاول ان يقرأ العلاقات الدولية بشكل جيد وانه قام بتحييد امريكا ونجح في اقناع دول اوروبا بمواقفه ويسعى الآن الى اللعب داخل المنطقة العربية, وقال صبيح انه لا يتوقع ان يقوم باراك بتوقيع اتفاق نهائي مع الفلسطينيين مشيرا الى ان باراك ابعد كل زملائه في حزب العمل بمجرد وصوله للحكم واعطاهم ملفات محدودة واقصى زعماء حزب العمل التاريخيين.
الواقع العربي مؤسف
فيما انتقد الدكتور محمد زكريا اسماعيل مساعد الامين العام للجامعة العربية القصور في المواقف العربية في الوقت الذي نجحت فيه حملة اسرائيل الدبلوماسية في تلميع صورتها حتى ان اوروبا اصبحت في جانب اسرائيل ولكن ليس بشكل نهائي فما زال هناك متسع لموقف عربي في هذا الشأن.
وقال ان فرنسا كانت ترفض ان تنضم اسرائيل الى مجموعة الغرب في الامم المتحدة لكن الغرب الآن اصبح يميل الى قبولها في تعداده بما يعني امكانية وصول اسرائيل الى عضوية مجلس الامن.
وقال اسماعيل: ان الواقع العربي مؤسف في ظل التهاتف والهرولة لاقامة علاقات مع اسرائيل وبروز تيار بين المثقفين يدعم هذا الاتجاه ويروج له واكد اسماعيل ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق رابين تعهد بالانسحاب من الجولان وحمل وزير الخارجية الامريكي السابق وارن كريستوفر توصيل رسالة بهذا الشأن الى الرئيس السوري حافظ الاسد, وانتقد التعجيل على عقد قمة عربية وقال انه حتى لو عقدت هذه القمة فلن تتخذ قرارات هامة واذا حدث ذلك فلن تجد هذه القرارات طريقها للتنفيذ مثلما حدث من قبل.
لبنان لن ينخدع
وبدوره اكد هزاع شريف قنصل لبنان في القاهرة ان الحكومة اللبنانية لن تنخدع بالاغراءات الاسرائيلية وانها تحافظ على التلازم مع المواقف السورية وقال هزاع:
نحن الحلقة الاضعف في هذا الصراع لكننا متمسكون بارتباط المسارين السوري واللبناني.
ورأى هزاع ان المقاومة اللبنانية لم تأخذ حقها من الجماهير العربية رغم انها السبب الرئيسي في اطروحات اسرائيل الدائمة بالانسحاب من جنوب لبنان.
ورد الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان لبنان ليست الطرف الاضعف وان المقاومة فيها غيرت مسارات الصراع العربي الاسرائيلي.
فيما اكد سعيد كمال مساعد الامين العام للجامعة العربية ان الجيش هو الاداة الحاكمة في اسرائيل وقال ان الاردن هو السبب في ان يلقى المسار الفلسطيني اهتماما كبيرا في مراحل المفاوضات المختلفة مع اسرائيل فان بعض القوى كانت تحاول تجاهل الشعب الفلسطيني.
واثار كمال جدلا عندما اكد ان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لم يكن يعارض التفاوض مع اسرائيل وانه قال لياسر عرفات ليتكم تقبلون التفاوض وعندما قال عرفات انه مستعد لذلك طلب منه عبدالناصر احضار قرار من القيادات الفلسطينية بذلك وانا أي عبدالناصر سيقبل ذلك.
وقال كمال: ان هناك صراعا دينيا يفت في عضد اسرائيل ويسبب مشكلة للجيش الاسرائيلي وان تحقيق السلام سوف يزيد من هذا الصراع داخل المجتمع الاسرائيلي.
واضاف كمال ان الجميع يعترف ان احتلال العراق للكويت كان خطأ استراتيجيا لكن ليس من المفيد التوقف عند هذا الحدث.
واكد المفكر الفلسطيني الدكتور محجوب عمر انه لا يوجد شيء اسمه تسوية نهائية طالما بقيت اسرائيل في هذه العوامل الصراعية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

شعر

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved