** ما أقوله هنا,, هو امتداد للحلقة السابقة عن أوضاع بعض المدارس الأهلية,, من حيث الامكانات والتأهيل ووضع مبانيها والمدرسين فيها,, سلباً وايجابا,, وما لها وما عليها,, وهو موضوع دسم كتب فيه الكثير,, واعدت له التحقيقات الصحفية والندوات,, وأشبعت بعض جوانبه,, لكني سأطرق هنا زاوية معينة,, ولست أول طارقيها,, بل سبقني غيري للحديث عنها,.
** لقد تلقيت بعض الرسائل والاتصالات من بعض النساء بالذات,, تتحدث عن وضع المعلمة السعودية في المدارس الأهلية ابتداءً من مرمطتها عند تقديم أوراقها,, ومروراً بالراتب المخجل الزهيد,, وانتهاءً بمضايقتها حتى تستقيل.
** فعندما تقدم أوراقها للعمل لديهم,, وهم الذين وظفوا عشرات المتعاقدات في هذا التخصص بالذات,, فإنهم يستلمون الأوراق بعد عشرات المواعيد,, وعند تسليم الأوراق,, يُجرى لها مقابلة شخصية,,وكأنهم يشككون في شهاداتها أو في الجامعة التي خرجتها,, ثم يتحدثون عن مستواها الذهني والعقلي والتعليمي وما شاكل ذلك من وسائل التطفيش والحرب النفسية وتكسير الرأس حتى تقنع بالراتب الهزيل,, أو تفكهم من غثاها؟؟!! .
** ثم تعطى موعداً,, وبعد الموعد,, موعد آخر,, وبعد الآخر مواعيد ومواعيد,, وفي كل مرة يقولون,, راجعينا بعدين,, عسى أن تطفش,, أو عسى أن تتوظف في احدى القرى النائية,,أو,, عسى ولعل؟!!
** وإذا توظفت,, اعطوها,, ألف وخمسمائة ريال,, وربما تدفع للسائق الذي يحضرها,, ألفاً ومائتي ريال,, ولوسائل الايضاح والخطاط والمصمم لهذه الوسائل أكثر من ألف ريال شهرياً,, وللوازم المدرسة,, من ملابس واحتياجات حوالي الألف ريال.
** نعم,, ألف وخمسمائة ريال راتبها الشهري,, أي أنه يعادل راتب شغالتها أو سائقها,, كما أن راتب الحارس حارس المدرسة وسائق الأتوبيس أكثر منه بكثير,.
** أما عندما تبدأ في التدريس,, وتشعر المسكينة انها بدأت تعطي,, وانها صارت عضواً نافعاً في المجتمع,, تبدأ اسطوانة التطفيش والتقريع والاساءة لها,, لعلها تطفش وتستقيل و تنقلع !! وبدلها متعاقدة بألف وخمسمائة ريال,, ومع هذا كله,, تطالب الجهات المسؤولة الخريجات بالتوجه للقطاع الخاص المدارس الأهلية وهي المجال الأوحد,, ولا مجال غيره,.
** لماذا لا تسن أنظمة ولوائح تحدد حقوق هذه المسكينة ومالها وما عليها,, ابتداء من تحديد أدنى لراتبها ومميزاتها,, وانتهاء بأسلوب التعامل معها وضمان حقوقها,, من الطرد,, والفصل,, والتطفيش وما شاكلها,.
** قد يقولون مكتب العمل ونظام العمل يضمن هذه الحقوق,, ونقول,, وزارة العمل لم تقصر,, وتحمي الموظف وتسانده بقوة النظام ولكن,, ألا ترون ان وزارة العمل قد كثرت عليها المشاكل من كل جهة؟
** العمال,, الصحة,, التعليم,, البلديات,, اذاً,, لماذا لا تكون وزارة المعارف أو الرئاسة العامة لتعليم البنات صاحبة النظام,,وهي التي تطبقه,, وهي التي تحاكم الطرفين المختصمين,, هي التي تطبق العقوبة,, لأنها أقرب وألصق وأعرف بخفايا الأمور التعليمية,,وما يصح وما لا يصح,, ولك أن تتخيل مكتب العمل الذي يرتاده ويلجأ له الجميع,, فساعة يدخل له سباك,, وساعة طبيب,, وساعة مهندس,, وساعة مدرس ,, وساعة نجار,, وساعة سائق تريلا!!.
** ان المطلوب من وزارة الخدمة المدنية ان تتدخل بكل ثقلها وتفرض على المدارس الأهلية تعيين السعوديات والسعوديين,, وتحدد لوائح لتعيينهم,,وتحدد رواتبهم,, ويكون هناك مندوبون من الرئاسة العامة لتعليم البنات ومن وزارة المعارف,, ومن وزارة الخدمة المدنية,, لمتابعة هذا الشأن وتطبيقه التطبيق الجيد,, بعد سن لوائح وأنظمة تحمي حقوق الجميع.
** انني أجزم,, ان العملية سهلة,, وان كل الجهات الثلاث,, لديها مستشارون,, وخبراء,, ولا يعجزهم وضع هذه اللوائح,, ثم السعي لتنفيذها وبكل بساطة.
** ان وضع بعض المدرسات بالذات في بعض المدارس الأهلية,, وضع مزرٍ للغاية,, ويستحق أكثر من وقفة,, لأن تلك المدارس,, لا تعرف غير لغة العقوبات فقط.