* الرياض سلطان المواش
رصد فريق قسم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تيار الأسديات الشهبي الذي بدأ نشاطه يوم الاثنين الماضي، وقد بدأت عملية الرصد في الساعة الثانية عشرة من مساء الأربعاء الماضي واستمرت حتى شروق شمس الخميس وقد لاحظ فريق الرصد ان معدل تساقط الشهب أخذ بالتزايد الواضح حيث بلغ عدد الشهب المرئية خلال الفترة 3,45 4,45 أكثر من 650 شهاباً، أما خلال ذروة التيار العاصفة 4,45 5,45 فقد بلغ عدد الشهب اضعاف ذلك، وقد تمكن بعض أعضاءالفريق من مشاهدة ثلاثة شهب منطلقة في السماء في اللحظة ذاتها، أي أن الذي حدث في سمائنا فجر الخميس الماضي كان شديد الشبه بالألعاب النارية، فتعالى الله في ملكه.
وقداستمر رصد هذه الظاهرة حتى بزوغ الشمس في منطقة الرياض وكان آخر شهاب تمكن الفريق من رؤيته قبيل شروق الشمس بلحظات قليلة.
ومن الممكن القول بان شدة هذا التيار قد فاقت توقعات العلماء بكثير فقد كان المتوقع ان يصل عدد الشهب التي يمكن أن يراها الشخص الواحد 1500 شهاب في الساعة الواحدة بينما تجاوز العدد ذلك بكثير.
ومن العوامل التي أدت إلى الرؤية الجيدة لهذه الظاهرة هي: عدم وجود السحب والغيوم، وغروب القمر في الساعة الواحدة تقريباً أي قبل حدوث العاصفة الشهبية، والبعد عن مدينة الرياض بأضوائها الباهرة حيث اختار الفريق موقعاً يبعد عن المدينة حوالي 80 كيلو متراً، والموقع الجيد لكوكبة الأسد في السماء خلال ذروة هذا التيار الشهبي كما تبدو في سماء المملكة.
تجدر الاشارة إلى ان منظر الشهب المتساقطة أثناء الليل يكاد يكون ظاهرة فلكية ليلية لاحظها معظم الناس، وزيادة على ذلك فإن من الظواهر الفلكية التي تحدث سنوياً ما يسمى بالتيارات أو العواصف الشهبية وهي عبارة عن سقوط عدد كبير من الشهب ودخولها جو الأرض لترى كأجسام لامعة تنطلق بسرعات خاطفة أثناء الليل راسمة كالعادة خطاً مستقيماً متوهجاً يبقى لحظات قليلة في السماء يسمى الخط الأيوني وقد تستمر هذه الظاهرة عدة أيام متتالية وقد لاحظ العلماء عدداً من التيارات يتكرر حدوثها خلال السنة الواحدة ويتجاوز أكثر من 30 تياراً.
من التيارات الشهبية المشهورة تيار الأسديات الذي يحدث في مثل هذا الوقت من كل عام ويتوقع العلماء ان يكون تيار هذا العام شديداً بحيث يصل عدد ما يدخل جو الأرض من هذه الشهب الى 1000 شهاب خلال الساعة الواحدة.