Sunday 21st November, 1999 G No. 9915جريدة الجزيرة الأحد 13 ,شعبان 1420 العدد 9915


رأي الجزيرة
سياسة باراك تدمر عملية السلام

يبدو ان مماحكات رئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك فيما يتعلق بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ثنائياً وتحت رعاية امريكية هي المماحكات التي دفعت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أول أمس ليعلن ان باراك أصابه بخيبة الأمل!
والرئيس عرفات محق فيما عبر عنه إذ بعد مضي ستة أشهر كاملة على تولي باراك مهام عمله كرئيس لحكومة إسرائيل لم تتقدم عملية السلام على مسارها الفلسطيني/ الاسرائيلي خطوة واحدة تستحق الذكر إذا ما استثنينا خطوات باراك المتسارعة في الاتجاه المعاكس لعملية السلام.
وسبق ان اشرنا الأسبوع الماضي وفي هذا الحيز إلى ان باراك نفذ في مجال تنشيط الاستيطان خلال الشهور الستة التي مضت عليه في الحكم حتى الآن ما لم ينفذه سلفه نتنياهو خلال عامين في الحكم!!
وبسبب هذا أكدت القيادة الفلسطينية في اجتماعها أول أمس على ضرورة اعتماد قرارات الشرعية الدولية كأساس للتسوية الدائمة مع إسرائيل وبخاصة القرار (242) والقرار (338) المتعلقان بالانسحاب الإسرائيلي من الاراضي المحتلة عام 1967م، وأيضا قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم (194) بشأن حل قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين طردتهم قوات الصهاينة من فلسطين عام 1948م.
وسبق للقيادة الفلسطينية ان وجهت دعوة للولايات المتحدة الامريكية باعتبارها الراعية الاولى لعملية السلام في الشرق الأوسط، وحليفة لاسرائيل لممارسة الضغوط الكفيلة بجعل إسرائيل تحترم تعهداتها، وتقبل بالتفاوض على الحل النهائي انطلاقا من احكام قرارات الامم المتحدة.
وتعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية تملك من أوراق الضغط المؤثر على اسرائيل القدر الكافي لجعلها تذعن لتلك الضغوط من اجل التوصل سريعا لسلام عادل شامل في المنطقة.
ويبدو لنا ان اللين الذي تتصف به السياسة الأمريكية في علاقتها باسرائيل، هو أحد الركائز التي يعتمد عليها باراك في سياسته المتعنتة والتي يطبقها دون اكتراث لاي ردود فعل مناوئة من أي طرف اقليمي او دولي.
ولهذا فهو يرسم دائما على شفتيه تلك الابتسامة الغامضة ان لم نقل الساخرة حين تراه وهو يمشي شبه مهرول إلى مجلس وزرائه، أو خارجاً منه، وكأنه يقول لنا نحن العرب (لكم الشجب والتنديد) و(لي التخطيط والتنفيذ)!
وهذا هو أكثر التفسيرات موضوعية لفهم ابتسامة باراك التي تسبق وتعقب كل قرار يتخذه معلناً أو غير معلن لتنشيط الاستيطان في الاراضي المحتلة حتى لا يبقى منها شبر بدون مستوطنة كاملة او وحدة استيطانية، الامر الذي يجعل قيام دولة فلسطينية أمراً أقرب إلى الخيال والأماني منه إلى الواقع والامكان على ان الوجه الآخر لسياسة باراك هو ان تجاهله لقرارات الشرعية الدولية وتنصله لكل اتفاق يبرمه مع الفلسطينيين، يقودان بالضرورة عملية السلام برمتها إلى نفق مظلم قد تُدفن فيه.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

شعر

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved