Sunday 21st November, 1999 G No. 9915جريدة الجزيرة الأحد 13 ,شعبان 1420 العدد 9915


لما هو آت
المسؤولية حدود
خيرية إبراهيم السقاف

هناك من يقول: إنَّ فلاناً من الناس شخص مسؤول، ولأنَّه موسوم بذلك فهو إذن صاحب مسؤولية، والمسؤولية دور، وأمانة، وتنفيذ ، وقدرة، وقرار، وحكمة، وحسن تصرف، وتجرد، وحياد، وفهم، ووعي، وإحاطة، وصبر,,, و,,, و,,, أمور كثيرة تدخل إما ضمن صفات المسؤولية، أو ضمن صفات من توكل إليه.
والناس تفرح بالمسؤولية حين تناط بها,.
يفرحون بجانب منها، هذا الجانب هو الذي يمثل لهم الكرسي أي الموقع أي الوجاهة ,,, لكن مغبة ماوراء ذلك كثيرة,,, قد تفوت دون أن يدركوها,,.
المسؤولية أمانة في البدء,,, إن لم يدرك هذا من تسند إليه فهو سيدخل بين الحدِّ والحدِّ,,, وبدل أن يكون حراً في إطار المسؤولية يغدو مكبلاً في إطار سلوكه,.
يجد نفسه مخنوقاً بين الحدِّ والحدِّ,,.
تلك اللحظة الوحيدة التي يجد نفسه وقد تكبَّلت حريته,,.
إن أدرك أنَّ هذا المأزق بين الحدّ والحدّ يخنق قدرته على أن يعي لماذا المسؤولية تكبَّل، بدل أن تطلق اليد، والرأي ، والقدرة، وتشكل من حول صاحبها هالات من النور والأضواء، فتكثر من حوله الفراشات والطيور بل الزواحف والقوارض!!
ألم يقل تعالى بجهالة الإنسان، حين رفض أهل السموات والأرض الأمانة فتقبّلها الإنسان، لأنَّه جهول؟!
فالمسؤولية والأمانة ضدان,,.
فإن كان المسؤول عن فرد، أو كان عن أكثر أو كان عن مجتمع، فأمور الفرد والأكثر والمجتمع أول مسؤولياته، وأول ما يجب أن يعنى بها، ويضعها محور أفكاره، وإحساسه، وعمله، وتخطيطه، ومشاريعه، بل لابدَّ أن تكون هاجسه الذي لاينام عنها,,.
ولذلك كلّ من أدرك هذه الأمانة وهذه المهمة بوعي شديد، وإدراك عميق، وإحساس صادق وعمل لها,, وكافح من أجلها، وتجرَّد، ونسي نفسه، ولم يعمل لمصلحته الخاصة، ولم يبن من موقعه قصوراً، ويشيِّد مدناً، ويبسط رياضاً، ويرفع أوسمة لنفسه تشير إليه، وتميزه، وتجعل من شخصيته رمزاً يخافه من دونه، ويخشاه من يحتاجه، ويهابه كل ذي أمر,,, فقد أفلح,,.
ذلك لأن الخلط بين مايحق للإنسان المسؤول وبين مالايحق له أمر رهيف لا يدركه إلا هذا الرجل الإنسان المرأة
هذا الذي يدري أنَّ الحياة الدنيا لاتغنيه عن الآخرة، وأنَّه إن استطاع في هذه الدنيا الفانية أن يفعل شيئاً لنفسه، فهو في آخرته لن يقدر أن يفلت من نتائج ما فعل، لذلك نجد كثيراً من الناس، بل غالبية الذين تناط بهم المسؤوليات بعيدين كل البعد عن المفهوم الصحيح للمسؤولية,,, وعن معرفة حدودها وقيودها,,.
المسؤولية تمنح صاحبها قدرة لابدَّ أن يسخرها في مصلحة الأهداف منها,.
والمسؤولية تمنح صاحبها قيوداً لابدَّ أن يضعها نصب عينيه ولايتخطاها,,.
المسؤول لابدَّ أن يكون أميناً وصادقاً,,.
المسؤول لابدَّ أن يكون حاضراً يقظاً,,.
المسؤول لابدَّ أن يكون نزيهاً متسامحاً,,.
المسؤول لابدَّ أن يكون فاهماً لحدوده، مدركاً لواجباته,,.
ترى كلّ مسؤول في أيّ موقع من مواقع المسؤولية هل يدرك حدوده وحقوقه؟
هل يلمّ بقيوده ومنطلقاته؟، هل يعي كيف يفعل ومتى؟
هل قبل كلّ شيء يعرف كلّ ما يرتبط بتفاصيل شرعه في أمور مسؤوليته؟ إن تحقق وجود خمسين في المائة من المسؤولين على هذا النوع,,, ربما تحسن الحياة وتجمل، وتنطلق إلى آفاق من النور والنجاح,,.
لكن السؤال الكبير الذي يلاحقنا: أين المسؤولية من المسؤول؟ وأين المسؤول من حدود وقيود ومنطلقات مسؤوليته؟ هل هو من الذين يقعون بين الحدِّ والحدِّ؟ مخنوق الحرية مكبّل الخطوة؟
أم تراه يرتقي فوق هذه الرحى,,, ويفتل شاربيه,,, ويتطلع إلى مواقع أنفه أين يريد أن يضعه,,,؟ وينسى النظر إلى مواقع قدميه؟,,.
والحديث عن هذا الموضوع ذو شجون سنعود إليه في تناول آخر، وبشكل آخر.
استجابة:
للشريفة نورة محيي الدين والسيدة زكية أحمد، وبدرية عبدالعزيز استجبت لكن بهذا المقال.
فهذا الموضوع طلب الحديث عنه من فئة تقع تحت طائلة مسؤولين لايدركون أدوارهم، فلهم مع التحية تحية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

شعر

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved