* تحقيق: مروان عمر قصاص
تشكل ظاهرة الكتابة على اسوار المنازل وابوابها مظهرا سلبيا وغير حضاري يجب العمل على علاجه للمحافظة على جمال شوارعنا والمباني التي نسكنها لأنها اساءة بالغة للمظهر العام ويتضاعف حجم المشكلة عندما تجرح عيوننا عبارات تخدش الحياء تحمل الفاظا بذيئة تنتشر في شوارعنا وكم يتألم الانسان المسلم عندما يرى ان المساجد ودور العبادة لم تسلم اسوارها من هذا العبث بل ان الدناءة لدى البعض وصلت الى درجة الكتابة في دورات المياه العامة وفي المساجد كما ان بعض الشركات والمؤسسات التي تقدم خدمات عامة تساهم في اثراء هذه الظاهرة الغريبة من خلال الاعلان عن خدماتها بملصقات يتم وضعها على ابواب المساكن وهو ماتم التصدي له من امارات المناطق وهو ماساهم في الحد من هذه الملصقات ففي منطقة المدينة المنورة اصدر صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز امير منطقة المدينة المنورة قرارا حاسما لمعاقبة الشركات والمؤسسات التي تقوم بوضع ملصقاتها على اسوار وابواب المنازل بقطع التيار الكهربائي والهاتف عن الشركات المخالفة وهو ماساهم في الحد من هذه الظاهرة وفي محاولة لمناقشة هذه الظاهرة وخاصة في الجانب الاول من المشكلة وهو الكتابة على الاسوار والذي يحتاج لمزيد من الوعي للحد منه فقد قمنا بجولة لاستقراء العديد من الاراء للخروج بمقترحات وأفكار لعلاج هذه المشكلة وكانت هذه الحصيلة.
ظاهرة غير حضارية
يقول المهندس/ محمد بن مدني العلي وكيل امين المدينة المنورة للتعمير والمشاريع انه مما لاشك فيه ان هذه الظاهرة غير حضارية وتدل على انعدام الوعي وتردي الذوق العام واعتقد ان مجتمعنا يربأ بنفسه عن هذه التهمة التي يمارسها قلة من ضعاف النفوس الذين يساهمون من خلال هذه الممارسات بتشويه جمال شوارعنا ويجرحون مشاعرنا خاصة اذا كانت بعض العبارات تخدش الحياء العام واضاف ان امانة المدينة حرصت بتوجيه من امين المدينة المهندس عبدالعزيز الحصين على العمل للحد منها قدر المستطاع وخاصة في مجال الملصقات الاعلانية وقد توج الامير عبدالمجيد هذا الجهد بقرار حكيم وهو معاقبة الشركات والمؤسسات المخالفة وقد ساهم هذا القرار في الحد من هذه الظاهرة الا ان الجانب الآخر من المشكلة وهو الاهم فانه يحتاج الى تعاون الجميع من خلال تنمية الوعي العام والرقابة الذاتية وطالب العلي بضرورة التصدي لهذه الظاهرة من خلال حملات التوعية في المنزل والمدرسة للقضاء عليها.
تشويه للمظهر الحضاري
ويقول / علي بن عبدالرحمن العمري مشرف النشاط التربوي بادارة التعليم بمنطقة المدينة المنورة انني اشكر لكم طرح هذه القضية الهامة للنقاش لأنها تمثل سلوكا غير حضاري وفيه تشويه لمظهر المدن السعودية واكد العمري انه بتوجيهات من بهجت بن محمود جنيد مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة تحرص الادارة على معالجة العديد من القضايا التي تحتاج لتوعية من خلال الإذاعة المدرسية والارشادات التي يتم نشرها داخل المدارس لتوعية الطلاب بسلبيات بعض الظواهر ومنها هذه الظاهرة التي تتنافى والتربية الاسلامية واضاف قائلا انني ارجو من الجميع العمل للتصدي لهذا العمل البعيد عن الذوق والسلوك الحضاري مؤكدا ان للبيت دورا كبيرا في التوعية للحد من الظواهر السيئة واعتبر دور المدرسة مكملا لدور البيت وقال ان ممارسة هذه الظاهرة تدل على انحدار لدى الفئة التي تمارسها.
مؤشرات سلبية
وابدى/ نعيم عبدالواحد بوقس المسؤول الاعلامي بفرع الخطوط السعودية بالمدينة المنورة دهشته من ممارسة مثل هذه العادات غير الحضارية والتي تعطي مؤشرات سلبية عن مجتمعنا رغم ان ممارسيها قلة انعدم الذوق لديها وتحتاج إلى تقويم واعتبر بوقس ان الفئة القليلة التي اعتادت ممارسة هذه العادة فئة مريضة وتشعر بمركب نقص وتجد في مثل هذه الممارسة الصبيانية وسيلة لسد هذا النقص وقال ان مرتكبي هذه الاخطاء يسيرون بعكس التيار القوي الذي يبني ويد الله مع الجماعة التي تبني لتتواصل مسيرة البناء ويسقط اعداء النجاح.
ممارسوها قلة
ويقول المواطن/ عبدالحميد محمد صالح القش موظف بفرع وزارة الاعلام بالمدينة المنورة ان مما يؤسف له ونحن ننتظر النقلة الحضارية الكبرى والمتمثلة بدخول القرن الجديد من خلال الاستعداد المكثف من قبل اجهزة الدولة اعزها الله لهذه النقلة ان نجد ظواهر سلبية كهذه الظاهرة تنتشر في مجتمعنا الحضاري الذي استطاع مواكبة العصر ولكن العزاء ان ممارسي هذه العادة قلة ننتظر منها ان تعود الى الصواب وتهجر هذا العبث السلبي الذي يشوه جهود الدولة ويهدر اموال المواطنين الذين يقومون بتنظيف اسوار مبانيهم ليجدوا من يقوم بالعبث بجهدهم وطالب القش من يمارسون هذا العبث بمراعاة الذوق العام وناشدهم بالوقوف عن هذا العمل او على الاقل عدم كتابة عبارات بذيئة تخدش الحياء ويكون لها اثر سلبي على سلوكيات الابناء والمجتمع.
اقتراح
ويطرح غازي بن حمود العوفي مدير المركز الاعلامي بفرع وزارة الاعلام بالمدينة المنورة اقتراحا مناسبا للشركات والمؤسسات التي تقدم خدمات عامة وتسعى للتعريف بانشطتها ان تلجأ للاسلوب الحضاري في الاعلان عبر وسائل الاعلام او من خلال طباعة نشرات اعلانية واجازتها من الجهات المختصة وتوزيعها بدلا من الملصقات التي تشوه المظهر العام وتعرض هذه المؤسسات والشركات للعقوبة مؤكدا ان هذه الطريقة الحضارية هي الحل المناسب لبلوغ الهدف مع المحافظة على جمالية المظهر العام لشوارعنا وبيوتنا.
انتقاد
وانتقد بندر بن سعيد مشيط احد منسوبي امارة منطقة المدينة المنورة بعض الجهات الرسمية ومنها المدارس التي تقوم بكتابة عبارات توعوية وارشادات وتوجيهات على اسوار المدارس واعتقد ان هذا الاسلوب خاطىء ويعطي نتائج سلبية في مجال معالجة هذه الظاهرة واكد ان الاجدر بهذه الجهات ان تلجأ الى كتابة هذه العبارات داخل المدرسة وعلى لوحات تعبيرية تحقق الهدف المنشود واشاد بقرار امارة المنطقة الداعي الى منع الشركات والمؤسسات من وضع ملصقاتها على الاسوار والابواب والذي كان له اكبر الاثر في الحد منها ودعا المواطنين الى تنمية الوعي الجماعي لمحاربة هذه الظاهرة.
منافسة الصحف
من جانبه طرح الاستاذ/ هاشم بن علي بكري احد منسوبي شركة الاتصالات السعودية بالمدينة المنورة اقتراحا يقول عنه انه ربما يعتبر تنافسا للصحافة المحلية اعلانيا الا ان فيه حلا مناسبا للحد من الظاهرة وخاصة في مجال التعريف بانشطة شركات ومؤسسات الخدمات العامة والاقتراح كما يطرحه البكري ان تتبنى الغرف الصناعية التجارية بالمدن الرئيسية اصدار نشرات نصف شهرية تحمل اعلانات عن خدمات هذه الشركات والمؤسسات باسعار مخفضة منوها بدور الصحف المحلية التي تنشر مساحات اعلانية بسعر مائة ريال وهو سعر مناسب كحل للتعريف بانشطة الخدمات العامة.
وفي نهاية المطاف نجد ان المواطن/ محمد بن سعد الجريسي يستغرب بشدة هذه الظاهرة وخاصة كتابة العبارات البذيئة وقال ان اكثر مايزعجني ان اجد عبارات قذرة مكتوبة في دورات المياه بالمسجد والمنتزهات العامة وفي استراحات الطرق البرية والتي تدل على تدنٍ في اخلاقيات ممارسيها وبعدهم عن الذوق العام بل انهم بهذه الممارسة يعتدون على مشاعرنا ويجرحون اذواقنا واقول لهم توقفوا عن هذه الممارسة الدونية.