يفترض ان تتكاتف جهود التربويين والمعلمين والأكاديميين والقياديين التربويين والمؤسسات التربوية الخاصة وصانعي السياسة التعليمية لتطور نماذج وأساليب تزيد من فاعلية أداء العمل المدرسي, إن التغيير المطلوب إحداثه في أداء المدرسة لا يمكن أن ينفصل عن التغيير المطلوب إحداثه في التدريس, فمن جهة لا يمكننا أن نطور أداء المدرسة دون أن نطور في عملية التدريس، ومن جهة أخرى لا يمكننا ان نطور عملية التدريس دون أن نطور المدرسة نفسهاقيادتها، تنظيمها، بيئتها التعليمية الخ , إن الجهود المستنفذة في تغيير وتجديد المدرسة وكذلك في تطوير عملية التدريس تتمحور غالبا حول قضايا ورؤى لا يمكن فرضها بقرار مهما حسنت نوايا ومقاصد صانعي السياسة التعليمية كما ولا يمكنها أن تتدفق من تلقاء ذاتها, لقد أصبح من الثابت أن تطوير العمل المدرسي لا يتم بوصفة، تطوير وتجديد أداء المدرسة يتطلب جهدا جماعيا متناسقا يتم في مناخ يستحث همم الناس نحو التغيير تحت ظل بنية مؤسسية فاعلة تقدم الدعم المستمر وتهيئ افضل الظروف للتعلم ، ومثل هذه الظروف ليس من السهل عادة تحققها.
من أهم التحولات المطلوبة في أداء المدرسة الانتقال بالعمل المدرسي من الانعزالية والفردية والخصوصية التي تؤدي إلى الجمود إلى الانفتاح والزمالة وبناء الثقة بين المعلمين، الأمر الذي يؤدي إلى قيام بيئة مهنية تشجع طرح المبادرات وتتقبل الأخطاء الاجتهادية وتعطي الأولوية لتعلم الطالب, ورغم أن العمل المدرسي يتم بروح الفريق والجماعة إلا أن البعض من المعلمين لا يريدون ان تضيع رؤيتهم الفردية وسط فكر المجموعة، وهنا يقوم توتر صحي مطلوب بين الفرد والمجموعة، وهو توتر غالبا ما يثري العمل المدرسي.
ومن التحولات المدرسية ظهور توجه نحو وضعكيف يتعلم الطالب في بؤرة العمل والتخطيط المدرسي كبديل لكيف ندرس الطلاب , إن عمل الطالب هو الذي يقرر كيف يكون التدريس وليس العكس, لقد اصبح من المهم ان ننطلق من الكيفية التي يتعلم بها الطالب كأسس للتدريس، خصوصا وقد توفرت الآن العديد من البحوث التي كشفت عن الكثير عن عمل ونشاط الدماغ وعلاقة ما يحدث فيه من عمليات بالتعلم, انها نظرة متقدمة إلى التدريس يجب أن تأخذ بها الكليات التي تعد المعلمين.
ومن التحولات المدرسية المطلوبة أن نؤكد على أهمية أن ينشغل المعلمون ببناء معايير للتعلم أكثر من انشغالهم ببناء معايير لحفظ الانضباط الطلابي, إن انضباط الطلاب أي إحكام الغطاء كما يراه البعض هو ميزة وسمة دائما ما تكون محل إعجاب المعلمين، لكن الأهم من ذلك أن يرى المعلمون أنفسهم مسؤولين عن قيام فصول يتقن طلابها المعرفة المدرسية عند درجة ملائمة من التحدي, ومسئولية المعلم في هذا الأمر لا تنتهي عند باب فصله، التعلم في المدرسة ككل يجب أن يكون هو هم كل معلم, هنا يصبح المطلوب من المعلم أن ينقل اهتماماته من فصلي وطلابي إلى طلابنا ومدرستنا , مسئولية المعلم نحو تعلم الطالب يجب ان تتجاوز طلاب فصله إلى طلاب مدرسته.