Sunday 21st November, 1999 G No. 9915جريدة الجزيرة الأحد 13 ,شعبان 1420 العدد 9915


شدو
أيننا منهم؟!
د, فارس الغزي

يتملكني العجب (العجاب!) كلما نما الى اسماعي خبر تبرع لا حدود له من رجل في الغرب الى جمعية خيرية او هيئة تعليمية هناك, يتملكني العجب ببساطة لان الانطباع الذي لدينا عنهم ان كلهم رأسماليون يملؤهم الطمع في مجتمع رأسمالي، القوي يأكل فيه الضعيف, مما يحدوني على التساؤل احيانا عن هدف المتبرعين من وراء ذلك وماسر تسابقهم على فعل الخيرات؟!
ما دعاني الى ذكر ما ذكرت هو ما تتناقله وسائل الاعلام العالمية عن تبرعات يقوم بها رجال ونساء في الغرب في سبيل مشاريع خيرية تعليمية وصحية,, وآخر تلك الاخبار ما قام به بل قيتس صاحب شركة مايكروسوفت وزوجته بالتبرع بما يقارب من 17 مليار دولار في سبيل مشاريع خيرية هدفها اولا واخيرا صالح المجتمع الامريكي, هذا التبرع بالطبع يأتي جنبا الى جنب مع ما تفرضه السلطات الامريكية من ضرائب على رجال الاعمال واصحاب الشركات هناك.
هنا لا املك سوى التساؤل عن مشاريع اثريائنا الخيرية؟! اين هم من مشاريعنا التعليمية والتي نحن بأمسّ الحاجة اليها والمتمثلة بالمنح الدراسية لمن لم يحالفه الحظ وهم كثر في الحصول على قبول بالجامعة؟! بل أينهم من المنح (الصحية) والتي نحن بأمسّ الحاجة اليها كدراسة بعض الامراض السارية والمستعصية في مجتمعنا السعودي؟! الى متى والدولة هي المضطلعة (بكل شيء؟!) ألا يعلم اثرياؤنا ان مصطلح (دولة الرفاهية) والذي يعني قيام الدولة بالانفاق على كل شيء قد ولى كظاهرة عالمية مما يحتم عليهم المشاركة في اوجه التنمية في مجتمعهم خصوصا ان ما سوف يستثمرونه سيعود عليهم بالنفع بصورة او بأخرى؟! اضف الى ذلك ان المثل القائل بأن اليد الواحدة لا تصفق! تتضح معالمه كل فجر جديد، الامر الذي يحتم عليهم المشاركة فيما ينفع مجتمعهم ويكرّس من استقراره، ناهيك عما سوف يجنونه في الدنيا والآخرة من خير وثواب.
اخيرا من الحقائق الثابتة علميا انه كلما زاد تطور المجتمع كلما اضطلعت مؤسساته الاجتماعية الخيرية بمسؤوليات اكبر فيما يخص شؤون افراده وذلك مرده بالطبع الى ان هذا المجتمع وكنتيجة حتمية لتطوره تضعف علاقة افراده بعضهم ببعض مما يحتم على مؤسساته الاجتماعية والتي من ضمنها شركاته التجارية تعويض هذا (الخلل الطبيعي) وذلك عن طريق الاضطلاع وكما اسلفت بالكثير من المسؤوليات الاجتماعية وخصوصا المسؤوليات ذات العلاقة بالاقتصاد والصحة والتعليم.
***
ما نقص من مال صدقة .


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

شعر

تقارير

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved