دأبت الجامعة الامريكية في القاهرة على عقد جلسات محاكاة للمنظمات الاقليمية والدولية يقوم طلبتها بتقمص ادوار ممثلي الدول من وزراء او ممثلي الدول الاعضاء في تلك المنظمات حيث يتم عرض عدد من القضايا التي عالجتها تلك المنظمات طوال عام، ويقدم الطلبة الذين جلهم من الفصول المتقدمة في الجامعة ومن الدارسين لتخصصات سياسية واجتماعية وقانونية، ويتميزون بعقلية سياسية، وبعضهم ينتمي لتيارات فكرية سياسية معينة، لذا فانهم يقدمون تلك القضايا والمواضيع وفق منظور فكري وسياسي ورؤية مستقبلية، وهي وان رافقتها حماسة الشباب الا ان عملية المحاكاة اسلوب تدريبي للطلبة الذين حتماً سيصل بعض منهم الى المؤسسات السياسية والدبلوماسية والقانونية في الوطن العربي، باعتبار ان الجامعة الامريكية في القاهرة تضم بالاضافة الى الطلبة المصريين عددا من الطلبة العرب.
المهم، المنظمة الاقليمية التي اتخذتها الجامعة هذا العام والعام الماضي، كانت جامعة الدول العربية، وهذا العام حضر الافتتاح امين عام الجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد وعدد من الدبلوماسيين العرب والاجانب وطبعا اساتذة العلوم السياسية ورجال الفكر المصريين والعرب، وهذا يدل على ان فعاليات العام الماضي كانت مؤثرة وناجحة والا ما حضر كل هذا الرهط من العقول والشخصيات السياسية العربية.
وكم تمنيت لو كانت لي فرصة حضور جلسات الملتقى العاشر للنموذج الدولي لمحاكاة جامعة الدول العربية الذي كان عنوانه وطن واحد هدف واحد حتى يكون المرء قادرا على الخروج بالفوائد المرتجاة ونقلها ان امكن لقرائه الا اني وقد تعذر تلقي الفائدة من مصادرها فلا بأس من الاستعانة بما نقله زملاؤنا في مكتب الجزيرة بالقاهرة، الذين كان البعض منهم منبهرا بدبلوماسيي المستقبل من شباب الجامعة الذين حولوا بمرافعاتهم ومواقفهم المحاكاة الى ما يشبه المحاكمة - طبعا محاكمة جامعة الدول العربية التي قطعت من عمرها المديد نصف قرن وخمسة اعوام ولم تجد من ينفض الغبار عنها,, فجاء هؤلاء الشباب ليقوموا بالمهمة,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com