منذ انتخابه لمنصب رئيس وزراء اسرائيل قبل ستة اشهر مضت، نفذ ايهود باراك من اهداف الاستراتيجية السياسية للاستيطان في الاراضي المحتلة، ما لم ينفذه سلفه بنيامين نتنياهو خلال سنتين قضاهما في نفس المنصب!.
وأمس كشفت حركة السلام الآن الاسرائيلية ان حكومة ايهود باراك طرحت منذ تسلمها مهام الحكم في اسرائيل عقب انتخابات 17 مايو الماضي مناقصات لبناء الفين وسبعمائة وثلاث وحدات استيطانية في الاراضي الفلسطينية .
واضافت الحركة الاسرائيلية الداعية للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ان هذه الوحدات الاستيطانية موزعة في انحاء الضفة الغربية وبعضها في قطاع غزة
وهكذا فضحت هذه الحركة كذبة اطلقها مكتب رئيس الوزراء في وقت سابق بأن ما تم نشره من الوحدات الاستيطانية في الاراضي المحتلة لم يتجاوز عدد الف وثمانمائة وحدة دون الاشارة الى الرقم الحقيقي الآنف الذكر!.
والعدد الذي تعمل حكومة باراك لبنائه من الوحدات الاستيطانية سواء كان (1800) وحدة او (2703) وحدات ليس هو القضية!.
القضية هي ان كل حكومة اسرائيلية تتعامل مع جميع الاطراف العربية بوجهين وعقليتين ولسانين,, وجه تنفرج اساريره بالابتسام قبل وبعد القبل المتبادلة على الخدود عند اللقاءات مع هذا الطرف العربي او ذاك، ثم يجلس من يمثل هذه الحكومة الاسرائيلية للتفاوض ويبصم بالعشرة على ما يتم التوصل اليه من اتفاقات وتعهدات لتحقيق السلام على اساس مبدأ (الأرض مقابل السلام) وهو المبدأ الذي قامت عليه وانطلقت به المفاوضات الثنائية والشاملة بين اسرائيل والاطراف العربية.
وما أن ينفض المحفل، ويعود كل الى موقعه ليبدأ تنفيذ ما تم الاتفاق عليه حتى نكتشف نحن الطرف العربي ان الحكومة الاسرائيلية كانت تقوم اثناء المفاوضات بما هو نقيض القضايا والاهداف التي تدور عليها المفاوضات.
نكتشف انها الحكومة الاسرائيلية طرحت مناقصة لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية اوقامت قواتها بهدم عشرات المنازل الفلسطينية او صادرت آلاف الهيكتارات من الاراضي وأتلفت حقولاً مزروعة بمئات اشجار الزيتون او البرتقال، اما لشق طريق يربط بين مستوطنتين قائمتين او وحدات استيطانية تحت البناء او تحت التخطيط المستقبلي في اطار الاستراتيجية التوسعية في الاستيطان بحيث تغطي وحداته كل الاراضي المحتلة الا القليل الذي يمكن ان يعيش فيه من يقبل العيش من الفلسطينيين كأقلية مقيمة وليس كشعب له الحق في وطن مستقل.
ويفضح نيات باراك في هذا الاتجاه الاستيطاني تصريح وزير خارجيته ديفيد ليفي اول امس الذي قال فيه ان اسرائيل وحدها هي التي تقرر حجم وموقع اعادة الانتشار .
وهو تصريح اراد به تبرير الخارطة التي عرضها ايهود باراك على السلطة الفلسطينية لاعادة الانتشار ورفضها الرئيس عرفات في تصريحاته اول امس ايضاً ودعا الولايات المتحدة الامريكية راعية عملية السلام ممثلة في منسقها لهذه العملية دنيس روس الى الوفاء بتعهداتها في قمة اوسلو الثلاثية الأخيرة بإلزام اسرائيل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمة ذلك وقف النشاط الاستيطاني لأنه يدمر عملية السلام من اساسها,,هذا ما نأمل ان يكون دنيس روس قد جاء من اجله لكي تتوفر قوة دفع مطلوبة لمسيرة السلام.
الجزيرة