* القاهرة مكتب الجزيرة ايمن الشندويلي
أزمة الاغنية العربية, نعيش زمن تدهور الغناء, الأغنية تمر بحالة كساد,, هذه بعض عبارات انتشرت كثيرا هذه الايام لتعبر عن حال الاغنية العربية والفوضى التي تشهدها الساحة الغنائية, وبين سيف النقد المشهر للاغنية واستمرار حالة الفوضى قليلا ما توقفنا عند آراء المطربين انفسهم فيما يقدمونه من اغنيات وما هو مفهومهم للاغنية؟
(الجزيرة) تطرح القضية من وجهة نظر المطربين في محاولة لإلقاء الضوء على زاوية جديدة ربما تتضح معها الرؤية على طريق الاغنية ومعرفة الى اين تسير.
تكمن فيها المعاني
يقول المطرب محمد فؤاد ان الاغنية تكمن فيها المعاني الانسانية والوطنية الجميلة التي ترتقي بالذوق والوجدان,, وعلى هذا اختار اغنياتي الا انني اعترف ان هناك اغنيات تخرج فاقدة الوعي ليس لها اصل او جذور او حتى هدف وللاسف هذه الاغنيات هي التي تسيء للفن,, ولذلك لابد من ايجاد وسيلة لاجهاضها منذ البداية سواء عن طريق الرقابة على المصنفات الفنية او شركات الكاسيت او اي جهة اخرى لانها نبت شيطاني.
وعن عناصر نجاح الاغنية يقول المطرب التونسي صابر الرباعي لابد ان تتوفر لها عناصر الجودة في الكلمات والالحان واستطيع القول ان الفن بشكل عام اشبه بمملكة متفرعة ومتسعة الارجاء فهو عبارة عن مهارات ومجموعة وسائل للتبليغ اي باختصار عناوين انسانية واجتماعية ووطنية والفن ومن بينه الغناء عطاء بلا حدود عطاء ينبع من الذات ويعبر عن مشاعر وقضايا تهم الانسان والوطن والمجتمع ولو خرج عن هذه القواعد لا يصبح فنا ومن هنا اؤكد ان الاغنية العربية لابد ان تحمل خصوصيتها العربية شكلا ومضمونا ولا يجب ان تخرج بها من هذا الاطار بحجة البحث عن العالمية لان العالمية في رأيي هي تحقيق النجاح محليا وتقديم فن يعبر عن المجتمع النابع منه اما (التفرنج)وتسمية الاشياء بغير اسمائها فهو افلاس فني والاتجاه الى الايقاع الغربي في اغانينا انما هو جهل بقيمة الموسيقى العربية وانكار لتاريخها واصولها الممتدة عبر الزمان.
الأغنية قصة
المطرب العراقي كاظم الساهر له مفهوم آخر فهو يعتبر الاغنية قصة حب ورسالة غرام للانسانية تحمل شعار السلام وتدعو لعمل الخير,, ولذلك فمعظم اغنياتي تكون قصائد لان الشعر هو الاقرب الى هذا المعنى بعكس الارتجال ووضع كلمات بدون معنى للتسلية واضاعة الوقت,, وهذا ليس بفن لو تم تحديد المفهوم بالشكل الصحيح للاغنية وعموما الفن الجيد يبقى,, وشدد الساهر على ان المسؤولية تقع كاملة على المطرب او الفنان فيجب عليه ان يختار اغنياته بعناية فائقة ويكون للاغنية معنى وهدف ورسالة يعبر عنها بصدق فالفنان حامل رسالة وامانة يوصلها الى الجمهور ,, فلابد ان يكون امينا مع نفسه وصادقا في اختياراته والا سيكون الفشل هو حليفه لانه خان الامانة.
الموال,.
ويؤكد المطرب الشعبي محمد رشدي ان الموال الذي يحرص على ادائه في كل حفلاته ليس من باب الترفيه,, انما الموال قصة قصيرة دائما تتضمن حكمه ورسالة وانذاراً للناس,, ولذلك يسعد الجمهور به وينسجم معه لانه كلام مفيد وجميل وبه معنى ومغنى في ذات الوقت,, اما اغنياتي فكلها ذات مضمون جيد ولشعراء كبار تخصصوا في كتابة الاغاني الشعبية مثل الابنودي وهو من اكثر الشعراء ثقافة ومعرفة ولا يكتب عن هوى انما هي كلمات منتقاة بعناية شديدة واقول لبعض المطربين الذين ادعوا انهم مطربون شعبيون واستخدموا كلمات في اغنياتهم يطبق عليها قانون العقوبات ان الفن الشعبي من ارقى انواع الفنون ولذلك كلمات الاغنية الشعبية تخرج بحكمة لانها ليست راقصة ولذلك يسمعها اولاد البلد ويتغنون بها بعكس الاغنيات التي تسمعها وتطردها مباشرة وكأنها منديل ورقي يستخدم ويلقى في سلة المهملات فورا دون النظر اليه.
الأغنية إحساس
أما المطرب هاني شاكر فيرى ان الاغنية احساس جميل وكلمات قوية وقصة جميلة ورسالة من الاعماق وحالة من الشجن والسعادة,, داخل الفنان يعبر عنها بصدق لجمهوره الذي يستمع اليه فيستجيب له,, اما الخبط والضوضاء والرقص والكلمات التي ليس بها معنى فكل هذا بعيد عن الفن وهو منه بريء.
ويضيف هاني شاكر: اعترف ان هناك مطربين لا يستحقون هذا اللقب انما هم من مدعي الطرب ولا يصلحون له,, وأوجه من خلال جريدتكم رسالة الى المسؤولين عن الاغنية في الوطن العربي سواء كانت جهات حكومية او خاصة,, ادعوها الى وضع ضوابط للاغنية ومراجعة للكلمات وحتى الاصوات,, لابد ان نعود لزمن الفن الجميل,, كفانا فوضى لا معنى لها ويجب ان نعود للطرب الاصيل,, فهو الباقي والتجربة اكدت ذلك,, لانه في النهاية لا يصح الا الصحيح.