يعاني معظم طلاب المراحل الثانوية وحتى الجامعية من سوء الخط والكتابة بشكل غير واضح لايقرأ بسهولة، وهو الامر الذي يسبب ازعاجا للآخرين الذين يتعاملون مع الشخصية صاحب الخط السيىء, عن هذا الموضوع تحدث لنا العديد من الاشخاص من خلال الآراء التالية:
غياب التوجيه
بداية تحدث أستاذ التربية الإسلامية بجامعة الإمام د, مقداد يالجن عن درجات حسن الخط والأسباب التي تكون وراء ضعفه لدى بعض الطلاب فقال: إن تحسن الخط من الدرجة الأولى كما يفعل الخطاطون الذين يمارسون حسن الخط كمهنة، أما الدرجة التي دونها فهي تعتمد على رغبة الإنسان في تحسن خطة ليكون خطاً مقروءاً, كما أن هناك عدة أسباب من أهمها: 1 التعود على سوء الخط من البداية, 2 غياب التوجيه من البداية إلى أساليب تحسن الخط.
3 عدم تكوين الوعي بأهمية الخط 4 عدم مبالاة الشخص بحسن الخط أو سوئه، وذلك ناشىء من عدم مبالاته بحسن السلوك أو بتحسين العمل وإتقانه وتحقيق الشخصية الإجتماعية البارزة، كما أن سوء الحظ لايعبر عن المستوى المعرفي لدى الطالب إطلاقاً، لأنك تجد هناك خطاطون جهلة وكذلك العكس.
وأضاف د, مقداد أن هناك علاقة بين حسن الخط أو رداءته والحالة النفسية لدى الطالب وذلك من عدة أوجه أولها: أن الشخص إذا كان مضطرباً فسيؤثر ذلك على حركاته وسكناته ومنها حركة اليد، والثاني: أن الحالة النفسية لها تأثير في الأعصاب والتفكير, أما عن أساليب تحسن الخط فيقول د, مقداد : يكون ذلك بالتركيز على عدة أساليب من أهمها: 1 تكون الوعي لدى الطالب وتذكيره بجوانب اهمية تحسين الخط وهي أنه يعبر عن الشخصية بانه يحسن عمله ويتقنه ، وأن تحسن الخط يدفع الإنسان الى الكتابة وعدمه.
2 أن يختار من بين الخطوط الخط الذي يعجبه ويميل إليه أو الخط الذي يساعده على سرعة الكتابة، 3 محاولة تقليد بعض النماذج لنوع الخط الذي يميل له,
4 الكتابة الكثيرة ليدرب نفسه، 5 ألّا يشعر بالعجز أو اليأس إذا وجد صعوبة في التحسين.
أما العاجزون والكسالى الفاقدون الهمة العالية فهم الذين لا ينهضون لتحسين أعمالهم وتحسين مكانتهم ويكبر أمامهم حتى الأعمال الصغيرة.
لابد من إتقان الخط والإملاء
ويؤكد الدكتور عبدالرحمن الخضيري الاستاذ المشارك في قسم النحو والصرف بكلية اللغة العربية أن حسن الخط وجودته هبة من الله ولكن لكل شيء اسباب فسوء الخط ربما ينجم عن عدم مبالاة الطالب بتحسين خطه بحيث يكون خطه سيئاً لايكاد يقرأ مع أنك تلاحظ أن الطالب لديه موهبة ولو حاول تحسين خطه لأمكن ذلك، والذي يظهر لي أن اسباب سوء الخط عند بعض الطلاب هي أنه لم يتوفر لهم في السنين الماضية من حياتهم كثرة الكتابة كما أن هناك البعض من الطلاب قد ييأس من تحسين مستوى خطه ويستمر ويكتب بجميع أشكال وأنواع الخطوط دون اتباع القواعد فتأتي كتابته اشبه بالرموز والطلاسم ، مع أنه لو تأنى في كتابته وحاول تحسينها وتحلى بشيء من الصبر لجاءت كتابته بشكل واضح وأجمل, وأحب الإشارة الى الضعف في الكتابة الاملائية لدى بعض الطلاب ان البعض لديه ضعف واضح في الاملاء ليس في الاشياء الصعبة كالهمزات فقط، بل في كتابة بعض الكلمات السهلة، كأن يزيد سناً لبعض الحروف او ينقص سناً لبعضها وهكذا.
البداية من الإبتدائية
ويرى د, محمد صلاح الدين بكر الاستاذ بقسم النحو والصرف بجامعة الإمام أن البداية لابد أن تكون من المدرسة الإبتدائية حيث أنها لاتهتم بتعليم الطلاب الخط الجيد وإنما همها مجرد تعليمهم قراءة الحروف قراءة صحيحة والتعبير عن هذه الحروف بأي رسم مهما كانت ردأته، وقال: لذا فالتلميذ في المدرسة الإبتدائية يتقن امور القراءة والكتابة فقط ومن الإهتمام بجودة الخط، ولو وضع له أو خصص للخط شيء من الدرجات العامة للمادة لكان دافعا لتحسين الخط, ويكاد يكون الأمر على هذا النحو في المراحل الأخرى من التعليم،وأحياناً لا يوجد في المدرسة أستاذ للخط يتقن صنعة الكابة فتحول المادة إلى مدرس اللغة العربية الذي يكون غالباً على غير علم بصنعة الخط.
وأشار د, محمد صلاح الدين إلى أن المدرسة الإعدادية وضعت على إستحياء 5 درجات من أربعين درجة مثلاً وغالباً ما يحصل عليها التلميذ دون عناء, حيث قال: وبعد أن يصل الطالب للمرحلة الثانوية يرهق بأعباء تعلم القواعد والأدب والبلاغة فلايبقى له وقت لتحسين خطه أو ليتعلم كيف يتقن رسم الحروف, كما أن عدم التوجيه من المدرسة والمدرسين للطلاب بأهمية تحسين خطوطهم يؤدي الى الجهل التام بعملية رسم الحروف بالشكل السليم وبالتالي يؤدي إلى سوء التعبير عن أفكاره وعدم فهمها, هذا بالإضافة إلى جهل التلاميذ بكيفية ترتيب الجملة العربية تركيباً صحيحاً فيضاف إلى رداءة الخط رداءة في التأليف.
واختتم د, محمد صلاح الدين حديثه بطرح حل سيحقق للطالب إن شاء الله حسن الخط فقال: سنبدأ من المرحلة الإبتدائية واقترح لويخصص له درجات ولاينجح التلميذ إلا اذا حصل عليها، كما أن الخط والإملاء وجهان لعملة واحدة فالخط مرتبط بصحة كتابة الكلمات وعلى الدارس أن يهتم بصحتهما معاً, وايضاً الرجوع إلى ما مضى ، أيام ماكانت هناك مدارس لتعليم الخط العربي يلتحق بها الراغبون في إتقان صنعة الخط الأمر الذي كاد أن يندثر تماماً هذه الايام.
آراء الطلاب
كما التقينا بعض الطلاب لمعرفة آرائهم حول سوء الخط وماهي معاناتهم حيث تحدث عبدالله محمد المديهش قائلاً: إن حسن الخط ضروري وتنتهي الضرورة إذا كان الخط يقرأ ، وأما من أراد أن يستزيد فلا مانع، ولا أعتبر أن صاحب الخط الرديء لايستطيع تحسن خطة، وإنما يتطلب منه شيء من الجهد والمثابرة مع التحلي بالصبر، ولايمكن أن تكتمل الفائدة إلا بعد الرجوع إلى كتب الخطوط العربية ومحاولة تقليد النماذج فيها.
كل رسام خطاط وليس العكس
وأما الشاب خالد بن عبيد البدراني فربط بين الرسم وحسن الخط وقال: ان من لديه موهبة الرسم وصقل هذه الموهبة بالممارسة المستمرة فلا أعتقد أن خطة سيكون رديئا ونستطيع القول ان كل رسام خطاط وليس كل خطاط رسام، والسبب في ان خطي جيد ولله الحمد المبادرة من نفسي لتحسين خطي من البداية ومحاولة تقليد أي نموذج لرسم الحروف سوء في خط الرقعة أو النسخ أو غيرهما وتستمر المحاولة حتى أحقق النجاح ومن كلمة لأخرى وهكذا.
كتب الخط مملة
بينما يعاني من سوء الخط خالد بن سعد الحربي فقال: ليس خطي سيئاً إلى حد عدم استطاعي قراءته ولكن البعض قد تمر عليه كلمة او كلمتان يرجع إليّ لكي أوضحها له، ولقد تحسن خطي بعد رجوعي الى بعض كتب الخط لأعرف فقط على أنواع الخطوط ومعرفة كيف يرسم الحرف فيها وبالتالي تمييز ما ارى من خطوط سواء في اللوحات أو من أحد الزملاء وأحاول أن اقلدها لأنني سريع الملل عند محاولة تقليد كتب الخط.
كانت هواية والآن مهنة
ومن خلال تجربة شخصية لبعض من مارس مهنة الخط كهواية في البداية فاصبحت تجارة يقول غانم بن سعد القحطاني صاحب خطاط الجزيرة: بدأت كموهبة وكم كنت أتمنى حينها أن يكون لي وجود في هذا الفن إن صح التعبير وان ذلك منذ عام 1392ه أي مايقارب 28 سنة ، وقد سار على نفس هذا الطريق ابنائي من بعدي وسأوجههم التوجيه الصحيح ولا أنسى أن أشيد بإخوة تعلمت منهم وكان لهم فضل كبير في توجيهي.
الخبرة أكثر من 16 سنة
كما أبدى الخطاط صالح بن سعد العروان استعداده لتبني المواهب الشابة الجادة في التعليم ولكن ان يكون شعاره الجد وليس التسلية وقال: لأنني أجد نفسي في تعلم الخط فقد كانت بدايتي منذ أيام الدراسة في الخط العربي حتى أكثر من 16 سنة ، وكان الفضل بعد الله يرجع إلى اشخاص ساندوني كمدير مدرسة عمر بن الخطاب المتوسطة الأستاذ الفاضل عبدالمحسن النمر وأما في المنزل فكان أخي الاكبر عبدالرحمن يحتضنني بتوجيهاته، وقد كنت أعمل مع أخي في محله حتى اعتمدت على نفسي وفتحت محلا خاصا بي.
|