في مركز الامير فيصل بن فهد الثقافي بحائل افتتح صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز حفظه الله المعرض الشخصي الاول للفنان التشكيلي المبدع ناصر ابراهيم الضبيحي .
وبعد ان تفضل بقص شريط الافتتاح قام سموه الكريم وصحبه بجولة داخل المعرض وابدى سموه اعجابه الشديد بما شاهده في اروقة المعرض من لوحات ابتدعتها ريشة الفنان المبدع ناصر الضبيحي والذي يحتوي المعرض على حوالي مائة وخمسين لوحة تشكيلية زيتية.
كما نوه الامير في معرض كلمته التي سطرها في سجل الزيارات عن اهتمامه بالفن التشكيلي وتهنئته في نجاح المعرض, ودعاه هو وزملاءه الفنانين الى المزيد من الابداع والحضور الفني في جميع المحافل لكون الفن التشكيلي الواجهة الحقيقية للارتقاء بالذوق الفني العام.
والفنان التشكيلي ناصر ابراهيم الضبيحي من مواليد مدينة حائل وحاصل على دبلوم معهد التربية الفنية عام 1409ه ويعمل الآن في احدى مدارس حائل المتوسطة.
له العديد من المشاركات في المعارض الجماعية التي تقام هنا وهناك ونال عدة جوائز تشجيعية وله اهتمام بالخط العربي والزخرفة والديكور ويتميز بعمل خلفيات المسارح, ومنها مسرح الامير سلمان بن عبدالعزيز الاجتماعي وله مقتنيات لدى كثير من الشخصيات.
وحول هذا المعرض تحدث الفنان التشكيلي المخضرم علي الضمادي قائلاً : بصدد هذه التغطية اود ان اعرج على بعض ملامح المعرض بشكل عام رغم الاشادة والاعجاب في المعرض الا ان اللوحات تدور في محور واحد وهو الخيل العربية.
وهذا لايعد عيباً في عرف الفن عموماً, لكن بودي لو تطرق الفنان الى مواضيع عدة وبطرق متعددة طالما أنه يوجد في خضم تجربته الاولى.
وذلك ليتسنى له من خلال هذا التنوع تلمس نهج خاص به يميزه عن غيره من الفنانين كذلك يستخلص بصمة يعرف بها ومن خلالها ويكون بذلك بعيداً عن المألوف!
وكما هو معروف لدى ارباب الفن التشكيلي ان الكلاسيكية عفا عليها الزمن ولم تعد قادرة على مجاراة المعطيات الحديثة, وكذلك كونها مرتعا خصبا لانصاف الموهوبين ومجالا لمن هب ودب ولعديمي الوعي والموهبة.
ويقيني ان الفنان ناصر يدرك هذا تماماً ليكون مستقبله الفني اكثر اشراقاً ووهجاً وينال حقه من الاطراء والإشادة والتفرد ويضع قدمه على اولى خطوات الفن والنجاح.
ونحن معشر الفنان مطلوب منا المثابرة والتجريب وطرق كل الابواب لكونه فناً مهضوما مع ملاحظة اني اطرح وجهة نظر فقط اما النقد فله فرسانه وله اربابه الذين يملكون ادواتهم وخاصية وامكانية التحليل بشكل فني وحيادي لابداء السلبيات والايجابيات,
اما الناقد احمد ابراهيم احمد فيقول: في مقاربتنا هذه لتحليل أعمال (الضبيحي)، نحاول استقراء المادة التشكيلية بقدر الامكان ونحن نعي ان محاولة تفسير النشاط الابداعي وتتبع مراحل التجربة الفنية هو اكثر الظواهر استعصاء على الدراسة وصعوبة في التفسير, فغموض التجربة الابداعية وتداخلها مع عناصر خاصة بحياة المبدع وتجربته الانسانية وتأثير المفردات الثقافية والبيئية إضافة لتداخل عناصر التجربة الابداعية ذاتها واختلاف مدارس ومناهج المبدعين يجعل من الصعب بل يكاد يكون من المستحيل ادراك فهم شامل لاي تجربة.
ومن حيث التكوين: لايلتزم الضبيحي بمساحة محددة النسب لمساحة اللوحة بل يقدم لنا تشكيلة متنوعة من مساحات اللوحات,
وفي ذات الاطار يوزع مفردات تكوين اللوحة على مساحة التوالي باحساسه الخاص ليقيم العلاقات الجمالية والتشكيلية بين الكتل اللونية والخطوط والمساحات بحرص واضح ولايفضل جزءاً من اجزاء اللوحة.
أما اللون فيستخدمه الضبيحي بجرأة واضحة وبإحساس غامر بالقدرة التعبيرية للالوان لاتخلو من شاعرية في بعض الاحيان.
ومن الخصائص المدهشة استخدام اللون الابيض الذي هو حالة من حالات الاثارة والضوء حيث يضيف عليه قطرات من الظلال الملونة ليصنع حواراً لونياً جريئاً.
كذلك الخط عند الضبيحي يمتاز بالليونة والمرونة من جهة ومن جهة اخرى بالاسترسال وبالتداخل من جهة ثالثة فالخط عنده لايستقل بشخصية فنية متبلورة بعيداً عن بقية عناصر التشكيل.
وعن الكتلة, فهي غالباً تقع في مركز اللوحة ونادراً مايتلاعب بالكتل وتوزيعها سواء على المستويات المحورية او تقديم تنويعات بصرية وهندسية, وتكاد تخلو اللوحات من المساحات والاستراحات البصرية حيث تحتاج العين إلى الاستراحة لتعاود الحركة بعدها على سطح اللوحة.
وفي النهاية : نطالب الضبيحي في مرحلته الآتية بالوقوف بأناءة باتجاه ذاته المبدعة والتحاور معها بصدق واكتشاف مساحات جديدة داخل هذه الذات التي لم يلجها بعد, وتحتاج منه جهدا ليس بالهين حتى يخرج لنا بتجربة اكثر اكتمالاً ويقدم لنا تشكيلاً صرفاً يعكس رؤية عمادها التشكيل وهدفها بناء القصيد التشكيلي, وهذا يستلزم بذل مزيد من الجهد والتحرر, فيصبح قادراً على التعبير, حينئذ يصبح التشكيل لديه هدفاً وقضية وربما أسلوب تفكير,
وفي هذه العجالة لابد من التنويه بدور الاستاذ الفنان والانسان يوسف الشقدي الذي عودنا دائماً بجهده ومجهوده وثقافته من داخل الجمعية وخارجها مع زملائه القياديين الاستاذ: فهد الفريدي .
والاستاذ جار الله الحميد فهم بحق جذوة نشاط, ولايستغرب من هؤلاء الشباب وغيرهم من شباب المنطقة الذين نعتز بهم وبأعمالهم وبإخلاصهم.
وفق الله الجميع لخدمة الدين والوطن
|