النرجسية كلمة مأخوذة من كلمة نرسيس او نرجيس وهو شخصية اسطورية ورد ذكرها في الميثولوجيا اليونانية.
وهي الافراط في حب النفس وعشق الجمال الذاتي ,, والذي قد ينتج عنه نوع من التعالي والغرور وعدم الاهتمام بالآخرين, وبما يقدمونه من معطيات ابداعية مختلفة،وهي بلاشك صفات مذمومة وغير مقبولة اطلاقا من أي انسان كان,, وهي ايضا صفات لاتمت للانسانية الواعية المتفتحة اي الشخصية العصرية الناضجة وحتى الشخصية الانسانية العادية يجب ان تكون بعيدة كل البعد عن هذه الصفات غير المحببة.
والفنان التشكيلي صاحب حس مرهف وذوق رفيع ووجدان مسكون بالجمال والعاطفة الجياشة الرقيقة وهي صفات جميلة وموجودة وبثراء لدى الفنان التشكيلي المطبوع بحب الحسن والجمال,, الا انه وللاسف الشديد يلاحظ على بعض الفنانين التشكيليين وهم قلة نوع من هذه النرجسية فالبعض يبدي نوعا من التعالي ونوعا من الفوقية والنظرة الازدرائية للآخرين ان جازت التسمية وخاصة بعض الاسماء التي صدقت انها من الكبار لان الكبير بعطائه وبتفاعله مع المجموعة التي ينتمي اليها والفنان التشكيلي الكبير هو الكبير بتواضعه واندماجه مع زملائه الفنانين وانصهاره معهم والتفاعل مع همومهم وآمالهم واحلامهم للوصول الى ارضية صلبة وقاعدة متينة وقوية لمواصلة مسيرة الابداع والتجلي.
وما يمارسه البعض وفق هذه المعايير غير المحببة هو امر كما اسلفت مرفوض وغير مقبول اطلاقا بل يجب على الفنان ان يكون كبيرا بتعاونه ايضا مع الموهوبين والواعدين وذلك بتقديم النصح والمشورة والرأي لهم لانهم فعلا بحاجة ماسة الى توجيهاته وخبراته وتشجيعه ودعمه لهم والتي لا تأتي الا بالتواضع المزدان بالخبرة والنضوج والدراية والالمام.
وانا هنا لا اقصد شخصا بعينه ولكن اقول وبكل اسف انه يوجد لدينا بعض من هذه العينات التي مازالت بعيدة عن التفاعل مع الاحداث التشكيلية للاسباب التي ذكرتها,, وما آمله هو عودة الجميع للساحة التشكيلية لنصل جميعا باذن الله الى تحقيق اهداف الوطن والمساهمة في رفع اسمه عاليا في كافة المحافل الدولية في هذا الجانب الثقافي الحضاري الهام.
فاصل لوني:
معرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر مسمى كبير وكبير جدا لان المعاصرة هي النقلة الحديثة في هذا الجانب وهي التجربة الجديدة المتفاعلة مع الحدث وفق المعايير الفنية وهي تمثل آخر مرحلة من مراحل النضوج والابداع التي وصل اليها الفنان التشكيلي السعودي المعاصر وهذا هو المطلوب وهذا هو المأمول.
ومعرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر الاخير يحمل بعض التجارب الجميلة وبعض الاسماء الواعدة التي تبشر بالخير رغم الغياب الكبير للاسماء المعروفة الا انها مازالت دون طموحاتنا وآمالنا جميعا كمهتمين في هذا الطرح الابداعي الجميل.
وللجميع خالص الود.