** كوالالمبور / نيلسون جريفز/ رويترز
دعا رئيس ماليزيا مهاتير محمد لاجراء انتخابات مبكرة وذلك بعد ان حل برلمان ماليزيا ممهدا الطريق امامها وجاء ذلك في محاولة لاستغلال الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده البلاد وتفادي تأثير اكثر من نصف مليون ناخب سينضمون الى الجداول الانتخابية العام القادم.
وتعد الانتخابات القادمة اصعب اختبار يواجهه مهاتير منذ توليه السلطة قبل 18 عاما فهي الاولى منذ ان عزل نائبه وزير المالية السابق انور ابراهيم وفرض قيودا في سبتمبر ايلول 1998م على خروج رأس المال.
وفجر عزل انور وسجنه بعد ادانته بتهم فساد مظاهرات مناهضة للحكومة لم تشهدها البلاد من قبل وقال مهاتير ان نائبه السابق حركها للاطاحة بحكومته بينما قال انور انه ضحية لمؤامرة حكومية.
وواجه مهاتير الذي قضى اطول فترة في السلطة كرئيس وزراء منتخب في آسيا الازمة المالية التي واجهت المنطقة كلها لكنه رفض تنفيذ مطالب متشددة لصندوق النقد الدولي بينما سقط زعماء دول آسيوية مجاورة من بينها اندونيسيا.
وقلة هي التي تعتقد ان التحالف الذي يرأسه رئيس الوزراء 73 عاما ويضم 14 حزبا يمكن ان يخرج من الحكم للمرة الاولى منذ استقلال ماليزيا عن بريطانيا عام 1957م.
ويرى الائتلاف الحاكم والمعارضة على السواء ان الاختبار الحقيقي هو احتفاظ التحالف باغلبية الثلثين الضرورية لتغيير الدستور وكان التحالف قد فاز باربعة اخماس الاصوات في الانتخابات الاخيرة التي اجريت ولم تشغل المعارضة قط اكثر من ثلث مقاعد مجلس النواب الا ان الاستياء من عزل مهاتير لانور وسجنه ست سنوات بتهم فساد اثارت نفور كثيرين في البلاد ذات الاغلبية المسلمة.
ورغم وجوده وراء القضبان الا ان انور الذي تعرض للضرب اثناء احتجاز الشرطة له هو القوة المحركة للمعارضة.
وقال محمد عزام محمد نور زعيم الحزب المعارض الذي شكلته زوجة انور لرويترز سنركز على استغلال السلطة والفساد,, ما حدث لانور سيكون احدى القضايا الرئيسية.
وقالت صحيفة نيوز ستريتس تايمز لم تكن المعارضة ابدا بمثل هذا التنظيم والتصميم.
هذا وسوف تحدد اللجنة الانتخابية موعد الانتخابات التي يجب ان تجرى بعد 60 يوما من حل البرلمان.
ويفضل مهاتير اجراء الانتخابات قبل شهر رمضان الذي يبدأ في الثامن او التاسع من ديسمبر كانون الاول.
ويقول محللون سياسيون ان الاغلبية الحاكمة تستفيد عادة من الحملات الانتخابية القصيرة التي تجعل المعارضة عاجزة عن عرض برامجها الانتخابية عبر وسائل الاعلام التي تسيطر عليها الدولة.
وقال الزعيم المعارض ليم كيت سيانج انه دهش حين سمع من الائتلاف الحاكم ان الانتخابات قد تجرى في 28 نوفمبر تشرين الثاني مما يقلص الحملة الانتخابية الى 17 يوما فقط.
فيما ذهب مراقبون سياسيون في كوالامبور الى ان هذه الانتخابات ستكون الاختبار الاكثر قسوة وصعوبة لمهاتير محمد ذلك السياسي البالغ من العمر 73 عاما والذي تولى رئاسة الحكومة في ماليزيا منذ عام 1981م موضحين ان هناك حالة غير عادية من التكتل لقوى المعارضة في مواجهة مهاتير الذي بات يفتقر ايضا للتأييد الجماهيري منذ قيامه باقصاء وسجن نائبه السابق انور ابراهيم في العام المنصرم.
|