الرئة الثالثة إلى متى السبات,, يا نوادي الأدب؟! عبد الرحمن بن محمد السدحان |
* ترددتُ مراراً قبل كتابة هذه الرسالة,, خشية ألا يفهمها من لا يعنيه أمرها، او أن يسيء فهمها بعض المعنيين بها!.
***
* وحين هممت بكتابة الرسالة، همهم القلم تمرُّداً,, وتمتمت الكلمات بنذر العصيان,, غير أن الخاطرة ظلت تراودني,, يوماً إثر يوم,, ملحّة عليّ بعتقها من رقّ الظلام، وكأنّها تقول لي: الرسالة موجهة الى فئة كريمة من عقلاء الناس,, ممّن يحسنون التعامل مع الكلمة,, كتابة ورصداً وفهماً,, فلِمَ إذن التردد في طرحها؟!.
***
آتي الآن الى موضوع الرسالة، فأقول إنها موجَّهة الى اساتذتي وشيوخي رؤساء الأندية الادبية في المملكة، باعتبارهم سدنة الكلمة الجميلة,, وربّان جندولها,, حين يبحر في لجّة الخيال,, وحين يرسو في شاطىء الابداع!.
***
وهي بوح بالعتب يسيّره ظمأ الحنين الى الجديد والتجديد في آليّة اداء هذه الأندية وعطائها!.
وهي محاولة استشراف غدٍ أكثر اشراقاً، وأغدق عطاء، وأقوى حضوراً وتفاعلاً مع المجتمع: أدباً وقضايا وأدوات تعبير!.
***
سألخّص بوحي لأساتذتي وشيوخي رؤساء الأندية الأدبية في التساؤلات والخواطر التالية:
أولاً: ألا ترون أن الرتابة صنو الجمود,, وأن كليهما عدو للابداع؟! واذا كان الأمر كذلك,, فإن بعض أنديتكم باتت في تقديري المتواضع (حصوناً منيعةً) للرتابة والجمود، على نحو تنكره ديناميكية الفكر التي نعيشها اليوم، خاصة بعد أن أضحت بلادنا الغالية محوراً مؤثراً في منظومة هذا العالم: عقيدة وسياسة وثقافة واقتصاداً؟!.
***
ثانياً: مع كل التقدير والعرفان للقيادات الحالية في كثير من الأندية الأدبية، لكن، هل هناك نص مكتوب يمنح هذه القيادات حقَّ الولاية مدى الحياة، ومن ثم، الاستئثار ب(البطولات المطلقة) في المسرح الأدبي، في حين تبقى كفاءات شابة مبدعة خلف الأسوار تترقّب فرص منحها أدواراً ثانوية؟!.
* *
ثالثاً: هناك خلل في اداء بعض الأندية الأدبية، واستثني من ذلك نادي أبها الذي لا نفتأ نقرأ ونسمع ونتلقّى نماذج من شواهد نشاطه معظم فصول العام، عبر اصداراته ودورياته وندواته وامسياته، لكن,, يبقى السؤال ملحّاً:
حتى متى هذا السبات يا نوادي الأدب؟.
* هل هي مشكلة في الادارة؟.
* أم شحّ في التمويل؟.
* أم شحوب في المبادرة؟.
* أم نضوب في منابع الابداع؟.
* أم هي كل تلك الفرضيات مجتمعة؟!.
لا املك رداً على ايّ من هذه التساؤلات, لكنني اسوقها الى سعادة الأديب والصديق الاستاذ عبد الله بن محمد الشهيل، مدير عام ادارة الأندية الأدبية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب,, فالنوادي الأدبية مهمته وهمّه وهاجسه الذي لا يفارقه!.
رابعاً: ماذا فعلت الأندية الأدبية سابقاً، وماذا هي فاعلة الآن,, وماذا ستفعل مستقبلاً لتفعيل مهمة اكتشاف المواهب الأدبية الشابة في البلاد، ذكوراً واناثاً، ومنحها فرصة الخروج بمنجزاتها من زنزانة التردد والاحباط، بدلاً من بقاء ساحة التعبير حكراً على أسماء ألفها السَّمع والبصر، وربما فقد بعضها القدرة على إضافة ايّ جديد,, انتاجاً وابداعاً!.
***
وبعد,, مرة أخرى,, أرجو أن يتفهّم شيوخي واساتذتي رؤساء الأندية الأدبية مغزى هذه الرسالة المتواضعة طرحاً، الصريحة مضموناً,, والصافية نيّةً وهدفاً، فما هي سوى مشاركة لهم في بعض همومهم، بل هي محاولة أكثر تواضعاً لقرع الأجراس لبعض مَن تقف على رؤوسهم طيور الصمت؟!.
***
وأزعم في التحليل الأخير أنّ مهمة النوادي الأدبية,, هي خدمة (همّ) الابداع.
لا أن تكون هي (همّاً),, يشقى به الابداع!!.
|
|
|