بيننا كلمة عطاء دون صخب؟ د, ثريا العريّض |
سواء كان هذا المليونير المحسوب على السعودية والذي أعلن شراءه لمنديل أم كلثوم بملايين الريالات، حقيقة أم شخصية مفتعلة، فالفرحة التي كان يستحقها منح مثل هذا المبلغ لأعمال البر المخلصة كانت ستصدر عن القلب,, يحسها كل من يعلم مدى معاناة المستضعفين في الارض من ذوي الحاجة المادية والجسدية والإعاقات المانعة من إعانة الذات.
ولكن التساؤل وارد عن مدى صلاحية منبر العطاء الذي يتم بأعلى صخب وعبر أكثر وسائل الإعلام إعلاناً عن هوية فاعل الخير هذا أمر مشبوه يعرض دوافعه الحقيقية للتشكك وقد لا يؤهله لأي ثواب.
فعلا هناك أكثر من شرفة للعطاء في هذا الوطن وكثير من مستحقي العون من الفئات الخاصة؛ وهناك أيضا نخبة يعملون بلا صخب ويعطون من مالهم ووقتهم وأنفسهم بتجرد ويستحقون كل الثواب.
***
هناك أكثر من مائة أو مائة وعشر جمعيات لأعمال البر الخيرية في المملكة، تشارك المؤسسات الرسمية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في القيام بأعمال الرعاية الاجتماعية وتدعم جهودها في شتى النواحي ماديا وبرامجيا.
من بين هذه الجمعيات هناك قرابة ثلاثين جمعية نسائية متوزعة في أنحاء الوطن ومدنه مشهود لها بالعطاء من تقديم الإعانات المادية والنوعية مباشرة إلى تقديم العون المعنوي بإتاحة برامج التدريب وفرص العمل المنتج واحتضان ذوي الاحتياجات من الجنسين , وقد كان لي شرف المساهمة في نشاط بعض هذه الجمعيات في أنحاء مختلفة من الوطن ودعمها بكل ما هناك من مهارات تخصصية مطلوبة من دورات تدريبية أو تعليمية ومحاضرات تربوية وثقافية أو حتى المشاركة في تخطيط البرامج السنوية وإحياء المواسم الثقافية, هذه المشاركات ساعدتني على التلامس مع وجدان الوطن في شتى مناطقه وقراءة الملامح المشتركة لمواطنيه ومعالم أفراحهم واحتياجاتهم ومعاناتهم.
تذكرت هذا وأنا أتابع نشاطات الأسبوع الثاني للعمل الاجتماعي في المملكة، بدءاً بحفل الافتتاح مساء 21 رجب في مقر الغرفة التجارية الصناعية بالدمام، وقد استضافته المنطقة الشرقية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وحضور وزير العمل والشؤون الاجتماعية د, علي بن إبراهيم النملة، ثم أيام حفلت ببرنامج من النشاطات المتعلقة بالعمل الاجتماعي، والندوات الجادة والزيارات الميدانية للتعرف على نشاط الجمعيات التطوعية وأعمال البر، وما تقوم به وزارة العمل والشؤون الاجتماعية فيما يتعلق بشؤون الرعاية والتأهيل للفئات ذوي الاحتياجات الخاصة ورعاية المسنين من الجنسين, وقام نشاط مماثل في الجانب النسائي ابتدأ بحفل افتتاحي في دار الحضانة الاجتماعية بالدمام تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف قرينة أمير المنطقة، تلاه برنامج من الندوات عن العمل التطوعي والرعاية الاجتماعية والزيارات الميدانية للجمعيات المحلية، وبحضور المدعوين من أعضاء وعضوات الجمعيات الخيرية في المناطق الأخرى من الوطن، تم تكريم رموز العمل الاجتماعي بالمنطقة ممن أعطوا وأعطين الكثير بلاصخب، وقدمت لهم دروع تقدير واعتراف بالعطاء الصادق.
|
|
|