لما هو آتٍ هذا اليوم معكم د, خيرية ابرإهيم السقاف |
أجمل لحظات الكاتب عندما يأتيه قارئه في صوت يحمل الود والمشاركة والإحساس به والتفاعل مع مايكتبه، أو عندما يصله حروفاً مكتوبة تعالج معه فكرة، أو تجادل معه رأياً، أو تعارض أو تؤيد، ولعل أجمل الأجمل في هذه العلاقة عندما يسعى القارىء إلى كاتبه ليلتقيه، فيجلس إليه وجهاً إلى وجه ويكون الحوار مباشراً لا حواجز ولا قيود,,.
خلال الأيام الماضية، عاودني قرائي بذكريات جميلة، كانت لها أجمل الآثار في ربط أواصر الود، ومدِّ جسور التعارف والتآلف بيننا قبل أن يكون من اليسير استخدام الهاتف أو الفاكس أو حتى اللقاء المباشر,,.
تسلّمت من المكاتبات العديد الذي أسرَّني وأسعدني، ومن المهاتفات الكثير الذي أعجز عن إحصائه، ومن اللقاءات المباشرة من القارئات ما وجدت في أكثرها حميمية تكاد أن تغطي على شذرات المناقشات لأنها تحمل روح الترحيب والود بأكثر مما تحمل روح المناقشة وإبداء الرأي,,.
أردت أن أشرك القارىء الكريم في لقائنا اليوم بما أتاني مكتوباً ليكون محط نقاش,, ومحور تناول.
* من أول الرسائل التي وصلتني رسالة الأخ القارىء ماجد عبد العزيز الحميدان من الرياض يقول: ماهو آتٍ، جاءت لنا بخيرية السقاف التي عرفناها منذ زمن، أود أن أهنىء نفسي بذلك وأبدأ معك: المقال الذي تناولت فيه الحديث عن التبشير والتغريب كان نقطة هامة لانطلاق أسلوب جديد في الدعوة التي نحتاج إلى أن يَحمى ويتّقدَ فتيلها الآن في هذا التأريخ على وجه الخصوص، حيث إن كافة الأمور من حول الناس تجذبهم بعيداً عن المنابع الإسلامية في أمور دنياهم ودينهم,,, ليتني أقرأ لك المزيد في هذا الشأن.
أما مقالك عن ندوة مصادر المعلومات في العالم الإسلامي فيستحق الوقوف كثيراً ولا بدَّ أن يكون المنطلق إلى أمور كثيرة لعل الجهة التي نظمت هذه الندوة تكون مسؤولة عن هذا الموضوع ولاتتركه يذهب حديثاً عابراً في جريدة.
أما أستاذ الجامعة والطالب فيها فلا فُضّ فوك ولا انحنى لك قلم، استمري أيتها العزيزة في مثل هذه الموضوعات، إننا تعبنا من مطالعة الصحف حتى قرأناك من جديد في روحك الوثّابة التي عهدناها، إنني أقرأ لك منذ أكثر من عقدين من الزمان ولا أزال أتفيأ كل الذي تقولين فهاتي بما هو آتٍ أيتها الجميلة .
* الرسالة الثانية من إيمان عبد المحسن حامد المنصور من الرياض تقول: اسمح لي يا قلمي أن أخرجك من صمتك، ولا بدَّ لك أن تفرح، ولا بدَّ لك أن تكتب، إنها هي، أجل لقد جاءت من رحلة البعد إلى واقع الأمل، هذه هي الكاتبة التي أحبها، وإنني واللَّه لا أنافقها، فقط أردت أن أكتب بك لها وللجزيرة تهنئة أن أعادت إلى وقتي قيمته، وإلى شوقي اطمئنانه، وأريدك أن تقول لها: ماكتبتِ عن الأستاذ خالد المالك جاء في محلِّه، وإنّني عدت لقراءة الجزيرة بعد أول يوم وُضع اسمه على الجريدة,,، كذلك فإنني قرأت ماكتبتهِ كلَّه، ووجدت نفسي في كلِّ موضوع كأنني أود أن أقول ما فيه، ولأنّنا نحتاج إلى من يتحدث عنّا ويعالج أمورنا فإنّني أتمنى من كاتبتنا العزيزة أن تعود إلى مناقشة قضايانا، فنحن نحتاج إلى مناقشة أمور الطلاق، وظلم الرجل في البيت للمرأة سواء كان زوجها أو أخاها أو زوج أمها، أو المسؤول عنها، كذلك نحتاج مناقشة أمور الزواج وما تتعرض في شأنه المرأة من مواقف سواء في الاختيار، أو الانفصال، أو المهور، أو المتأخر، أو التعليق، أو الحرمان من الأطفال بعد الانفصال، أو النظرة للمرأة المطلقة، ونحوها، إنّني لا أنسى ماكتبتِ عن (حزن البنات)، وحرَّكتِ فيه لواعجنا وأحزاننا,,, ووضعتِ لنا المشاعل على الدرب, أنتِ لست كاتبة فقط، إنك لنا الأخت والأم والمعبرة عنّا, دمتِ,,, ودام لنا قلمك الحبيب .
* أما الرسالة الثالثة فهي من الأخ سالم حامد (فاكسية من جدة) جاء فيها: أهنىء نفسي بك، وأهنىء قراء الجزيرة، وأود بدءاً أن أتمنى على الجزيرة ملاحظة أنَّ توزيعها يكون متأخراً في جدة ومكة وليتها توزّع مع ساعات الفجر الأولى كي نحظى بقراءة مقالك الذي يطالعنا أول مانفتح الصفحة الأولى من الجزيرة، وقد أحسن رئيس التحرير النابه هذا المكان الجميل الذي تستحقينه, جميع ما جاء حتى اليوم الحادي عشر لمقالاتك فيها ما يعبّر عن نبض القارىء، فأنت تكتبين لكلِّ الطبقات، للنخبة وللمختصين وللعامة، وهي قدرة ليست مستغربة لكاتبة مثلك,,, أدعو اللَّه أن يحفظك من كلِّ شر، ويحميك من أعدائك وإن كنت أشك أنَّ مثلك يمكن أن يكون له عدو، ولكنني أدعو اللَّه أن يوفِّقك ويحفظك,,, وأود منك: أن تكتبي لنا مزيداً من مشكلات التعليم، والتعليم الجامعي ولدينا كثير من الأمور التي تحدث في أروقة الدروس الجامعية وسوف نزوّدك بها, كذلك نأمل أن تكتبي لنا شيئاً من إبداعك الأدبي .
* الرسالة الرابعة من ع, عبيد الحارثي (فاكسية) من الطائف:
مرحباً بابنة الجزيرة في الجزيرة، ومرحباً بك في كلِّ أمل آتٍ,,, أود فقط أن أرحب بك وأعبّر لك عن سعادتي بك، وأهنىء الجزيرة بك,,, وسؤالي الوحيد: كيف اخترتِ عنوانك الرهيب لما هو آتٍ ؟
** وهنا لا يتسع المقام لبقية الرسائل,,, وسوف استعرضها تقديراً في مقال آتٍ, أما ردي:
فالشكر أولاً، والوعد بالوفاء ثانياً، والأمل في القدرة على الوفاء لكم بما تكنُّون من المشاعر، وبما ترغبون فيه من الأفكار والموضوعات ثالثاً, أما كيف اخترت العنوان: فإذا كنتم الهدف والمقصد فكيف لا تمنحونني الأفكار وأنتم مصدرها وموردها؟,,, حبي وشكري، وسأتناول رسائلكم كلَّ يوم اثنين بإذن الله.
|
|
|