ملخص ورقة الدكتور حسن بن فهد الهويمل في الملتقى الثقافي بمجمع أبو ظبي الثقافي ا في قاعة المحاضرات بالمجمع,
- استهل المحاضرة بالشكر للمجمع وللملحقية الثقافية في سفارة خادم الحرمين الشريفين في دولة الامارات ورحب بالسفراء الحضور وبالجمهور.
- حدد منهج دراسته وخطة الدراسة, واعتمد المنهجين التاريخي والوصفي.
- تحدث عن مخرجات النصوص الابداعية في المملكة ومنطقة الخليج.
- وتحدث عن فترة التأسيس في المملكة الممتدة من 1319 حتى 1351، وهو تاريخ اعلان اسم المملكة العربية السعودية
- وصف مشروع الملك عبدالعزيز بأنه توحيدي بنائي حضاري
- واشار الى بداية الادب العربي في المملكة واستفادته البينة من الأدب العربي في مصر وحدد قنوات الاتصال بالحج والعمرة والبعثات والمعلمين والتواصل والهجرة.
وضرب مثلاً بالناقد والشاعر المجدد محمد حسن عواد وبالشاعر والناقد والعالم اللغوي أحمد عبدالغفور عطار وقال : إن الاثنين تأثرا (بمدرسة الديوان) وبالمفكر والشاعر والناقد الكبير عباس محمود العقاد.
وقال: إن المهاجرين للعمل أو الاقامة أو الدراسة الى مصر تأثروا بالادباء والنقاد والمبدعين من الشعراء والقصاص والروائيين المصريين.
ومثّل بالشاعر الكبير حمزة شحاتة، وبالناقد الكبير عبدالله عبدالجبار وبالشاعر الناقد ابراهيم فلالي وبالشاعر والروائي غازي القصيبي، وبالقاص والروائي حامد دمنهوري وكل اولئك بعض من رحلوا إلى مصر للدراسة أو العمل أو الاقامة وكانت اعمالهم الابداعية والنقدية وثيقة الصلة بالادب المصري.
واشار إلى اثر مدرسة ( ابو للو) على طائفة من الشعراء السعوديين وضرب مثلاً بالشعراء محمد حسن فقي وحسن بن عبدالله القرني وطاهر زمخشري وآخرين لايحصرهم العدد.
ولم يكن التأثير والتواصل مقتصراً على الأدب المصري بل تعداه إلى الآداب العربية في الشام والعراق والمهاجر الامريكية.
وقال: إن الاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي والانفتاح على العالم العربي، مكّن الأديب السعودي من تقوية الأواصر وتعميق التواصل، واشار إلى أن الحركة الشعرية في المملكة مرت بمراحل متعددة، وجزم بأن هذه المراحل ممتدة ومتداخلة فهناك مرحلة التقليد، ومرحلة المحافظة ومرحلة التجديد ومرحلة الحداثة.
واشار إلى أن الحداثة: فكرية وفنية وحدد ملاحظته أو ملاحظاته على نمطي الحداثتين ووصف الحداثة بأنها تقليد غير حصيف للمستجدات الغربية، وأنحى باللائمة على العائدين من الغرب الذين لم يحسنوا الاستفادة من المستجدات واشار إلى مصادرهم العربية المتمثلة بشعراء الحداثة في الوطن العربي، وقال: إن جميع الآداب العربية مرت بهذه التحولات.
وحدد المقبول والمرفوض والمتحفظ عليه من هذه التيارات الحديثة والقديمة، وقال: بأنه مجدد ومع التجديد ولكنه وضع شروطاً للتجديد واشترط ان يكون التجديد استجابة للذائقة العربية، واكد على ضرورة التواصل واتهم الحداثة والحداثيين بالانقطاع والنثرية والغموض والاسطرة، وعدد شعراء التقليد والمحافظة والتجديد واشار الى شعراء الحداثة ونقادها ولم يسم أحداً منهم لاعلى مستوى المملكة ولا على مستوى الخليج العربي وانتقل بعد ذلك إلى العمل الروائي والقصصي وتحدث عن بداياته.
وفرّق بين الرواد، والمؤسسين، والانطلاقيين فجعل: عبدالقدوس الانصاري في روايته (التوأمان) وأحمد السباعي في روايته (فكرة) وأحمد المغربي في روايته (البحث) من الرواد.
وجعل حامد دمنهوري في روايتيه (ثمن التضحية) و(مرت الأيام) مؤسساً, وأشار إلى جيل الانطلاق وعدّ منهم اكثر من عشرة روائيين من امثال ابراهيم الناصر في مجمل اعمال وابراهيم خليل الفزيع في عدد من رواياته وعصام خوقير وغير اولئك,.
واشار إلى عدد من الشباب المتمكنين من العمل الابداعي وذكر منهم عبدالله باخشوين ومحمد علوان وجار الله الحميد وعبده خال وقماشة العليان ومحمد الشقحاء وغيرهم ووصف اعمالهم بالجودة.
وأشار الى اعمال روائية تحفظ عليها في بعديها الدلالي والفني كروايات تركي الحمد، العدامة، والشميس، وقال: إن هذه الروايات لاتمثل الادب الروائي في المملكة ومن ثم لم يسمح في تداولها في المملكة وأخذ على بعض الروائيين جرأتهم بأدب الاعتراف ووصف هذا بالتقليد غير الحصيف وتمنى لو لم يكن مثل هذا فالبلاد تحترم أعرافها ولاتريد لأحد من مبدعيها أن يعطي صورة غير سوية عنها.
وقال إن الدولة لم تتخذ أي اجراء ضد هؤلاء وانما منعت تداول مثل هذه الاعمال احتراماً لمشاعر المواطنين, وقال إن الحداثة في المملكة ادعاء وليست كما هي في بعض المواطن العربية وراهن على اضمحلالها لعدم وجود ارضية مناسبة لها، وفرّق بين الحداثة والتجديد, وقال ان المملكة من احرص الدول على التجديد والتحديث وانها دولة جسورة وتجريبية ومؤسساتها الثقافية حفية بكل جديد، ولكنها مؤسسات منضبطة وليست مندفعة.
ثم امتد حديثه الى الحركة النقدية واشار الى بداياته على يد محمد سرور الصبان وفرّق بين النقد التنظيري والتطبيقي والدراسات الاكاديمية، وقال ان النقد في المملكة راكب الحركة الشعرية والروائية، وان كان سلطان الشعر قد استأثر بالقدر الأكبر.
واشار إلى كبار النقاد من امثال محمد حسن عواد, ووصفه بأنه سبق مرحلته وأنه كان قاسياً في نقده مندفعاً في تجديده ولم يترك اثراً ولم يخلفه أحد في عنفه واندفاعه واشار إلى النقاد التطبيقيين من امثال ابراهيم فلالي في كتابه (المرصاد) وعبدالفتاح ابو مدين في كتابه (امواج وابثاج) و محمد عامر الرميح في كتابه (مع الأدب المعاصر) و قال انه بصدد دراسة موسعة عن الحركة النقدية في المملكة، واشار الى موجة النقد الحداثي واشاد بجهود المؤسسات الثقافية كالاندية الادبية واشار الى الملاحق الادبية وقال انها او بعضها لاتعكس الحركة النقدية.
ودافع عن الدراسات الأكاديمية وقال انها اكثر موضوعية ومعقولية ومنهجية وعدها من الحركة النقدية ولم يفرّق بينها وبين النقاد خارج اروقة الجامعة وسخر من التفريق وقال انها دعوى غير حصيفة,وأنحى باللائمة على بعض موجات الحداثة وأخذ النقاد الذين جاملوا الناشئة وغرروا بهم وتمنى لو لم يكن النقد بهذه الصفة وفضّل ان يكون النقاد مرايا يتعرف بها المبدعون على انفسهم وتحفظ على النقد المجامل والمهادن وطالب بنقد صريح وصادق وجسور ينضف المشهد الادبي من كل العوالق.
واكد على ضرورة التجديد والتواصل المتكافىء مع الغرب ورفض التقليد وقال: نحن ابناء عصرنا ولسنا ابناء تاريخنا ولكن اكد على احترام التراث واستدعائه وتفعيله ونفى ان يكون محافظاً فضلاً عن ان يكون مقلداً وقال: ان هذا اتهام العاجزين عن المواجهة وقال ان التجديد مشروط والتحديث مشروط والحرية لاتكون حرية الا اذا انضبطت بقواعدها وشروطها وقال ان الحياة نظام وعلاقات ولايجوز فهم الحرية بدون ضوابط ولا فهم الاشياء بدون نظام، ومن تصور الحياة على هذه الشاكله افسدها واثنى على المؤسسات العلمية والثقافية في المملكة ودول مجلس التعاون وقال ان البلاد تسير وفق خطط راشدة ومحكمة ومتزنة.
وختم حديثه بالشكر والنقد للحاضرين.
وقد امتد اللقاء ثلاث ساعات تخللته اسئلة مثيرة اجاب عليها المحاضر بهدوء ومنطقية وواقعية مما اثار اعجاب الحاضرين وشكرهم.
|