قرأت خبراً في احدى الصحف في مطلع الأسبوع الماضي يقول بأن الشرطة قامت باعتقال انجليزي من المهووسين بسرقة الكتب القديمة بعد اتهامه بسرقة آلاف منها عن طريق الانترنت,, تقدر قيمتها بما لا يقل عن مائة ألف جنيه استرليني، وقد قام بتكديسها في بيته,, وقد وصل ارتفاع أكوامها الى سقوف الغرف وانه يحتاج الى مائة عام لكي ينتهي من قراءتها,,وقد قام المذكور بجمع هذا الكم الهائل من الكتب من مكتبات الانترنت الدولية في الولايات المتحدة الامريكية والدانمارك والهند وتايلاند التي لم تطلب منه اعطاء معلومات عن بطاقة الائتمان وذلك لانها قبلت روايته بانه استاذ (بروفيسور) في عالم الألسنة بجامعة مانشستر شمال انجلترا,,وقدرت الشرطة عمر الشخص بأربعين عاماً وانه حتى يتمكن من قراءة جميع هذه الكتب لا بد ان يصل الى سن المائة,,!.
تأملت هذا الخبر بمنتهى الدهشة والعجب ورأيت انه يطرح العديد من الأسئلة والاستنتاجات,, أولها: ان هذا الاقتراف الذي عمد اليه الرجل المذكور يعتبر واحداً من سلبيات التعامل عبر الانترنت الذي يتيح الفرصة للاحتيال وتزييف الحقائق تماماً مثلما يتيح الفرصة للاتصال العالمي الانساني ثقافياً وعلمياً!!,, فهذا هو الانسان الذي لا يدخر وسعاً في استغلال أصغر ثغرة في الجدار لتحقيق نزواته ورغباته مهما كانت ومهما تجاوزت المعقول!.
ان لكل حدث ولكل حقيقة ظاهرة الف وجه ووجه,,!
هل يعقل أن يقوم بمثل هذا الاقتراف بروفيسور في الجامعة يتقن (16 لغة) كما قال في ادعائه؟!.
اننا جميعاً (شرفاء وملتزمون) نرفض الأعمال الملتوية والأعمال المحرمة مهما كان نبل أهدافها لرفضنا عبارة (الغاية تبرر الوسيلة)!!.
السؤال الأخير,, هل قام الرجل بسرقة الكتب حبا في الغائب الذي يفتقده ويحن اليه (الكتاب)، وعشقاً للقراءة؟! اذا كان هذا هو الجواب، وتلك هي الحقيقة وبصرف النظر عن الوسيلة الملتوية التي اتبعها فهو في رأيي يعتبر افضل بكثير من أولئك الذين يقتنون الكتب والموسوعات ويكدسونها لديهم لكي تكون مكملة لديكور المنزل,, أو الذين يملكون المال الوفير لكنهم يستخسرون وضع بضعة ريالات في كتاب يمكنهم من خلاله تنمية وزيادة اطلاعهم وثقافتهم.
وتراهم يمرون بأرفف الكتب في المكتبات مرور الكرام وينظرون اليها من بعيد نظرة الكاره لها,, العازف عنها,, وينسون بكل بساطة أننا أمة نزل في قرآنها أول وأعظم آية أقرأ باسم ربك الذي خلق,, .
|