في الوقت المحدد تماماً وكل صباح تصل الحافلة الصغيرة (ميني باص) المقلة لسعادة المديرة وبعض زميلاتها ممن يسكنّ الحي نفسه في إحدى ضواحي المدينة ويعملن في المدرسة نفسها ولأن المديرة لابد أن تنزل من الحافلة قبلهن من باب التقدير فهي لابد كذلك أن تدخل من باب المدرسة أولاً وتدلف لمكتبها وتبادر بالتوقيع أولاً ايضاً ثم يأتي دور المدرسات ممن كن بمعية سعادتها، وكل هذا طيب وعلى مايبدو فإن التفاهم والوئام حاصلان بين المجموعة,, غير أنه يحدث أن تتأخر إحدى المدرسات المرافقات لها لمدة دقيقة أو (للاحتياط) دقيقة ونصف دقيقة ربما لإلقاء تحية الصباح على إحدى الزميلات ممن صادف مرورهن بالممر المؤدي لمكتب المديرة فتفاجأ أن سعادة المديرة قد وضعت أمام اسمها في بيان الحضور علامة زائد حمراء تدل على تأخرها في الحضور صباحاً، فتبادر إلى سؤال المديرة ألم نحضر معاً وندخل معاً؟! فتجيبها : هذا صحيح ولكنك في الحقيقة وللأمانة (وللذمة) تأخرت عني ولحماية ذمتي كان لابد من تسجيل هذا التأخير مهما كانت مدته فهذه أمانة المهنة (ولاتلوميني يا اختي,, الشيء ذمة وضمير),.
صدقوني أن هذا حدث مراراً وتكراراً ولم أنسجه من خيالي، وصدقوني مرة أخرى أن سعادة المديرة تعتقد وتؤمن إيماناً جازماً أن هذا هو الحق، والأعجب أن الزميلات لمعرفتهن بأسلوب تفكيرها يكون رد فعلهن الابتسامة كل صباح.
|