القضايا العادلة دائماً تجد من يدافع عنها.
والدفاع عن بيئة نظيفة تجعل الكرة الارضية مكاناً آمناً يعيش فيه البشر دون تخوف من أمراض، او تلوث، وحرارة زائدة، بل حتى انفجار شامل لكوكب الارض,, الدفاع عن كل هذا تطوّع له وعمل له العديد، وهؤلاء المتطوعون يزدادون، بل تحول كثير من عملهم التطوعي الى عمل احترافي وحزبي، فبالاضافة الى جماعات حماية البيئة، هناك احزاب الخضر الذين أنشئت احزابهم للدفاع عن البيئة، واختيار اللون الاخضر عنوانا لحزبهم، يدلل على سعيهم لبيئة خضراء نقية, وهناك هيئات حكومية ووزارات أنشئت للحفاظ على البيئة وحمايتها.
آخر متطوعي الدفاع عن البيئة جلّهم من الاطفال ، فقد ساهم اطفال من بلدان مختلفة، يمثلون اطفال العالم في كتاب عن الارض، أوردت وكالة رويترز مقتطفات منه,
والكتاب يبدأ بعبارة تستنفر الكبار لصالح البيئة حذار أيها الاطفال,, سفينة الارض الطيبة ستتحطم وتحترق قريباً اذا سرتم على نهج آبائكم في سلوكهم المتهور تجاه البيئة .
هكذا يقول كتاب الارض أمنا ومستقبلنا الذي ألّفه اطفال من مختلف ارجاء العالم من اجل اقرانهم برعاية برنامج الامم المتحدة للبيئة.
قال اطفال بريطانيون في الكتاب كل هذه القمامة التي يلقيها الناس على الارض ستصبح جبلا كبيرا بعد سنوات قليلة, جبل تفوح منه رائحة كريهة مما يجعل هذا الكوكب جحيما .
يسجل الكتاب لقرائه من الحادية عشرة حتى الرابعة عشرة آراء اطفال في هذه المشكلة والاحتمالات المخيفة لارتفاع درجة حرارة الارض وتدهور صحتها من جراء زحف المشروعات العمرانية على الخضرة وتلوث البحار.
قالت سيسيليا وكستروم نائبة مدير البرنامج اعتقد ان الاطفال اكثر ادراكا من اي مجموعات اخرى بمشاكل البيئة التي نواجهها, واضح أنهم يدركون مدى المعاناة بسبب اهمالنا .
قالت هاجر خضر - وهي طفلة من النيجر تصف معاناة السير لمسافة بعيدة لإحضار ماء من بئر اوشك على الجفاف -: كل يوم أضطر الى السير 20 كيلومترا للبحث عن بئر,, العودة أصعب لأن الدلو يكون ممتلئا, أقسم ان عنقي يتقلص عند الرجوع الى البيت, لكن ما حيلتنا ونحن في بلد حار جاف .
ويقدم راندي فابي من رويترز عرضا للكتاب فيذكر ان الكتاب 96 صفحة ويتضمن دراسات وألعابا وموضوعات للمنافشة حول التلوث والتخلص من النفايات وقضايا بيئية اخرى.
الكتاب امتدحه كلاوس توبفر المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة، وقال انه يأمل ان يحفز الكتاب الصغار على البحث عن حلول وتعليم جيلهم كيف يتخلصون من العادات الضارة.
وقال بعض الاشياء مزعجة, هناك شباب لهم سلوك غير مسؤول تجاه البيئة ولكن هناك شباب ايضا يهتمون بالبيئة وأمنا الارض ويحرصون على صحتها .
واخيرا اشترك في اخراج الكتاب الذي استغرق اكماله عامين ونصف العام محررون قرؤوا مقالات وأشعاراً ورسومات من اكثر من 10 آلاف طفل من 100 دولة.
قالت وكستروم اصعب شيء كان الاختيار من آلاف الاسهامات, كنا نستطيع إصدار 10 كتب .
وهكذا فالكتاب والاسهامات التي تلقتها الهيئة المشرفة على إعداده تثبت ان الاطفال اكثر اهتماما بالبيئة، فهم على الاقل لا يتسببون بالدمار البيئي الذي هو بالتأكيد من صنع الكبار.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com