احتشد تسعون الفا أو يزيد في ملعب نوكامب ببرشلونة مساء السادس والعشرين من مايو الماضي لمشاهدة المباراة النهائية على بطولة اوروبا للاندية ابطال الدوري بين فريقي مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ الالماني وتكفلت محطات التلفزيون العالمية بنقل المباراة مباشرة على الهواء الى حوالي الف مليون مشاهد تجمعوا حول شاشات التلفزيون في انحاء العالم لمتابعة هذه المباراة، وكان النقاد على يقين تام من انه لم يكن احد يتوقع من تلك الحشود نهاية المباراة بهذا الشكل الغريب فقد سادت المباراة دراماتيكيا يفوق اي سيناريو لشريط سينمائي مثير.
وقد علق رينوميشيل عميد المدربين في هولندا على المباراة بقوله: امضيت حياتي في كرة القدم على المستويات المحلية والقارية والدولية لكنني لم اشاهد منذ عام 1946 ما حدث في برشلونة، اذ انتزع مانشستر الكأس في دقيقة واحدة من الوقت الذي اضافه الحكم بدل الوقت الضائع في نهاية المباراة، فهذا الفوز فتح النادي امامه سوقا عالمية لا يمكن لاي ناد آخر حتى ان يحلم بها .
فقد تفوق الالمان منذ البداية وسجلوا هدفهم بعد مرور خمس دقائق على بدء المباراة ولو استعفى الحظ الالمان بثلاثة اهداف لكان الحظ هذا الى جانب يونايتد,, فقد تدخلت العارضة وتدخل القائم لانقاذ مرمى الانجليز من هدفين محققين,, وكذلك كان الحظ الى جانب شمايكل حارس مرمى مانشستر يونايتد الذي صد عدة كرات بصورة لا تصدق,, وحتى الدقيقة 90 من المباراة كان بايرن ميونخ يتصدر بهدف مقابل صفر، وبدأ لاعبوه يلوحون لمشجعيهم احتفالا بالفوز قبل ان يطلق الحكم صفارته، كل شيء كان في حكم المنتهي,, لكن ما حدث في الوقت بدل الضائع اشبه بالمستحيل,, فقد حدث ما لم يكن في الحسبان بل ان ماحدث لم يخطر على بال لاعبي مانشستر انفسهم، راين غيغر لاعب مانشستر يقول: ان كل احلام الفريق قبل ثلاث دقائق من نهاية المباراة تبددت فقد كنا نحلم فقط بان نسجل هدف تعادل لكي نلعب وقتا اضافيا لقد انتهت هذه المباراة كنتيجة وبطولة وان احداثها غير قابلة للنسيان خاصة عند اكاديميات كرة القدم التي تبين لخبرائها اشياء جديدة من خلال هذه المباراة بالذات,, ولعل افضل ما قيل عن هذه المباراة التي قد يتم اختيارها مباراة القرن في كرة القدم ما جاء على لسان فرانك بكنباور: (لا يمكن تعليق الامر على سوء الحظ,, لقد كان هناك خطأ من نوع نادر الوقوع وكان قد تم استغلاله مائة بالمائة), لينارت يوهانسن رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم قالوا له انزل من المنصة لكي تسلم اعضاء بايرن ميونخ الكأس,, فنزل وهو في السلم سجل شرينغهام هدف التعادل لمانشستر فرجع يوهانس الى السلم لكي يصعد الى المنصة وهو في طريقه الى المنصة سمع صيحات الجماهير فالتفت وشاهد ان لاعبي مانشستر يركضون ولاعبو بايرن يتساقطون فعرف ان مانشستر قد حقق الفوز فرجع الى الملعب,, فرصة لنقصان وزنه المترهل بالشحوم.
عبدالمحسن القباني