* كتب- عبدالكريم الجاسر
تعادل فريقا الهلال والنصر مساء أمس من دون أهداف وسجل فريق النصر فشلا ذريعاً في استغلال ظروف المباراة والنقص العددي لمنافسه بعد طرد مهاجمه جاسم الهويدي في الدقيقة 28 من زمن شوط المباراة الأول فضلاً عن اصابة قائد الفريق المتألق يوم أمس يوسف الثنيان ومغادرته المباراة في الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني حيث نجح الفريق الهلالي في الخروج متعادلا حين اختار مدربه البرازيلي لوري ساندري الدفاع بعد طرد الهويدي كخيار وحيد يمكن له أن يخرج بشباك نظيفة,, وهو ما حدث بالفعل,, المباراة جاءت من أضعف المباريات التي قدمها الفريقان في السنوات الأخيرة,, حيث افتقدت في معظم فتراتها للعب الهجومي المفتوح والكرات الخطرة على كلا المرميين,, وظل اللعب محصورا في المنتصف الذي حرص مدرب النصر السيد ميلان زيفادينوفيتش على اللعب بأكبر عدد من لاعبيه في هذا الخط وافتقد للجرأة في اللجوء للهجوم الضاغط ومحاصرة الهلال داخل ملعبه بحثا عن الفوز ولذلك استمر النصر يناوش في الشوط الثاني من بعيد ويحاول لاعبوه قتل اللعب وسحب الفريق الهلالي لملعبهم دون جدوى.
ورغم التغييرات العديدة التي أجراها كلا المدربين إلا أنها لم تؤثر سوى في تكريس الدفاع الهلالي والسلبية النصراوية لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي.
* ويبدو أن الفريقين اتفقا على تأجيل الحسم للقاء الإياب الذي يبدو ظاهريا ان الهلال سيكون الأوفر حظا خلاله إذا ما شفي لاعبوه المصابون وهم بكل تأكيد عناصر مؤثرة وذات ثقل هجومي افتقده الهلال في مباراة الأمس,.
* حكم اللقاء السيد معجب الدوسري يؤخذ عليه بعض الأخطاء البسيطة ومنها احتساب أخطاء نصراوية غير واضحة والتقاضي عن الشد الذي تعرض له جاسم هويدي في الكرة التي شهدت طرده من قبل محسن الحارثي,, فضلا عن تهاونه مع أحمد نصيب بمخاشنته للثنيان في بداية المباراة,, كما بالغ في اعطاء البطاقات الصفراء للاعبي الهلال وفي كرات عادية جدا.
المباراة
بدأ الشوط الأول من اللقاء متكافئا بين الفريقين,, لعب النصر باسلوبه المعتاد في التواجد المكثف في منتصف الملعب وبناء الهجمات من الخلف مع التمرير السريع للمهاجمين محيسن وسانتوس ولاعبي الوسط الذين يساندون الهجمة,, وبفضل اللعب السريع والانتشار الجيد ظهر الفريق النصراوي متماسكا بشكل افضل وتقاربت خطوطه افضل من الهلال الذي مرت العشر دقائق الاولى وهو في حالة انعدام وزن حتى بدأ قائد الفريق يوسف الثنيان تولي مهمة صناعة اللعب وتنظيم الهجمات,, عندها بادل الهلال النصر اللعب وشكل بعض الخطورة ناحية الجهة اليمنى التي شغلها الثنيان بالتناوب مع الصويلح ولذلك ظل الاداء في وسط الملعب دون خطورة حقيقية مع افضلية للنصر في اللعب السريع والمتجانس نظرا لوجود أكبر عدد من لاعبيه في وسط الملعب وتقارب المسافات بينهم.
وبعد 17 دقيقة لعب جاءت افضل فرص النصر من كرة عرضية من سانتوس تخطت المدافعين وحارس المرمى لتجد محيسن لكن الصويلح ابعدها من أمامه,, وجاء الرد الهلالي سريعا وبعد دقيقة واحدة عن طريق كرة عرضية رائعة من الثنيان للهويدي الذي لعبها برأسه بجوار القائم ثم تلتها كرة مماثلة حين حول الحيائي كرة عرضية على خط الستة ابعدها الحارثي قبل ان تصل للهويدي,, وظل الهلال الأفضل لكنها افضلية اعتمدت على تحركات فردية للثنيان والهويدي حتى جاءت الدقيقة 28 حين مرر الشلهوب كرة بينية رائعة للهويدي ينفرد بالمرمى ويخطفها الخوجلي من أمامه بمساعدة المدافع الشويع,, هذه الهجمات الهلالية هزت الدفاع النصراوي واجبرت لاعبي الوسط على التراجع للخلف وبالتالي تخفيف الضغوط على مدافعي الهلال الذين بذلوا جهدا كبيرا لافساد الهجمات النصراوية التي اعتمدت على الجماعية والانتشار.
د 29 طرد للهويدي
وفي غمرة التحسن الفني لاداء الهلال وتجانس خط الوسط مع الهجوم ومن هجمة من الثنيان للهويدي يحاول اللحاق بالكرة لكن الحارثي يشده فيحاول التخلص لكنه ضرب الحارثي بكوعه ليشير الحكم المساعد علي الطريقي لحكم الساحة معجب الدوسري الذي لم يتوان في اخراج البطاقة الحمراء للهويدي مع اغفال عملية الشد التي تعرض لها وعدم معاقبة الحارثي.
بعد هذا النقص العددي في صفوف الهلال حاول النصر الهجوم والتخلي عن أسلوبه الحذر وسط الميدان لكن دون خطورة حيث اكثر محيسن وسانتوس من التراجع للخلف وبالتالي الابتعاد عن مواقع الخطورة امام مرمى الهلال .
هجمات النصر تركزت في معظمها على الاطراف ناحية اليمين واليسار بواسطة الحلوي في اليمين والجنوبي ومحيسن في اليسار,, غير ان التواجد النصراوي امام المرمى كان ضعيفا امام نجاح ليتانا والشريدة في التعامل مع الكرات النصراوية بالتعاون مع القحطاني والمسعري,, فيما ظل الحيائي عقيما ولعب على الواقف مع مدافعي النصر ولم يتفاعل مع الثنيان والشلهوب!ولذلك كان طبيعيا ان ينتهي هذا الشوط بالتعادل السلبي من دون أهداف.
الشوط الثاني
الشوط الثاني كان منتظرا أن يكون نصراويا خالصاً للاستفادة من نقص الهلال وحسم التأهل مبكراً وبالفعل استحوذ النصر على الكرة دون أن يغير أسلوبه في اللعب والضغط على الهلال في ملعبه,, حيث جاءت المحاولات النصراوية بتمريرات عديدة في الوسط مع تراجع المهاجمين للوسط ليفقد النصر كل محاولاته الهجومية أمام تكتل الدفاع الهلالي الذي لم يواجه احراجا حقيقيا من قبل النصر,.
فأسلوب النصر يعتمد على بناء الهجمات من الخلف وعلى فتح اللعب من قبل الخصم وهذا ما لم يفعله الهلال,, ولذلك لم يتعرض مرمى العتيبي لأي كرات خطرة حتى والهلال يلعب دون قائده يوسف الثنيان الذي خرج مصابا بعد عشر دقائق من بداية الشوط الثاني ليحل بدلا منه عادل المطيري وبعد خمس دقائق أخرج لوري لاعبه الشاب محمد الشلهوب وأشرك مكانه عمر الغامدي الذي لعب في الجهة اليسرى لتغطية اندفاعات الحلوي الهجومية ومساندة محمد لطف,, وقد نجح الهلاليون في حصر اللعب في المنتصف دون أي فعالية هجومية حيث لعب الخوجلي في مرماه مرتاحا جدا,وأمام هذا الوضع لم يحرك المدرب النصراوي ميلان ساكناً لتعديل صفوف فريقه وتدعيم كثافته الهجومية سوى بعد 27 دقيقة لعب حين أشرك القرني مكان القحطاني وتبعه باشراك المغربي التريكي بدلا من الحارثي,, ولم تؤثر كثيرا هذه التغييرات على عكس لوري الذي أشرك لاعبا جديدا في الوسط لتنشيط المنطقة ودفع بتركي الشايع مكان الحيائي,, عند الدقيقة 29 من هذا الشوط,, وبشكل عام قدم الفريقان شوطا ضعيفا جدا من الناحية الهجومية ومن حيث الإثارة والسرعة والحماس ليفرض التعادل نفسه على دقائق المباراة وسط قناعة نصراوية بالتعادل,, حيث لم يشرك ميلان مهاجمه حسين هادي سوى في الدقيقة 43 والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة لتمضي الدقائق الأخيرة والكرة في متناول الهلاليين الذين انتقلوا للعب في ملعب النصر خلال الدقائق الأخيرة ليعلن الحكم معجب الدوسري انتهاء المباراة سلبية وانتظار الفريقين للقاء الإياب بعد أسبوعين من الآن.
من المباراة
نال البطاقات الصفراء من الهلال يوسف الثنيان وتركي القحطاني وعادل المطيري ومحمد لطف وطرد جاسم الهويدي بالبطاقة الحمراء,, فيما نال الشريفي والشويع بطاقتي النصر!
جماهير غفيرة حضرت المباراة التي لم ترتق للمستوى الفني المطلوب حيث يعد اللقاء من أضعف مباريات الفريقين.
المباراة تعد فشلا لمدرب النصر الذي لم ينجح في الاستفادة من نقص منافسه وظروف اللقاء وغياب نجوم الهلال!
يوسف الثنيان قدم مباراة كبيرة بالأمس ولم يجد من يكمل جهده كما يجب,, في حين كان الهريفي متحركا دون خطورة.
المباراة أكدت الضعف الهجومي الفاضح للنصر الذي ظل يعتمد على محيسن الجمعان خلال مبارياته الماضية وحين اختفى في المباراة لم يستطع الفريق التسجيل!
التريكي شارك النصر لأول مرة بعد ان تم تسجيله قبل المباراة ولم تكن الدقائق التي لعبها كافية للحكم على أدائه.
ليتانا كان نجماً بالأمس وقدم واحدة من أفضل مبارياته مع الهلال.
هادي شريفي لم يلتحق بفريقه في الشوط الثاني سوى بعد حوالي خمس دقائق لرفض الحكم مشاركته بسبب حلاقة رأسه (القزع).
مشاركة تركي القحطاني أعادت التوازن للوسط الهلالي وأكد تركي بالأمس أنه مؤثر فعلاً
عن الطبعة الثالثة