عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مع مرور الوقت يتغير الكثير من الناس، والبعض يكون تغيرهم للأسوأ والأقبح, فأحياناً الكلمة الحلوة الصادقة تجعل النفوس في خصام وغضب شديد، وليت الموضوع ينتهي عند هذا الحد بل يتطور للمناقشات الحادة الجارحة لدرجة التقاطع وعدم الكلام والخصام الكامل، ويمتد ذلك لأيام وشهور وسنين طويلة,, لماذا كل هذا يحدث!!.
إن هذه التناقضات تحدث بين الناس لسبب واحد هو البعد عن تعاليم ديننا الاسلامي، فالناس اصبحوا أغراباً عن بعضهم البعض لدرجة ان الجار قد لا يعرف جاره الا صدفة وذلك بعيداً عن منزل كل منهما، والقريب لا يرى قريبه الا في المناسبات الخاصة جداً كالأعياد والزواجات، وتجاهل الكثير منا ان اعمال العبد لا ترفع الى الله ما دام لا يصل رحمه، وتجاهل بعضنا حديث المصطفى الذي يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ,.
يا إلهي الجأ اليك بكل جوارحي بقلبي وعقلي ولساني ان تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي وانيسي في وحدتي والصبر على مصائب الدنيا بكل قوتي وعزيمتي.
ان العالم يقترب من دخول عام 2000 والكل يترقب ماذا سوف يحدث في مستقبل الأيام، فالدنيا اصبحت مخيفة وكل شيء قد يحتوي عناصر شديدة الخطورة، والامراض اصبحت منتشرة بشكل لافت للانظار، فكل يوم نسمع عن حالة أغرب وأخطر من التي سبقتها، والكوارث اصبحت كثيرة ومثيرة ومفزعة، والجوع والحروب والزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير ظواهر باتت منتشرة في جميع دول العالم بشكل مخيف,, ولكن اقول في نفسي لماذا كل هذا الخوف ومعنا ولله الحمد اقوى سلاح على وجه الارض وهو القرآن الكريم وسنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
لقد اصبح العالم كله همه الوحيد وشغله الشاغل التقدم والتطور والرقي فقط والكل يلهث وراء الشهرة والمال والرفاهية والسعادة المزيفة المستندة الى الماديات وحدها.
ان ما يحدث من تطور ليس كافياً لاسعاد الناس ولا تكون الحياة سعيدة مريحة باللباس الفاخر او المنزل الفخم او المأكولات الشهية والرحلات الى دول العالم والأموال المكدسة بالبنوك والاجهزة المتطورة كالهاتف النقال وشبكات الانترنت والسيارة آخر موديل ومشاهدة القنوات الفضائية بل السعادة الحقيقية في التقوى والايمان والدعاء والاستغفار، على كل ما قام به الفرد من اخطاء في حياته والتوبة الصادقة الى رب العالمين.
وأتمنى في ختام هذه الأسطر ان يكون الناس في ودٍ وتعاطف وتراحم مستمر والله من وراء القصد عليم.
فاطمة بنت عبد العزيز محمد /القصيم