فوجىء المواطنون في مدينة الرياض بالتنظيم الجديد للاستراحات الذي اصدرته امانة مدينة الرياض والمتضمن اعطاء اصحاب الاستراحات القائمة التي تقل مساحة الواحدة منها عن ثلاثة الاف متر مربع مهلة حتى نهاية شهر رمضان المبارك القادم لتصحيح اوضاع استراحاتهم ولم توضح الامانة جزاها الله خيرا قصدها من تصحيح وضع اكثر من خمسة الاف استراحة تنتشر في مختلف انحاء مدينة الرياض في الثمامة والمونسية واليرموك وقرطبة وغرناطة والشفا والسويدي والبديعة والسلي وغيرها علما بان 99% من هذا العدد الكبير من الاستراحات مساحته اقل بكثير من ثلاثة الاف متر بل تنقص عن الفي متر.
ويبدو ان الموظف الذي اعد هذا التنظيم لا يعرف ان 90% من ملاك الاستراحات من الموظفين المتقاعدين او الموظفين ذوي الدخل المحدود جدا بل ان كثيرا منهم ليس لديه وظيفة يؤمن منها لقمة العيش لنفسه ولاولاده بل ان بعض ملاك الاستراحات من الايتام الذين لا عائل لهم, هؤلاء الملاك يعانون من ارتفاع تكلفة المعيشة وارتفاع الاسعار المستمر قياسا بمرتباتهم المتدنية وكثرة افراد اسرهم الامر الذي يجعلهم يعيشون عيشة الكفاف ويقنعون بالحصول فقط على ضرورات الحياة حيث ان كمالياتها تعتبر لديهم حلما من الاحلام.
ونرجو ان تعرف امانة مدينة الرياض ان اصحاب الاستراحات الصغيرة دفعوا الغالي والرخيص من اجل اقامة هذه الاستراحات لتكون مصدر رزق لهم وانهم اراقوا ماء وجوههم وهم يقترضون من الاقارب والاصدقاء ليجمعوا تكاليف بنائها وبطبيعة الحال كانت هناك فروق فردية مادية بينهم فمنهم من تمكن من اقامة استراحة مساحتها 1500 متر مربع ومنهم من اقام استراحة مساحتها 900 متر مربع ومنهم من اقام بشق النفس استراحة مساحتها في حدود 600 متر مربع.
وقد ترتب على اقامة هذه المشروعات الاقتصادية المتواضعة جدا جدا ايجاد دخول مادية اضافية لاصحاب الاستراحات وخففت هذه الدخول قليلا من معاناتهم وساعدتهم في رفع المستوى المعيشي نسبيا لاسرهم كما اعطتهم شيئا من الشعور بالامن الغذائي والاستقرار النفسي ثم تأتي الطامة المتمثلة في التنظيم الذي اصدرته امانة الرياض لتهدم ما بناه هؤلاء المساكين وتقلبه رأسا على عقب هذا في حالة تنفيذ هذا القرار ونرجو ان شاء الله الا ينفذ فسيلحق هذا التنظيم اذا نفذ بالملاك خسارة كبيرة عند منعهم من تأجير استراحاتهم التي ستصبح عقارا عديم الجدوى وسيبيع الواحد منهم استراحته بنصف ثمنها اذا كان محظوظا وتعود المعاناة الى اسوأ مما كانت عليه وسينجم عنها بالتاكيد آثار سلبية كفانا الله شرها.
وفي الختام نرجو من امانة مدينة الرياض ان تعرف ان ملاك هذه الاستراحات الصغيرة لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يحولوها الى استراحات خاصة لاستخدامهم الشخصي فقط فظروفهم المادية لا تسمح لهم بكل هذا الترف كما ان هذه الاستراحات قامت بطرق مشروعة وحصل اصحابها على فسوحات بناء من البلدية واوصلت الدولة حفظها الله لها الماء والكهرباء والتليفون واقامت وزارة الداخلية الموقرة مركزا للاشراف على الاستراحات وتنظيمها ومراقبتها واعطى المركز اصحاب الاستراحات نماذج مطبوعة لاستخدامها في التأجير وكلف كل صاحب استراحة بوضع لوحة على واجهة استراحته لاثبات انها تحت اشراف وزارة الداخلية وانها اقيمت بطريقة صحيحة لا عوج فيها.
وبلاشك فان امانة الرياض تعرف ان للاستراحات ايجابيات كثيرة منها:
1/ الاستراحات عبارة عن متنفس ترويحي لاهالي الرياض وزوارها.
2/ الاستراحات هي البديل المناسب لقصور الافراح والفنادق ذات الاسعار المرتفعة فبدلا من ان يدفع المواطن العادي عشرين او ثلاثين الف ريال لقصر افراح او صالة في فندق فانه يستطيع ان يقيم حفل زفافه في استراحة مفروشة ومكيفة وبها مساحات خضراء ومكتملة الخدمات باجرة لا تزيد بأي حال من الاحوال عن الفي ريال كما ان المواطن يستطيع ان يقيم ولائمه ومناسباته العائلية في استراحة صغيرة كاملة الخدمات مقابل 500 ريال فقط.
3/ هيأت الاستراحات المكان المناسب للشباب لقضاء اجازاتهم الاسبوعية ووفرت لهم وسائل الترفيه البريء من ملاعب ومسابح ومساحات خضراء بدلا من الدوران في الاسواق والجلوس على ارصفة الشوارع.
4/ رخص اسعار الاستراحات جعلها هي المكان المناسب الآمن لسكن الاسر القادمة الى الرياض لظروف طارئة مثل العلاج والمناسبات العائلية ومراجعة الادارات الحكومية وهي بلاشك افضل بكثير من الشقق المفروشة التي تعيق حرية وحركة افراد العائلة السعودية المحافظة.
5/ قدمت الاستراحات خدمة كبيرة للمواطنين ولامانة مدينة الرياض التي عجزت عن توفير الحدائق العامة التي تتيح للعائلة السعودية شيئا من الخصوصية في مكان مريح بعيدا عن اعين الرقباء والمتطفلين وبالتالي جعلت الاستراحات الناس ينسون او على الاقل يتناسون تقصير البلدية في ايجاد اماكن مناسبة يقضون فيها بعضا من الوقت لتجديد نشاطهم والتخفيف من روتين الحياة اليومية الممل.
6/ اما من الناحية الامنية فان كل صاحب استراحة بمثابة رجل للامن ويرى نفسه مسؤولا مسؤولية كاملة عن استراحته فهو يراقبها باستمرار ويدقق كثيرا عند تأجيرها لانها في اغلب الاحوال مصدر رزقه.
ونرى ان من واجب امانة مدينة الرياض ان تقف الى جانب اصحاب الاستراحات وتمد لهم يد العون والمساعدة وترشدهم الى افضل السبل لتحسين الخدمات التي يقدمونها للمواطنين لا ان تقف حجر عثرة في طريقهم وتعمل جاهدة على قطع ارزاقهم وعليها ان تتذكر المثل الشعبي الذي يقول: اضرب اليتيم ولا تشق ثوبه .
وصلى الله على سيدنا محمد,.
د, محمد الطويل