قرأت خبراً عن سيدة سورية ظلت تعاني من آلام في البطن بعد اجراء عملية جراحية,, والاطباء يرفضون تصديقها ويتهمونها بالدلع وانه ليس بها شيء آخر سوى الرغبة في مزيد من الاهتمام والتركيز,, ثم بعد ان وصل بها الحال الى الانتفاخ والورم واعيد فتح البطن ليجدوا به فوطة تركها الجراح الذي اجرى العملية,, مقاسها محترم بأي مقياس,, ولا اعرف كيف يمكن ألا يراها الجراح او يتذكر ان يرفعها من بطنها قبل اغلاق الجرح.
لم تكن فوطة وهمية,, ولا كانت الآلام المبرحة التي سببها وجودها في بطن تلك السيدة المسكينة آلاما مفتعلة.
وليست هذه اول مرة يحدث فيها خطأ طبي لمريض,, ولكن الذي استوقفني هو عدم اهتمام الاطباء بشكوى المرأة واتهامها بالتدلل,, بينما كان ألمها حقيقيا.
أليس رد الفعل المشكك بل المكذب هذا حالة معتادة في حالة شكوى المرأة؟
لماذا اعتقد الاطباء انها تتدلع؟ وهل كانوا سيصلون الى هذا الحكم المسبق لو كانت رجلا اجرى عملية جراحية؟
كم رجل لا يشك في ان صداع زوجته شكوى مفتعلة تهربا من المطبخ او مرتبط بحالة نفسية تهربا من.
دائما المرأة متهمة بالمبالغة والعاطفية والانفعالية والتمثيل والخداع.
لا اشك ان هناك من النساء من تتظاهر بما ليست تعاني لاسباب في نفسها او لأهداف غير معلنة ,, وقد يكون الدلال احد هذه الاسباب وطلب التدليع هدفا اخر ,, والتحايل سببا ثالثا,, ولكن هل التظاهر والمخادعة ممارسة نسائية فقط؟
كم من الرجال يغطي اسباب تغيبه او تأخره عن عمله باعذار كاذبة فلايعترف بوليمة الليلة البارحة؟ او سهرة البلوت.
والغالب ان يصدقه رئيسه.
اما المرأة فهي متهمة بأنها حين تمرض فالغالب انها تتظاهر بالمرض لغرض في نفس يعقوب,, او هل الاصح ان نؤنث المثل فيصبح لغرض في نفس يعقوبة؟ واذا مرضت وهي موظفة فانها تفتعل ذلك طلبا لاجازة مرضية,, وحتى حين تحبل والحمل لا يمكن افتعاله ومعروف ان اختلال الهرمونات في هذه الفترة يسبب الكثير من العوارض السلبية، فهي تظل معرضة للاتهام بانها تتظاهر بكل اعراض الحمل المرضية من دوار وضعف وغثيان, بل هي مشكوك في امرها انها تخطط ذلك لتتوافق إجازة الامومة مع امتداد اجازة الصيف تهربا من العمل.
ربما بعض المعاناة الانسانية متوهمة ,, ربما بعض الشكوى البشرية مبالغ فيها,, وربما بعض الناس طبعهم التحايل وافتعال المواقف,, ولكن في كل هذا ليس الامر فبركة تمارسها كل النساء,, او النساء فقط.
وليست كل شكوى نسائية لا تملك مبرراتها الحقيقية وتتطلب علاجا حاسما,, سواء كانت المرأة تشكو من اوضاع عضويتها الاسرية المنتهكة الحقوق ,, او اوضاع عضويتها الوظيفية التي تضاعف وزرها.
لن أقول ترفقوا بالمرأة ,, من حقها ألا تطلب الترفق,, بل العدل والمساواة في المعاملة والمسئولية والثواب.