* في انتظار البرابرة رواية ل جي, ام, كويتزي,, عملت هذه الرواية على لفت نظر المجتمعات الاوربية للممارسات التي تجري في جنوب افريقيا من قلب نظامها العنصري المحسوب علىالغرب الذي ما أنفك ينادي مؤمناً او مدعياً بأفكار الحرية والديمقراطية والمساواة واحترام ثقافات الشعوب, فلقد كشف الكاتب عن حجم الاجحاف والأهواء التي كانت للمجتمع الابيض حول مفهوم البرابرة حتى صارت تلك المجتمعات تتساءل عن ماهية هذا المفهوم وما الذي ادى الى ان يصير البرابرة كذلك او قوماً من الهمج وهواة العنف كما تعني الكلمة, ولماذا تفشل تلك المجتمعات المتحضرة في التصرف بشكل متحضر في جنوب افريقيا، وما ان تزاحمت هذه التساؤلات حتى ايقن الجميع من رموز الحضارة الغربية ان المتحضرين وغير المتحضرين من بني الانسان مرتبطون ارتباطاً وثيقاً لا سبيل امامه الا مراجعة كل طرف لأخطائه.
لقد ارست هذه الرواية اسسا منطقية ومتقدمة لعملية الحوار مع الآخر ووضعت كل شخص امام مسئولياته الحضارية في مجتمعه الخاص ومجتمعات الآخرين بما قدمته من اضواء تتعلق بمنظور الآخر وتنزع البربرية الخصوصية التي يبنيها البعض داخل نفسه, كما ان الرواية ايضاً قد عملت على تفسير الغموض والتناقضات والملابسات التي شكلت الأجواء الخاصة للحياه في جنوب افريقيا، واحداثها تدور في ارض يمكن بسهولة ان تكون في حوض البحر المتوسط او الصحراء وهي تسمح برؤية مستقلة لأنماط السلوك البشري وهي توضح كيف اننا غالبا مانعتمد على فهمنا للعالم على اقتراضات تضرب جذورها في تصنيفات جاهزة للأماكن والافراد والمجتمعات،نعمل على إطلاقها في الاوقات والاماكن على الافراد من دون تدقيق، ولكن كويتزي يقوم بهدم كل هذه التصنيفات والمفاهيم النمطية ويخضعها لتساؤلات حقيقية تفضي بدورها للمعرفة والفهم الحقيقي لطبيعة الاشياء.
لقد كان كويتزي كما وصفه احد قرائه كالسمكة الكبيرة في بركة صغيرة وما كانت تلك البركة الصغيرة التي كشف عن خصوصيته وضعفه الانساني واخفاقه في علاقته إلا حكم الاقلية والتميز العنصري الذي عم بلاده حقبا من الزمان,وقد ولد مؤلف هذه الرواية بمدينة الكاب في اقصى نقطة بجنوب القارة الافريقية وذلك في العام 1940م وتلقى دراسته في جامعات جنوب افريقيا والولايات المتحدة الامريكية، وتخصص في اللغة الانجليزية وآدابها، وبدأ في نشر رواياته في وقت متأخر نسبيا، حيث شهد عام 1997م ظهور اولى رواياته بعنوان اراضي الفسق كما ظهرت له في العام نفسه رواية في اعماق البلاد حتى جاء عام 1980م وإذا به يطلق روايته الكبرىفي انتظار البرابرة والتي نال عليها عدداً من الجوائز منها جائزة تيت بلاك التذكارية, وذلك فضلا عن مجمل الجوائز الادبية التي نالها والتي تمثلت في جائزة لانان للأدب وجائزة سي,ان,ايه وجائزة بوكر وجائزة صحيفة ايريش تايمز للرواية الدولية , ورواية في انتظار البرابرة تعد نسيجا وحدها، في اطار التيارات الرئيسية للآداب الانجليزية على الرغم من الأصول الأوروبية للمؤلف باعتباره من البيض, الا ان انتماءه لجنوب افريقيا وواقعها السياسي والثقافي اعطى هذا العمق والعديد من اعماله الاخرى تميزاً يخرجها من التصنيف التقليدي للأعمال الابداعية.
* قصائد ل اندريس ساشيت روباينا .
تعود اهمية هذا الكتاب الى انه جمع الاعمال الكاملة للقصائد الشعرية التي كتبها الشاعر الاسباني من 1970م وحتى 1995م وبعض تلك القصائد كانت منشورة من قبل في المجلات الادبية المتخصصة,كما ان اهمية الشاعر اندريس في الادب الاسباني المعاصر تعود بحسب طلعت شاهين، الى صلته الثقافية بالتراث الوطني لبلاده من اول الموسيقى الباروك وحتى اكثر المغامرات الادبية والفنية حداثة سواء في اللغة الاسبانية اواللغات الاوروبية الاخرى التي اطلع عليها الشاعر, تنقسم اعمال اندريس التي يضمها كتابه قصائد الى قسمين الاول يجمع ماصدر له من قبل في مجموعتيه الشعريتين يوم من هواء الصادرة عام 1970م والى لوركا الصادرة عام 1984م والقسم الثاني يبدأ بمجموعته كف على بلاط بارد الصادرة عام 1989م اضافة الى مجموعة مذكرات الشعرية التي تضم القصائد التي كتبها عام 1995م والتي يغلب عليها الطابع البصري الذي ينعكس على العين من خلال الوصف التشكيلي عبر الكلمات، وبحسب شاهين فإن المشاهد في تلك القصائد تبدو مشاهد تشكيلية تأملها الشاعر بعمق في جزر الكناري التي ينتمي اليها ويعيش فيها ثم حولها الى كلمات تحاول ان تنقل الى القارىء المشهد ليس كما هو في الطبيعة ولكن من خلال رؤية الشاعر له, هناك ايضا قصائد تكاد تفتح حواراً بين القارىء والتراث الشعري الاسباني القديم منه والحديث ويقدم هذا التراث على قدم المساواة مع التراث التشكيلي من خلال التعامل مع اللون والخط ومن ادوات التعبير البصري في الجزء الثاني من اعماله الكاملة يخطو الشاعر خطوة جديدة نحو تعميق رؤياه الشعرية وخلال ذلك الجزء تصبح القصائد اكثر طولاً اضافة الى الابيات المنفصلة التي يشكل كل منها قصيدة منفصلة في حد ذاتها.
|