أهبت بها كالطل مُخضَلُّةُ رند
قوافٍ لها من نشر تاريخكم ندُّ 1
فتظهر شكري بالبيان محبَّراً
وأنى لها اظهار ما اضمر الود 2
أبا فيصلٍ حيتك احلام أمّةٍ
يعز عليها الأمن والبرد والرغد 3
رأت فيك يُمناً فانثنت بطموحها
على أنكم في يُمن طالعها وعد 4
فما خاب رَجوٌ في مشاعر أمة
ولا ضل رأيٌ مبدعو فكره حشد
وللغيب من سيما المحنك شاهد
لهذا به تُثنى الخناصر إن عُدُّوا 5
صموت ينيل السمع اصغاء مرهف
ويذكي فؤاداً شب من فكره وقدُ
فمن صمته حزم واذكاء عزمةٍ
وتدبيره بكر واقواله قصد
رآك المليك المفتدى ببصيرةٍ
فأرّقه عضبٌ يُصَدِّؤه الغمد 6
فأدناك للحمل الثقيل وعبئه
فقلدت بالتشمير ما سنّه الجَدُّ
ألا إنه سور الديار وحصنها
بعيد عن الادناس اخلاقه حمد 7
جريىء على الباغي ولله خائف
فقام لدين الله من فُرقةٍ جند 8
فريد اقام الله بالنسك ملكه
غضوب لدين الله,, بالله يشتد
ولا بَت ظنون من رقيع وجاهل
تناسى جهود القَرمِ مالم يكنَ جَدُّ 9
الا إنه جُهدٌ وجَدٌّ معلَّلٌ
يسيِّره الايمان والحزم والسعد
وما اسهب المثنون أو أبعدوا المدى
لأن بساط الفخر رحبٌ وممتد
ورثتم خصال العود فالاسُّ راسخ
كثيرٌ على لأوائه منكم فرد 10
تباركتمُ فالشعب منكم مبارك
معيشته خفض ومطلبه جِدُّ 11
سِجاحٌ علينا,, نومنا في سهادهم
فعاش قوام الملك والاعين السهد 12
سُراةٌ حمدنا دهرنا في ظلالهم
فلانت صعوبات كما فُوِّف البُرد 13
سراعٌ إلى الاصلاح غِبَّ أناتهم
فأقلع غاوٍ واستبان له الرشد 14
ألا إنهم تاريخنا جلَّ ذكره
وفي كل سِفرٍ منه يُستعظم المجد
وتُنمَى لتركيٍّ بفرعين مثلما
نُمي للغمام الخصبُ والمنهل الشهد 15
ومن نائفٍ أوليت حلماً معتَّقاً
وخلقاً زكى,, من نشره يخجل الورد 16
ومتئدٌ لكنه حلم قدرةٍ
وقَدرٍ تسامى ان يُسِفَّ به حقد 17
ومتئدٌ لكنه عن رويّة
فخاطره قَدحٌ وتدبيره زند
فما احكم التدبير مثل سكينة
وما عاب لينُ السيف إذ حدّه الحد
سقيتم بذور الحب في القلب نشوة
وخير السجايا أن هذا الورى وُدُّ 18