وسط هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية المليئة بالغث والسمين وما هو في الغالب مليء بكل الأخطار على فكر وعقول شبابنا المسلم وخصوصا في هذا الوطن المتفرد بالقيم والعادات الطيبة وان كانت هناك تجاوزات من البعض الا أنها تصطدم بالرفض وعدم القبول من الكثيرين، ما نحنُ بصدد الحديث عنه والاشادة به هو حرص جميع المسئولين في تلفزيوننا السعودي بقناتيه الاولى والثانية على الامتاع والابداع والتجديد والتنويع في البرامج السعودية لعل آخرها البرنامج المنوع الرائع (زمان يافن) الذي يقدم العديد من الفقرات الفنية الغنائية والتمثيلية وبعض اللقاءات القديمة, هذا البرنامج مازال حتى الآن يشد كل المشاهدين على اختلاف ميولهم لمتابعته وترقبه مثل هذا البرنامج الذي يقدم بعد ظهر كل يوم ثلاثاء قرابة الساعة الواحدة الا ربعاً يحتاج من المسئولين اعادة النظر في وقته حيث ان وقته غير مناسب كذلك مدة البرنامج قصيرة ونتمنى ان تكون أطول بكثير كونه برنامجا أرشيفيا ومادته متوفرة بمكتبة التلفزيون إذاً هذا مطلب نسوقه مع خالص الود والتقدير لقسم البرامج (ادارة التنسيق) بأن يتم تغيير موعد تقديم البرنامج الى سهرة يوم الاربعاء من كل اسبوع بعد نشرة الاخبار الثانية التي تقدم 12,30 كذلك زيادة مدة عرض البرنامج لتصل الى الساعتين مع فتح باب المجال للمشاهدين لطلب المواد التي يرغبونها شريطة ان تكون برامج او مسلسلات او مسرحيات حتى لايتعارض او يتداخل البرنامج مع برنامج مايطلبه المشاهدون.
***
القوس الثاني
قبل قرابة 15 عاما او اكثر كان هناك مكتبة للفيديو تابعة للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في المقر الرئيسي بالرياض عندما كانت الجمعية في مقرها القديم في حي الملز, وكان هناك اقبال كبير من المواطنين على شراء المسرحيات والحفلات الفنية التي كانت تقدمها الجمعية وتنظمها.
كما كانت المكتبة تغذي نفسها مادياً من خلال البيع ونحن هنا نوجه نداء للأستاذ محمد بن احمد الشدي رئيس مجلس ادارة الجمعية بان تتم اعادة مكتبة الجمعية الفنية بكوادر سعودية تشرف عليها وتديرها ويكلف قسم المسرح بالجمعية بابحاث تنظم المكتبة كذلك الاتفاق مع الفنانين السعوديين والتلفزيون السعودي بتزويد الجمعية بالمسرحيات التي لديهم بنسخ بمقابل مادي أو غيره.
ونتمنى ان تحظى الفكرة بالاهتمام كما عودنا بالتفاعل مع كل ما يطرح عبر الصحافة ويعود بالنفع وهذا هو ماعرفناه عن الاستاذ الشدي,كما ان وجود رجل كبير وخبير ومخرج تلفزيوني وكاتب مسرحي هو الاستاذ إبراهيم الحمدان سوف يكون كفيلاً بنجاح هذه الفكرة التي أجزم بأنها لم تغب عن فكر الاستاذ الشدي والاستاذ الحمدان ومادفعنا لهذا الاقتراح هو ان أحد الفنانين العرب طلب مني تزويده بعدد من المسرحيات السعودية ولم احصل له على مايريد كون ما وجدته في محلات الفيديو نسخاً رديئة التصوير والتسجيل كذلك هناك العديد من الزملاء والاصدقاء يسألون أين الأعمال المسرحية السعودية؟ نريد شراءها مهما كان سعرها .
***
القوس الثالث
خرج علينا الفنان الكبير المحبوب خالد سامي في حوار نسائي في احدى الصحف المتخصصة بحوار عجيب وغريب كان في معظمه بإجابات غريبة لا ادري هل كان الهدف منها هو لفت الانظار ام ماذا؟
فعندما سئل الفنان عن المسرح السعودي وأين هو كان رده ان مؤسسي المسرح السعودي هم محمد الطويان ومحمد العلي وسكت وكأنه يقول وبس, السؤال للفنان الشاب لا يعقل ان يكون الطويان والعلي هما مؤسسي المسرح السعودي أين علي المدفع علي ابراهيم عبد العزيز المبدل محمد الكنهل والفنان الكبير علي الهويريني وغيرهم من الاسماء في المناطق الغربية والوسطى والشرقية؟.
ارجو ان يكون ذلك التجاهل مجرد نسيان وليس عن قصد لأن تاريخ المسرح السعودي معروف للكل والحقائق لا يستطيع اي كائن تجاهلها.
كما قال خالد بأنه من خلال مشاركاته في الاعلانات التلفزيونية التجارية لايهدف الى الكسب المادي بل كما يقول هدفه كسب شريحة جديدة من محبيه ومعجبيه مثل الأطفال كونه اصبح محبوباً ومعروفا لدى الأطفال! نقول للفنان الذي يغالط نفسه محبة الأطفال تكون من خلال مشاركتك في الأعمال التي تقدم للطفل السعودي من مسرحيات واناشيد ومسلسلات كذلك من زيارات عدة للأطفال المعاقين والمشلولين كمساهمة منك كفنان اما ان تقول ان الاعلانات تزيد من محبيك فهذا امر لايقتنع به عاقل؟!
كون ما تقدمه شركات الاعلانات للفنانين من اغراءات جعلت الكثيرين يحولونها لحرفة وطبعا ما يقدم لك كفنان من مبالغ نظير الاعلان يتم فورا استرداده من المواطنين عن طريق رفع الاسعار.
***
القوس الرابع
من يحمي الاعمال والأغنيات التراثية من الاندثار والضياع والسرقة بعد رحيل الفنان الكبير محمد علي سندي والفنان الكبير محمود حلواني وغيرهما من الفنانين الذين خدموا الأغنية التراثية الشعبية الأصيلة.
قل الاهتمام بهذا النوع من الطرب ماعدا مجهودات يقوم بها الفنان محمد أمان والفنان المنقطع يحيى لبان والفنان عابد الميلادي والفنان حسن الاسكندراني (حسن عبدالله).
يقول الفنان محمد امان الذي يعد في مقدمة الفنانين الذين مازالوا يولون الأغنية التراثية جل العناية والاهتمام قمت مؤخراً بتسجيل شريط تراثي كلفني قرابة اكثر من ثلاثين ألف ريال كتسجيل فقط في القاهرة.
وقال ان شركات الانتاج رفضت توزيع الشريط كونها لا تولي الاعمال التراثية اي اهتمام كما ذكر بان أحد أصحاب شركات الانتاج ويدعي عبد الملك قطب قال له: ان الاغاني التراثية والتطريبية والسماعية ليس لها في هذا الوقت سوق ولا اقبال عليها والاتجاه حالياً مركز على الاغاني الراقصة فقط, مع تقديرنا واحترامنا نقول اولاً لذلك المدعو عبدالملك قطب ان التراث الأصيل والفن التطريبي والسماعي مازال له عشاقه الذين يدركون ويفهمون معناه واذا كنت انت ومن هم على توجهك ترفضون انتاج هذه الاغنيات والألوان فهذا لايعني انها لاتسمع.
كما اننا هنا نوجه نداء للجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة وهي الجهة المعنية اولاً بالتراث والمحافظة عليه في بلادنا, ان تقف مع اولئك الفنانين لانتاج الاعمال التراثية وحفظها من الضياع وبيعها لمن يريدها.
كما اننا نناشد ادارة التراث والفنون الشعبية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب ان توجد قسما خاصا للأعمال التراثية يقوم بدعم الفنانين الذين يؤدون مثل هذه الاعمال وحفظها لدى الادارة كذلك طرحها في الاسواق باسم الادارة حتى تحفظ هذا اللون المحبب من فقد هويته ونشد على ايدي الفنانين الذين يؤدونه ونساندهم لأنهم لايبحثون عن المكسب المادي بل الحفاظ على لون اصيل من الضياع والسرقة.
كما نقول للفنان محمد امان لقد وجدت فنانا كبيرا وقديرا يدعم ويقدر المواهب والمبدعين لانه مثلهم سوف يقوم بانتاج شريطك ذلكم هوقيثارة الشرق وفنان كل العرب طلال مداح ونحن بانتظار هذا العمل كأول شريط لك تنتجه سويعات الاصيل.
***
القوس الخامس
بالأمس القريب قلنا كما قال الخبراء الاقدر منا ان للطرب الأصيل مكانة وان الأذن النظيفة لاتريد الا الطرب الأصيل كما اكدنا وأكد النقاد ان صوتا واحداً هو القادر على الاطراب والامتاع واعادة جلي الأذن من ما سمعته من نشاز واغنيات لاتحمل الا الاسم فقط.
عاد المبدع سراج عمر الملحن الوحيد بالساحة القادر على تقديم النغم اللحني وباقتدار ومعه صوت الأمة ورجل الاغنية السعودية طلال مداح والشاعر المبدع الرائع محمد العبد الله الفيصل وشعراء آخرون وقدموا لنا شريطا كان مرتقبا وكان متوقعا كيف لا والكاتب هو كاتب مقادير وانا راجع اشوفك والملحن هو ملحن اغراب ومقادير ولا تقول.
اما المؤدي فهو العلم الخفاق دائما في سماء الغناء العربي الأصيل الذي لايطربنا سواه جاء شريف العطر ليؤكد لنا ان حبنا وثقتنا في طلال مداح لم ولن تذهب ولاتنتهي فقد كان كما عودنا اميراً للطرب وللامتاع.
***
وقفة لابد منها
يوم السبت 28/7/1420ه كتب مراسل الجزيرة في الدمام الزميل النشط عبد اللطيف المحيسن كلمات موجهة للعبد الله كاتب الاقواس الفنية حملت لي السعادة كون الأخ المحيسن رصد لي اصداء زاويتي لدى الزملاء الفنانين في منطقة غالية من بلادنا المنطقة الشرقية حيث قال: ان اقواس فنية محط انظار الجميع وهذا مصدر سعادة لكل كاتب كون الكاتب بدون ثناء المتابعين والفنانين وتفاعلهم مع مايكتبه لاشيء.
لكن الاخ الحبيب المحيسن حمل لي عتاباً منه شخصيا يقول فيه إن الأقواس تحتاج تجديدا لا أدري ماذا يقصد الأخ بذلك التجديد!
كما اقول للاخ ان النقد هو نقد لا يتغير اذا كان هدفه التقويم والتنبيه لفنان او عمل ما, وخرج عن المسار الذي كان عليه ومتابعا وهادفا والنقد لاسوء نية فيه او كره لأحد.
اما موضوع طاش اقول نحن مع العمل الناجح القوي المتجدد لا المتراجع لكن ما يمر به طاش الآن الذي سببه كما يعرف الكثيرون الانانية من بطلي العمل باشراك الفنان بادوار ما جعلنا نقول نقدا له سوف يشعر بأهميته الزملاء الفنانون لاحقا اذا كانوا يقدرون النقد.
فماذا قدم لنا طاش بعد جزئه الثاني؟
وأجزم بأنك شاهدت مسلسل القرار الشرقاوي الرائع وخط البداية وماكتب عن العملين من اخيك العبد لله والزملاء بالصحف وكذلك المشاهدون اذاً العمل القوي الجيد جدير منا بالثناء اما المتراجع فيحتاج للنقد الهادف الذي نكتب لكي يعالج الخلل نكرر اذا استمر طاش هكذا فايقافه باب مطلب مع شكري لك.
محمد بن عبد العزيز اليحيى