الفنان,, إبراهيم الخليفة,, لـ االتشكيلية في البيت والمدرسة وجدت موهبتي طريقها للإبداع حب الوطن هاجسي والواقعية تجذبني غالباً |
*حوار وتصوير: خالد الخليفة
للفن التشكيلي وهجه الخاص,, وجاذبيته المتفردة,, فمن خلال اللون والفرشاة يستطيع الموهوبون في هذا المجال ايصال رسالتهم إلى عشاق هذا الفن والتعبير عن رؤاهم ومشاعرهم ومواقفهم تجاه كافة القضايا في شتى المجالات,, وكلما كانت الموهبة أصيلة والأساليب متنوعة ومتجددة كلما كانت الرسالة أبلغ,.
ومن بين الفنانين التشكيليين الذين حققوا البروز في فترة قياسية دون الاعتماد على الأضواء الإعلامية الفنان التشكيلي إبراهيم بن سليمان الخليفة,, أحد فناني محافظة الرس بمنطقة القصيم ورغبة من الجزيرة في إلقاء الضوء على مشواره الفني والتعرف على تجربته الفتية ومشروعاته القادمة,, كان هذا اللقاء,, فإلى تفاصيل حوارنا معه:
بداية المشوار
* في البداية,, خطواتك الأولى على طريق الفن التشكيلي,, متى وكيف كانت؟
المرحلة الابتدائية هي البداية الحقيقية لمشوار عشقي لهذا الفن حيث كنت من هواة ومحبي مادة التربية الفنية بما فيها من انطلاق واتساع أفق وفرص متاحة للتعبير عن المشاعر والرؤى فضلاً عن التنافس الإبداعي الشريف وهو ما لاحظه معلمي في ذلك الوقت حيث أخذ بيدي ويسر لي كافة السبل لمواصلة التحليق في هذه الأجواء الجميلة ثم ازدادت وتطورت هذه العلاقة بيني وبين اللون والفرشاة في المرحلتين المتوسطة والثانوية,, وكنت أجيد الخط العربي في هاتين المرحلتين وأشارك بفعالية في مختلف الأنشطة الطلابية الأمر الذي دفعني لتقديم المزيد من الأعمال الإبداعية.
رعاية الأسرة
* وهل وجدت الرعاية والتشجيع من الأسرة والوسط الذي تعيش فيه بشكل عام؟
أحمد الله انني نشأت في أحضان أسرة تدرك أهمية هذا اللون من الفن حيث هيأت لي الظروف المثالية للعطاء وساهمت مساهمة بارزة في تنمية موهبتي من خلال التشجيع والرعاية الكاملة وفتح النوافذ التي من خلالها تمكنت بحمد الله من متابعة الحركة التشكيلية بشكل أدق وشمولية أكثر ولوالدي بصفة خاصة دور كبير في ذلك ولا يزال حفظه الله يقف معي ويمنحني التوجيه والتشجيع والدعم غير المحدود يأتي ذلك في اطار الأسلوب التربوي الحضاري الذي يسير عليه مع كافة افراد الأسرة,, ولولا توفيق الله ثم ما حظيت به من جو أسري واع ما وصلت إلى هذه المرحلة المتقدمة من الإبداع.
الوطن,, هاجسي
* برزت بوضوح من خلال المناسبات الوطنية والتعليمية,, هل جاء ذلك من قناعات خاصة أم هناك عوامل أخرى؟
بكل تأكيد للقناعات الخاصة الدور الأكبر ثم يأتي بعد ذلك دور العوامل الأخرى,, فأنا أحب وطني وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي وهذا الحب يشكل لي هاجساً كبيراً منذ نعومة أظفاري ولا يستطيع الفنان الوقوف على جسر الإبداع مالم يكن هاجس الوطن القاعدة التي يقف عليها فرؤيته للوطن والناس تشكل الملامح الرئيسية التي تحدد هويته بين فناني العالم وبصمة الوطن تعطي العمل الإبداعي نكهته الخاصة وتجعل الرسالة الفنية أكثر وضوحاً وأسرع تأثيراً.
هويتي الفنية
* لوحاتك كما هو واضح تتسم بالعديد من الأساليب والمدارس الفنية,, أيها تجد نفسك فيها؟
عندما تتعانق الموهبة مع الدراسة المتخصصة والاطلاع الواسع والمتابعة الدائبة لدى الفنان لاشك ان ذلك سيعطيه الكثير من الأدوات والأساليب واتساع الأفق للمزيد من التنويع والابداع وهو ما وجدته من خلال تخصصي غير انني أميل الى المدرسة الواقعية لأنها الأقرب لفهم الآخرين لكن تظل مدارس السريالية والتجريدية والتكعيبية الأكثر مساحة في لوحاتي وأعتقد انني مع مرور الوقت وثراء الخبرات سأكون حريصاً على تحديد هويتي الفنية وتقديم رسالتي بشكل أكثر تميزاً.
ذاتيتي,, أولاً
* أثناء تنفيذك للوحة أيهما أقوى حضوراً,, ذاتيتك أم رغبة الآخرين؟
تبقى ذاتيتي الغاية التي أنشدها في كل لوحاتي,, أما رغبة الآخرين فانني أعتبرها في ذلك وسيلة للوصول الى غايتي وعلى كل فإنني اذا استطعت التوفيق بين الأمرين سأكون أشد سعادة.
المعلمون والمواهب
* بصفتك معلماً للتربية الفنية,, ما الدور الذي يجب أن يؤديه هؤلاء المعلمون في مجال رعاية المواهب الفنية؟
المواهب الفنية تبدو ملامحها الأولية في مراحل الدراسة,, ولذلك فان مسؤولية معلمي التربية الفنية مسؤولية كبيرة تجاه البراعم الفنية وما لم يقم هؤلاء المعلمون بدورهم الذي يفترض ان يقوموا به فإن هذه المواهب ستذبل وربما تموت فنياً والواجب علينا جميعاً ان نعمل على رعاية الموهوبين وتوفير كافة الوسائل والسبل التي تمنحهم فرصة الإبداع الى جانب تشجيعهم وتطوير مواهبهم وفتح المجال أمامهم للمشاركة في المعارض المدرسية والتعاون مع أسرهم في هذا المجال حتى لا يفقدوا القنوات التي يمكن لهم من خلالها طرح ابداعاتهم ومن المؤسف ان بعض المعلمين لا يكلف نفسه أي عناء لتحقيق ذلك وليس ابداع العلم شرطاً لكي ينجح في تقديم خدماته المهم الإخلاص والجدية والرغبة الأكيدة في رعاية هؤلاء الطلبة.
فخر واعتزاز
* أهديت بعض لوحاتك الأثيرة في نفسك الى كوكبة من الأمراء والمسؤولين,, كيف وجدت تفاعلهم معها؟
لا أخفي عليك فقد وجدت منهم الاهتمام والتشجيع الكبيرين وهذه الاهداءات نابعة من حبي لوطني وقيادته الحكيمة
وهي أقل ما يمكن أن أعبر به عن هذه المشاعر ويكفيني فخراً واعتزازاً انني عندما أهديت سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله احدى لوحاتي تأملها طويلاً وناقشني في بعض مدلولاتها ومعانيها,
كما منحني المزيد من الاصرار على مواصلة مشواري من خلال تشجيعه وتقديره لجهودي وسعادتي بلغت ذروتها وأنا أرى هذه اللوحة معلقة في مكتب سموه الكريم في صورة من أروع صور الاهتمام والرعاية.
كما أن لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم دوراً كبيراً في دعمي وتشجيعي وما اهتمامه الكريم باللوحات التي اتشرف باهدائها إليه إلا دافع قوي لي ولكل فنان تشكيلي في هذه المنطقة العزيزة,ولا شك ان لدعم وتشجيع معالي وزير المعارف الاستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد أثراً كبيراً في نفسي وهو يشرفني بقبول هديتي ويوجهني بعبارات عزيزة وصادقة لن أنساها.
مشروعاتي القادمة
* وماذا عن مشروعاتك القادمة؟
تم مؤخراً ترشيحي للاشراف على النشاط الفني في ادارة التعليم في محافظة الرس الى جانب زملاء أعزاء لهم باع طويل في هذا المجال وهناك بلا شك متسع من الوقت للمساهمة في مشروعات فنية قادمة غير انني حريص على المشاركة في مسابقات رعاية الشباب كما انني أستعد حالياً للمشاركة في المعرض التشكيلي الخامس لفناني القصيم مع أربعة فنانين آخرين وهو معرض تنظمه لجنة الفنون التشكيلية بفرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة القصيم.
|
|
|