بعد رعايتها,, لمعرض الطخيس والنغيثر الأميرة علياء بنت عبدالله لـ التشكيلية الاستفادة من مفردات الشرق الجمالية تحتاج منا للاهتمام لأنها تمثل بصمة يصعب التخلي عنها |
* جدة مريم شرف الدين
برعاية صاحبة السمو الملكي الاميرة علياء بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود,, أقام الفنانان علي الطخيس وابراهيم النغيثر معرضهما الثنائي المشترك يوم الثلاثاء الماضي بصالة المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة.
وقد جاء هذا المعرض مشكلاً تزاوجاً من الابداع المشترك ضمن أكثر من خمسة وستين عملاً فنيا جمع بين النحت التجريدي المتميز للفنان علي الطخيس والاعمال الزيتية التجريدية التعبيرية للفنان ابراهيم النغيثر.
الفكرة العامة للمعرض كانت جميلة باعتبار انها ساعدت على اعطاء المتلقي مساحة لتلمس الفروقات الابداعية بين التشكيل والنحت والاحساس بالقدرات التي قد ينفرد بها كل فنان من الفنانين المشاركين في هذا المعرض لابراز التكوين العام للعمل الفني.
ايضا الفنان النغيثر اعتمد اعتماداً كلياً على التراث الذي حاول اضفاء شيء من التطور لمكوناته وتناوله باسلوب يكاد يتشابه في مجمل الاعمال المطروحة في هذا المعرض,, وحتى وأن كان هناك عدد من اللوحات التي سبق له عرضها في معرضه الشخصي الاول الذي كان في جدة ، إلى جانب بعض الاعمال التي اعتقد انها كانت بعيدة بعض الشيء عن عاداتنا وتقاليدنا كما هو الحال اللوحة الراقصة.
الاعمال في مجملها كان يحيطها شيء من الدفء اللوني,, نتيجة لاهتمامه بالالوان الساخنة التي جعلت العمل التشكيلي في حالة من التأجج الواضح,.
اضافة الى ضربات الريشة التي منحت السطح العام للوحة ملمساً بارزاً أو فيه شيء من الخشونة وتكوين مفردة إلى أعماله التشكيلية والخروج بها من الملمح التقليدي العام لمسطح اللوحة.
الفنان علي الطخيس من خلال اعماله الفنية النحتية استطاع تطويع مقومات الطبيعة الصلبة لصالح مكنونات العمل الابداعي واعطاء هذه الاعمال احساس الفنان الصادق لابراز مكوناتها,, وتحويلها من قطع صخرية الى قطع فنية مفعمة بالابداع والحيوية,, واعتماد الفنان الطخيس في نتاجه الابداعي من الخامات الصخرية المتوفرة في مناطق المملكة ومنها بالذات المتوفرة في منطقة الدوادمي,, يؤكد على الرصيد الكبير المتوفر لدينا من هذه الخامات التي تكاد تكون مهملة,, بينما تمكن الفنان من خلال مقدرته الاستفادة منها وتحويله لها ايضاً إلى قطع فنية جديدة باعجاب الجميع.
من الخامات التي استخدمها الفنان الطخيس في هذا المعرض ,,(ابو سداين) ذات الطبقة الثلجية وهذه الخامة عبارة عن صخرة تحتوي على حبيبات رفيعة وبلورات بيضاء دقيقة متناثرة داخل القطعة التي يميل لونها الى اللون الاخضر الشفاف,, التي تعود في اصلها الى ذرات بركانية تكونت نتيجة هذه الحمم البركانية للبرودة السريعة.
وهذه القطع قد حظيت باعجاب الجميع.
على هامش المعرض كانت لنا وقفة مع صاحبة السمو الملكي الاميرة علياء بنت عبدالله بن عبدالعزيز,.
وعن رؤيتها العامة للمعرض ومرئياتها حول مقدرة الفنان الطخيس في تطويع الصخور إلى قطع ناطقة من الابداع,, تحدثت سموها قائلة:
في الواقع هذه تعتبر المرة الاولى التي اشاهد فيها معرضا للنحت وبالذات لدينا في المملكة واكثر ما اعجبني في هذا المعرض مقدرة الفنان على التكوين لان خامة الصخر صلبة جدا وبالطبع عندما يتعامل معها بهذا الاسلوب ومحاولة تطويعه لها من خلال انامله إلى الاشكال التي يرغب هو في تكوينها,, فهذا بحد ذاته يعتبر امرا رائعا بصراحة.
أضافة الى هذا محاولته الاستفادة من مقومات الخامة نفسها,, واعطاء القطعة ايماء من التمازج,, وخلق تزاوجا جميلا فيها يجمع بين الصقل المتناهي للقطعة وبين تركه لبعض الاجزاء منها على طبيعتها لايصال الفكرة الى المتلقي ,, وبصراحة هذا للغاية رائع.
وعن مرئياتها حول الجانب الابداعي في اعماله,, قالت سموها:
كما أعتقد أن عملية النحت والتعامل مع الصخر بحد ذاته يعتبر عملا ابداعيا وعلى سبيل المثال: لان كل انسان قد لايمتلك المقدرة التي تمكنه من التعامل معه هذه الخامة,, وحتى في حالة لو فكر فيها ان يخوض هه التجربة واحضار الصخور الا ان الوضع سيبقى فيه شيء من الصعوبة حتى يستطيع الوصول إلى الناس واخراج الشيء الذي يرغب هو في ايصاله الى الناس.
ولكن اكيد ان الفنان له تجربته الطويلة وخبرته المليئة بالابداعات,, وسبق له ايضا اقامة العديد من المعارض الاخرى.
والجميل في ابداعه ان له المقدرة على التعبير عما بداخله من هذه المادة الصلبة التي ليس بمقدور اي انسان السيطرة عليها إن لم يكن هو قريبا منها وتكون هي ايضا طوع يديه,, بينما اللوحة يبقى التعبير فيها أسهل من التعامل مع الصخر,, وهذا مما مكنه أن يجسد منها العديد من المعاني.
واضافت سموها:
اما بالنسبة للوحات,, فاللوحات جميلة للغاية الا ان مالفت انتباهي اليها لمسة الحزن التي تعتري بعض اللوحات منها,, في ذات الوقت الالوان الموجودة فيها تحمل العديد من دلالات الفرح,, وفي رأي جميل ان يكون الواحد متضايقا مثلاً,, الا انه مع ذلك يوجد لديه أمل اكثر في الحياة, واكيد ان الله سبحانه وتعالى يشعرنا دائما بوجود الامل.
وما لاحظته في لوحات النغيثر وجود بعض الامل فيها حتى مع لمسة الحزن وأجمل مافيها تراثنا الموجود بين مفردات العمل التشكيلي.
وعن الاعمال التي اعجبت سموها من بين مجمل اعمال المعرض قالت سموها:
لقد أعجبتني اللوحات للغاية,, لكن ربما باعتبار انها تعتبر المرة الاولى التي افتتح فيها معرضا يحتوي على النحت,, فقد راق لي كثيراً واعجبتني منه القطع المكونة من الخامة أبو سداين ذات الطبقة الثلجية التي يميل لونها الى اللون الاخضر ، اضافة الى المنحوتة الاخرى من خامة الرخام على شكل باسم التمكين وحتى فكرة موضوعها كانت جميلة للغاية.
وكما ذكرت بالنسبة للوحات في مجملها كلها حلوة الا انني تعلقت بشكل اكثر بالنحت,, لانني لاول مرة اشاهده فيها.
وعن مرئياتها حول امكانية الاستفادة من اعمال الفنان الطخيس كمجسمات جمالية من الميادين العامة:
أضافت سموها:
انه من الممكن الاستفادة منها فعلاً,, ومنها على سبيل المثال القطع الفنية التي تتشابه في تكوينها مع القبضة والتي جاءت تحت مسمى (الترابط) اضافة الى وجود العديد من القطع منها لها معنى جميل للغاية.
ولكن طبعاً باعتبار المرة الاولى التي يتجول فيها الانسان بين جنبات هذا المعرض,, الا انه يبقى أو يحتاج الى اكثر من جولة,, حتى يكون بمقدرته التأمل اكثر واكتشاف المفردات الموجودة في العمل,, والتعرف على المعنى ايضاً.
ولكن اذا توقفنا أمام كل قطعة منها من المؤكد سيكون بامكاننا الاستفادة منها كجماليات في الميادين العامة,, وبالذات لمعانيها الحلوة كثيراً.
سألت سموها,, من خلال ما اشارت هل تفضل سموها أن توجه فنانينا للاهتمام بالبيئة السعودية او الخروج من هذا الاطار؟
قالت سموها: طبعاً لا: وبالعكس انا افضل بان يكون لهم اهتمامهم الاكبر بالبيئة,, لانه حتى اذا نحن تطلعنا على الغرب نجدهم قد عادوا للاستفادة من بيئتنا الشرقية ومن المفردات الجمالية الموجودة فيها,, وقد لايعقل بان نأتي نحن ونتخلى عنها.
لهذا افضل ان ينصب اهتمامهم بشكل اكبر بالبيئة السعودية ولكن بالطبع مع التطور,, لاننا في كل عام نلمس هناك بعض التطورات,, وتطور كل جيل عن الآخر ولكن هذا لايمنع من أن تظل بصمتنا نحن,, والتي تمثل بصمة بلده هوأو بصمته كعربي,, ان تكون متواجدة كذلك في لوحته.
الفنانة التشكيلية فوزية عبداللطيف
قالت عن المعرض:
بالطبع وبعد مشاهدتنا الاعمال الموجودة في هذا المعرض,, الفنان علي الطخيس قد اعطانا نماذج مختلفة من المجسمات الجميلة للغاية وكما اتضح لنا أن كل قطعة منها تحتوي على مجهود ليس بالقليل لابرازه لهذه التحفة التي استغرقت منه الوقت الكبير وهذا مما يجعلنا نبارك له هذه الجهود الملموسة,, وان شاء الله ان تكون هذه البداية للمزيد والمزيد من الاشياء الاجمل.
اما بالنسبة للفنان ابراهيم النغيثر فلا استطيع القول بان هناك لوحة واحدة قد اعجبتني ,, وانما معظمها قد شدتني اليها ومن خلال ملاحظتي لهذه الاعمال أجده متأثرا تماماً باسلوب بيكاسوا والاستايل يكاد أن يكون واحد جميل الى درجة انه استطاع فيها خلق شيء من التمازج المتقارب بين هذه الالوان وعدم محاولته لتشتيت مخيلة المتلقي أو ابعاده عن دائرة تلك الاعمال وانما محاولة جذبه لمجمل تلك اللوحات,, التي عبرت جميعها عن التراث,, ولكن وكما ذكرت باسلوب يتشابه مع اسلوب بيكاسوا.
|
|
|