آلاف القتلى، وعشرات الآلاف من الجرحى، والخسائر الاقتصادية تفوق سبعة مليارات ريال سنويا، نتائج مرعبة ومذهلة لحرب السيارات في شوارع وطرق المملكة.
والارقام التي نشرتها الصحف في اطار التوعية للحث على استعمال حزام الامان في السيارات تثير الهلع والرعب لدى الانسان الذي اصبح وانا واحد منهم يتجنب ركوب السيارات الا للضرورة خاصة اذا كان الطريق الذي يسلكه احد الطرق التي تحولت الى مضمار سباق .
ومشكلة حوادث المرور في بلادنا كما في باقي الدول، اصبحت مشكلة خطيرة بل ومستعصية، ورغم الجهود التي تبذلها الجهات المسئولة ووجود مراكز ابحاث ودراسات عديدة واهتمام الاعلام المرئي والمسموع والمقروء، ووجود خبير متخصص مافتىء يبحث ويقدم الدراسات، ذلك هو الاستاذ الدكتور علي الغامدي، الا ان المشكلة لا تزال عصية على الحل، وضحايا حوادث السيارات في ارتفاع حتى اصبح يفوق ضحايا الامراض الخطيرة والحروب، ولذا فإن مواصلة الحديث عنها وتناولها بين الحين والآخر وعدم الاعتماد على النشر في المناسبات فقط كأسابيع المرور، والتشجيع على استعمال حزام الامان وغيرها من المناسبات المؤقتة، وينتهي الامر، في حين تتواصل الحوادث وتتأزم المشكلة اكثر فأكثر.
ولعل التركيز على الاسباب الجوهرية للحوادث المرورية ومواصلة التذكير والتنبيه لها اعلاميا هو ما يجب ان نقوم به كإعلاميين ، تاركين للمختصين والخبراء معالجة المشكلة علميا.
وكمواطن وكمتضرر من حوادث المرور اشير الى نقطة اكدها الخبير المروري الدكتور علي الغامدي واللواء حسان الغاطي قائد امن الطرق وغيرهما من المتعاملين مع الحوادث المرورية، تكمن في الانسان، ونعني بالانسان قائد السيارة، حيث اثبتت الدراسات والاحصاءات ان معظم حوادث السيارات سببها السرعة الزائدة ومع هذا لا يجد هؤلاء السائقون المتهورون الذين يقودون سياراتهم بسرعة الطائرات العقاب الواجب، فعند حصول حادث مروري تأتي شرطة النجدة والدوريات وتبدأ التحقيق، وتكون المفاجأة ان الذي يسير بسيارته بسرعة 180 كم في الساعة وفي شارع العليا، يتحمل في نظر محقق الامن الشامل 25% في حين تضع المسئولية 75% على السائق الذي تحول من اليمين الى اليسار والذي لم يكن يتصور ان تكون هناك سيارة تطير خلفه يحاول سائقها قتله مع سبق الاصرار لقيادته سيارته بسرعة تفوق قدرة انسان سوي على التحكم بمكابح التوقف او السيطرة على مقود.
هل نظام المرور سبب في كثرة الحوادث,؟ هل عدم المام محققي الدوريات وحرصهم على سرعة نقل السيارات المتضررة من وسط الشارع، واعتمادهم على النسب المئوية فقط، سبب في تشجيع المتهورين على القيادة بسرعة جنونية؟ نأمل ان نجد حلا لهذه الاشكالات التي يعاني منها الكثيرون، وتشجع المتهورين على تحويل شوارع المملكة الى ساحة حرب وقبل ذلك نأمل ان نسمع ردا من الدوريات والنجدة، وهل اعدوا رجالهم للقيام بإجراءات التحقيق المعتمدة لحوادث السيارات وفق الاساليب العملية المتبعة، ام يظل الامر اجتهاديا يترك لتقدير وفطنة رجال الدوريات التي قد لا تكون صائبة دائما.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com