مكتبة الملك عبد العزيز العامة صرح جدير بالإشادة والاعتزاز د, رافدة الحريري مركز الدراسات والتقويم |
شاقني من خلال ترددي على مكتبة الملك عبد العزيز العامة (القسم النسائي) أن أتوغل داخل اعماقها وأطلع على أقسامها واقف على امكاناتها ولم يكن ذلك بدافع حب الفضول لكنه كان بدافع الفخر والاعتزاز لاسيما وأنا أرقب عن كثب بناتنا الطالبات منشغلات في أروقة المكتبة المختلفة في البحث والدراسة مما يسعد النفوس ويفرح القلوب,مكتبة الملك عبد العزيز العامة صرح غني عن التعريف، فهي احد المعالم البارزة والمتميزة منذ فترة ليست بالقصيرة,, انها واحدة من مكرمات صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الأمير عبد الله بن عبد العزيز الذي سار على نهج السلف الصالح في تشجيع العلم والعلماء واكرام العلم بإنشاء هذا الصرح الرائع على نفقته الخاصة وتزويده بأحدث الاجهزة العلمية عالية الجودة وذلك لاثراء الحياة الثقافية لدى المواطن السعودي وفقاً لما حث عليه ديننا الاسلامي الحنيف من طلب العلم كفريضة على كل مسلم ومسلمة, والمكتبة مؤسسة خيرية ثقافية هدفها توفير العلم والمعرفة لروادها وتشارك في خدمة المجتمع عن طريق تقديم ندوات ومحاضرات عامة تخدم احتياجات المجتمع وتطلعاته، وفي الحقيقة ان من يتجول داخل مكتبة الملك عبد العزيز ويلمس الفرص والامكانات المتاحة لتسهيل خدمات الدراسات والبحث العلمي يشعر بالفخر والاعتزاز ويطمئن لوجود هذه التسهيلات الكبيرة لخدمة العلم وطلابه.
كنت أجوب أرجاء المكتبة التي غصت بأعداد الكتب الضخمة في جميع التخصصات ومن جميع الثقافات التي تتلاءم وطبيعة مجتمعنا كما شملت عدداً لا يستهان به من المخطوطات والرسائل العلمية والخرائط والوثائق بعد فهرستها بكتاب أنيق مستقل اضافة الى الدوريات والموسوعات والبحوث والمجلدات مختلفة الموضوعات، بل تعدت ذلك لتخصص ركناً للتراث والعملات النادرة القديمة.
والمكتبة وفرت، بفضل الله ثم بفضل جهود القائمين عليها، مركزاً واسعاً للوسائل السمعبصرية مزوداً بأحدث الأجهزة العلمية متعددة الأغراض مما اضفى السعادة الى نفوس الطالبات والباحثات ولم تتوقف عند هذا الحد من العطاء، بل امتد عطاؤها لتقدم المطبوعات الخاصة بها والثرية في معلوماتها بتقديمها كل جديد في مجال العلوم والفنون والآداب والثقافة بأنواعها وقامت بتوزيع نسخ من هذه المطبوعات مجاناً على العديد من المؤسسات العلمية والجمعيات ودور العلم في داخل المملكة وخارجها بغية تحقيق هدف تبادل الانتاج الفكري ونشر كل ما هو جديد وذو فائدة علمية, ولقد نظمت المكتبة برامج لخدمة المجتمع كالندوات والمحاضرات التي قدمت وتقدم باستمرار كمسألة توعوية وتثقيفية وتربوية وعلمية لدعم حصيلة أفراد هذا المجتمع والتصعيد من وعيهم الثقافي وامدادهم بكل ما هو مفيد لمواجهة تحديات العصر ومتطلباته، ولم تقتصر تلك الخدمات على القسم النسائي في المكتبة، لكنها توفرت في قسم الرجال أيضاً والذي يحتوي اضافة الى كل ما ذكر، على مراجع وكتب وموسوعات ودوريات باللغة الانجليزية من الممكن بكل سهولة ايصال ما يطلب منها الى القسم النسائي وخلال دقائق معدودة وذلك عن طريق جهاز سير خصص لهذا الغرض, ومكتبة الملك عبد العزيز العامة تقوم بقسميها الرجالي والنسائي باستقبال المتدربين والمتدربات من الطلبة والطالبات من مختلف الكليات والجامعات بالمملكة والذين ينتمون لاقسام المكتبات,ولكي تشجع المكتبة - القسم النسائي - بقاء الطالبات فيها لأطول فترة ممكنة دون كلل او ملل، فقد زودت بمطعم بسيط لاستراحة الطالبات في ركن بعيد عن قاعات المطالعة والبحث, واستغلت المكتبة هذا الصرح العظيم فرصة توفر البريد الالكتروني لتقدم جميع فهارسها وقواعد البيانات فيها وخدمات البحث والارشاد المرجعي من خلال شبكة الانترنت.
ولعلّ ما تجدر الاشارة اليه هنا - هو ان المكتبة شملت بخدماتها المتميزة جميع فئات المجتمع رجالاً ونساءً واطفالاً، فمكتبة الأطفال التي خصص لها مبنى انيق مناسب واحتياجات الطفل مزودة بأحدث القصص والوسائل، كما انشىء فيها مسرح فاره للأطفال لتنمية مهاراتهم الحركية واللغوية والاجتماعية ولتعليمهم من خلال ذلك كما وفرت لهم ركناً هادئاً لسماع القصص التي خصصت كل مجموعة منها لفئة عمرية معينة,, هذا اضافة الى الألعاب التعليمية والترفيهية.
ولم يتوقف عطاء المكتبة عند هذا الحد بل كانت وما زالت وستظل إن شاء الله قائمة على خدمة المجتمع بتقديم اقصى ما يمكن تقديمه من خدمات كالمعارض المتعددة والانشطة الثقافية المتوالية كما قامت بإنتاج برنامج حاسوبي باللغتين العربية والانجليزية عن تاريخ الملك عبد العزيز طيب الله ثراه يتضمن عرضاً لمسيرة التوحيد والبناء مدعماً بالصور والخرائط ومتصلاً بشبكة الانترنت.
هذا غيض من فيض، فمن يزور المكتبة ويسترجع منجزاتها ويستخلص من القائمين عليها ما قدمته وما تقدمه من خدمات امتدت لتشمل الدوام على فترتين صباحية واخرى مسائية بغية تقديم الأفضل، يسعد حقاً بهذا العطاء الوافر الذي لن ينضب بإذن الله.
والقسم النسائي في مكتبة الملك عبد العزيز العامة يشدّك اليه أول ما يشد تلك الحفاوة الطيبة والابتسامة الصادقة التي تقابل الزائرة بها من قبل المسؤولات عن المكتبة سواء المتواجدات في الفترة الصباحية أو المسائية، وعلى رأسهن الزميلة الاستاذة نورة الناصر مديرة المكتبة والتي عرفت بدأبها المستمر ونشاطها الدائم وحماسها الشديد لخدمة وطنها بتقديم اقصى ما يمكن تقديمه وكذلك الأخت الاستاذة منيرة الفوزان التي نراها تروح وتغدو دون كلل او ملل لمتابعة احتياجات الطالبات والرد على تساؤلاتهن, وفي الحقيقة ان روح العمل الفريقي والتعاون القائم على الاحترام والمحبة نألفه هناك حين نتابع اعمال الاستاذات جواهر سعد الشريهي، هند العبد الله، هيا الراشد، ونوال الفوزان وغيرهن العشرات ممن تبوأن مراكز مختلفة كلٌ حسب طبيعة عملها، مما يثلج الصدور ويبعث على الاطمئنان عندما نرى المواطنة ذات كفاءة عالية وتدريب جيد اضافة الى تمسكها بالقيم والمبادىء الاسلامية الطيبة كالترحيب والابتسامة والمساعدة وهدوء الحديث واستغلال الوقت لخدمة المصلحة العامة والاهتمام بمبدأ العلاقات الإنسانية ,, تحية اعتزاز وتقدير واعتراف بالفضل الى كل من ساهم في اعلاء شأن هذا الصرح العلمي الرائع,, ابتداءً من صاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس الحرس الوطني الأمير عبد الله بن عبد العزيز صاحب هذه الفكرة النيّرة ومنفذها والمتبرع بإقامتها فليجزه الله خيراً عن طلاب العلم، والاستاذ فيصل بن معمر المشرف على المكتبة والذي عرف بحنكته وعطائه المستمر، وللرعاية النسائية كل تقدير وتحية عرفان بالجهود المتميزة والحضور الدائم وعلى رأسهن صاحبة السمو الأميرة حصة الشعلان حرم سمو ولي العهد صاحبة الحضور الدائم والرعاية المستمرة لنشاطات القسم النسائي، وكذلك للقيادة النسائية المتمثلة بالزميلة الكريمة نورة الناصر وكافة اعضاء المكتبة العزيزة.
أرجو ان يكون مقالي المتواضع هذا دعوة صادقة لبناتنا الطالبات للإكثار من التردد على المكتبة ونهل العلم منها والاستفادة من امكاناتها ما أمكن ذلك,, والله من وراء القصد.
|
|
|