* غروزني الفرنسية كريستوف بودوف رويترز: ماريا ايزمونت
على صعيد آخر اكد العسكريون الروس بوضوح في الايام الاخيرة ان هدفهم في الشيشان شمال القوقاز هو الانتصار وسحق المقاتلين وليس التوصل الى مخرج تفاوضي للأزمة على غرار ما حصل في 1996م.
ويبدو انهم يحظون في مسعاهم هذا بدعم كامل من السلطة السياسية ولاسيما من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الآمر الناهي في الملف الشيشاني والمؤيد اعتماد الشدة باسم مكافحة الارهاب ,وكتبت صحيفة موسكو تايمز الصادرة بالانجليزية تقول: من الصعب ان نعرف بوضوح كيفية توزيع المهمات, لكن يبدو على الاقل ان الجنرالات الروس حصلوا من رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ومن الرئيس الروسي بوريس يلتسين على درجة من الاستقلالية لا سابق لها لخوض هذه الحرب.
وكشف وزير الدفاع الماريشال ايغور سيرغييف للمرة الاولى الاربعاء ان الهدف من العملية العسكرية ليس القضاء على الارهابيين فحسب بل اعادة الشيشان بكاملها الى سيادة اتحاد روسيا.
وشدد الماريشال سيرغييف على ان الجيش يحظى بدعم الرئيس يلتسين الكامل ويفهم انه لن يوقف في منتصف الطريق.
بيد ان صحف موسكو تحدثت يوم الجمعة للمرة الاولى عن خلافات محتملة بين الجيش والكرملين غداة تصريحات مفاجئة للجنرال فلاديمير شامانوف قائد الجبهة الغربية في الشيشان.
وقال الجنرال شامانوف خصوصا ان عددا من الضباط بمن فيهم جنرالات مستعدون للاستقالة اذا اوقف الجيش خلال تقدمه داخل الشيشان معتبرا ان صفعة جديدة مباشرة ستقضي على ضباط الجيش الروسي.
وذكرت صحيفة موسكو فسكي كومسوموليتس الشعبية ان رئيس هيئة الاركان اناتولي كفاشنين اتصل شخصياً ببوريس يلتسين الذي يمضي عطلة في سوتشي على البحر الاسود، مهددا بالاستقالة في حال فتح مفاوضات.
واكدت الصحيفة ذاتها ان رئيس ادارة الكرملين فلاديمير فولوشين ومعاونه سيرغيي بريخودكو القلقين على صورة روسيا السلبية في الغرب، قد يكونان طلبا من الجنرالات ان يستعدوا لمفاوضات محتملة مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف.
لكن فاليري مانيلوف مساعد اناتولي كفاشنين استبعد كليا أول أمس الجمعة حصول أي مفاوضات مع مسخادوف المتهم بالتحالف مع الارهابيين .
ونفى الجنرال مانيلوف ايضا الشائعات حول تهديد كفاشنين بالاستقالة قائلاً: كل ماتتناقله وسائل الاعلام حول احتمال استقالة كفاشنين وحول تناقضات مفترضة بين السلطتين المدنية والعسكرية اكاذيب وتشهير وتشويه للوقائع.
ويبدو حتى الان ان مصالح الجيش ومصالح الحكومة تلتقي.
وتزيد شعبية رئيس الوزراء بوتين وهو صقر بين الصقور، يوما بعد يوم ويطرح اسمه على انه مرشح رئاسي جدي، ولا يتأثر بوتين بالانتقادات الخارجية بل ان الرأي العام يحبذ صرامته.
ويسعى الجيش الروسي الذي تلقى صدمة كبيرة خلال الحرب الروسية الشيشانية، الى الثأر فبعد 21 شهرا من المعارك منيت القوات الروسية في آب اغسطس 1996م بهزيمة نكراء في المعركة للسيطرة على غروزني.
من جهة أخرى غادر آلاف من اللاجئين ماقالوا انه مدن اشباح مدمرة في الشيشان بينما شنت الطائرات الروسية المزيد من الغارات في اطار الحملة المستمرة منذ ستة اسابيع ضد المتمردين الاسلاميين.
ونقل عن مقر قيادة الجيش الروسي في موزدوك الواقعة خارج الشيشان مباشرة قوله ان الطائرات نفذت اكثر من 100 طلعة على الشيشان خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية مما أدى الى مقتل اكثر من 100 من المتطرفين والحاق اضرار بمعسكراتهم.
وامكن للاجئين الذين انتظر بعضهم اسبوعين على الحدود التحرك بحرية من الشيشان لليوم الثاني على التوالي بعد ان اعادت موسكو فتح سبيل المرور عبر نقطة تفتيش على الحدود مع الانجوش.
وقال ادريس الجوكاييف من سرنوفودسك الواقعة قرب الحدود داخل الشيشان بعد ان عبر الى الانجوش انه: لم يتبق هناك اكثر من 20 في المئة من الناس,, اما لانه ليس بامكانهم المغادرة بسبب كبر السن واما لانهم يخشون الروس.
واختار بعض مئات من اللاجئين السير عبر طريق جبلي خطر الى جورجيا.
وتحدث اللاجئون عن قصف روسي لا يكاد ينقطع وهجمات بالصواريخ على قرى شيشانية وقال بعضهم ان الكثير من القنابل انفجر على ارتفاع امتار من سطح الارض لتتطاير منها شظايا معدنية حادة.
واثارت الهجرة الجماعية للاجئين وتزايد عدد الضحايا المدنيين انتقادات غربية للعمليات الروسية.
ورفض جنرال بارز الانتقادات التي صدرت احداثها اول أمس عن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت.
وقال فاليري مانيلوف النائب الاول لرئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الروسي ان الانتقادات الغربية تعتمد على مايسمى تأثير سي ان ان ويشير الجنرال بذلك الى الشبكة التلفزيونية الامريكية.
وفي نفس الوقت نقل عن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قوله لنظيره التركي ان موسكو تريد دعما دوليا لحملتها بما في ذلك دعم من الدول الاسلامية.
|