* دمشق واس
بذلت محافظة حماة الواقعة وسط سوريا جهودا كبيرة من أجل اعادة الحياة الى رمز من رموزها السياحية وهي النواعير التي توقفت بسبب جفاف نهر العاصي الذي يمر بها فتغني النواعير أنغاما من خلالها تنقل المياه الى أعلى شطان النهر.
ولأن السائح أو المواطن لم يعتد على رؤية النواعير واقفة فقد قامت الجهات المعنية ببذل قصارى ما تستطيع كي يستمر دوران النواعير وكلها باءت بالفشل اذ يبدو ان غير مياه النهر لن تستطيع دورانها.
ويذكر ان النواعير توقفت مرة عند انشاء بحيرة قطينة لمدة 48 ساعة ومرة أخرى عند انشاء سد الاستن الى الجنوب من حماة.
ويذكر ان النواعير هي حتى الآن الوسيلة الأنجع في نقل المياه من النهر للأعلى فقد استطاع الانسان من خلالها التغلب على عصيان نهر العاصي الذي سمي باسمه لارتفاع شواطئه وصعوبة جر المياه منه فما كان افضل واجدى من الناعورة وسيلة فهي لا تلوث الهواء ولا تحتاج لجهد الانسان والوقود اذ إن أفضل المهندسين الذين درسوا وسائل الري في العالم القديم يشير إلى أنها من أروع وسائل الري في العالم القديم والحديث لما تتسم به من صفات.
وحماة تضم 98 ناعورة منها 17 في المدينة والباقي قبل المدينة وبعدها وهي إما ان تسمى باسم بانيها أو باسم المكان.
والنواعير تصنع من خشب الجوز الذي يمتاز بالقساوة وطول العمر حسب ما صرح به علامة حماة ومؤرخها وليد قمباز مشيرا إلى أن قلب الناعورة يبقى عشرات السنين ان كان من الجوز وقال ان حماة ومدينة اريحا الفلسطينية هما الوحيدتان اللتان تسريان فيهما الحياة باستمرار فحماة يعود تاريخها للعصر النيولي الحجري الحديث قبل الميلاد.
وشكل نهر العاصي على مر الزمن ملاذا لانسانها اذ تدل المكتشفات الأثرية هناك على وجود الانسان منذ مليون عام وقد ورد ذكر حماة في وثائق ايبرا وسميت بايمتي الحثية وضمت الارامية وتعني القلعة أو الحصن ويقال كما اشار قمباز بأن اسمها يعود الى ابناميا اعترافا بالامبراطور السلوقي ابقا نوس الرابع.
كما يقال عن حماة مدينة ابوالفداء أو مدينة النواعير ويعود منسب ابوالفداء الى العرب العدنانيين والبعض ينسبه الى البيت الأموي.
أما الناعورة فقد سميت بهذا الاسم للصوت الذي يصدر عنها ويسمى النعير وهو في اللغة صوت اقصى الأنف ويقال امرأة نعارة أي صاخبة.