منذ أن كثر المال في أيدي الناس, وهو علامة من علامات الساعة والناس يتفننون في البيع والشراء, ويحدثون أماكن للتجارة, من مطاعم ومخابز ومتاجر وتشاهد المنافسة على أشدها, حتى الذين ليس لهم ما يؤهلهم للتجارة دخلوا ميدان المعركة فغرق من غرق وتعلّم السباحة من لم يجدها,, والبعض ظن انه قد ربح,, وهو يا دوبه استرجع رأس ماله,, أما الذين كسبوا,, فقد وضعوا أيديهم على قلوبهم كما يقال, وحمدوا الله ان جاءت الطقه سليمة,, وتشاهد المنافسة غير المدروسة في شكل اللون الواحد من التجارة في رتل واحد من الأسواق والدكاكين,, وهذا يعكس حب الاستئناس لدى عليمية التجارة, وكثيرون قفلوا دكاكينهم ولم يدفع بعضهم إيجار الدكان, والضحية المالك, وحتى لا يدفع هؤلاء دم قلوبهم لدى الحقوق, غنموا من إيجاراتهم مفاتيح الدكاكين,, والحيطان المشوهة والحمامات المكسرة,, واللمبات المحترقة,, وسوء الاستعمال ومن يحمي هذا,, وهذا,, لا أحد,, وهكذا هي حياتنا لا يحكمها نظام مدني تجاري.
واليوم,, خرجوا علينا بشكل آخر في البيع والشراء, فامتلأت صفحات الجرائد بالاعلانات عن العملات,, لدرجة ان الذين تذكروا ان لديهم بيزات وهللاً وأرباع قروش وأنصاف قروش حلموا بالثروة,, يريد هؤلاء ان يجربوا,, وأن يهزوا عقول الشعب السعودي,, بل ان البعض بدأ في المراجعة فذهبوا الى قراهم التي هجروها من سنين يبحثون في البيوت القديمة عن المحاحيل والدراج والأبواب الملونة والمناحيز والرحى, لعل ان يبعث الله لهذه البضائع سوقاً هي الأخرى,, بل إن بعض الهازلين اقترح على صديق له أتعبه خاله الطاعن في السن, بأن يعلن عن بيعه بحكم انه شيء قديم.
يا ناس, ما أسرع ما نصطفق وننساق خلف ناعق, ونقلد الآخرين بشكل عجيب,, ولو مططت لهاتك بالصراخ والتأوه, لوجدت من يصفك بالغفلة,, فهم في الغرب يبيعون الاثريات بملايين الدولارات قلت,, ان الله قد خلق الخلق مختلفي التفكير والعقول، وخلق معهم ارزاقهم والرزق لا يأتي بقوة الحجة والبرهان,, ولو كان ذلك كذلك,, لما قال شاعر قديم:
ولو كانت الأرزاق تجري على الحجى هلكن إذن من جهلهن البهائم |