في العالم الثالث- ونحن طرف فيه- لم تعد المرأة تستطيب تسميتها بالجنس الناعم لأن جلدها اصبح اكثر خشونة وكذلك اطرافها -غير الملونة- وتفكيرها, لذا فإن تدليلها بمثل هذه العباراة شأن الأطفال يقلل من فاعلية حضورها في الحياة الانسانية ويطيح بالانجازات التي رسمتها على خارطة اكثر من مجتمع في طريق التقدم رغم التغييب الذي يمارسه الرجل باعتبار دخولها مفازته من قبيل محسنات المنزل - نضارة وحيوية ورشاقة- فلا تلمس نفس الاهتمام بقضاياها - وابادر الى توضيح هذه الجملة بأنها كامرأة تشكل نصف المجتمع لها دورها وكذلك مشكلاتها التربوية واحتواء متطلبات الحياة الزوجية, إذ - للحق- ليست كل زوجة هي ربة بيت بالسليقة انما نجد نساء كثيرات في مقتبل العمر - سيدات هذا العصر- لا يفقهن شيئا مما هو على عاتقهن - لأن الوفرة المالية التي كانت ثم لفظت انفاسها اتاحت لها هامشية الدور في غياب التوجيه السليم والوعي المفقود من المدرسة والمنزل فهي تختبىء وراء المتطلبات الحديثة للمنزل التي من خصائصها النابية ايجاد خادمة ترعى المنزل أو بالأحرى -تسمية - تساعدها في رعاية المنزل وهي في الحقيقة سوف تتولى كافة أموره -كأجيرة لا ترفض أي أمر يعطى اليها- ابتداء من الرد على الهاتف وانتهاء بتغيير ملابس الرجل والابناء وتفقدها يوميا.
والمفروض في غياب الخلفية التي تتجاهلها الأمهات نحو مسؤوليات بناتهن في منازل الزوجية - قبل انتقالهن الى منزل المستقبل- ان الزوجة تتعلم وتستفيد من هذه العاملة المنزلية الوافدة انما الذي يحدث كامتداد لعدم ادراك تحمل المسؤولية التي لم تغرس في ذهنها يرمين بكافة الثقل على هذه الأجيرة حتى يتفرغن لعملهن- ان كن موظفات وهو عذر قد يكون مقبولا من حيث المبدأ- وان لم يكن ينبغي ان يأخذ كافة التفكير والوقت باعتبارها فترة محددة بأوقات العمل وليس على كافة المدى والدليل ان المرأة الغربية التي هي المثال في مثل هذه الحالة لم تتخل عن مسؤوليتها التاريخية والأساسية في تربية الأبناء والعناية بالزوج والمنزل وليس من باب المفخرة ان تتباهى المرأة العاملة بأن وقت فراغها ينصرم في الاستعداد لعمل اليوم التالي - من باب الاخلاص- لأن في ذلك استهانة بمسؤولياتها الأساسية التي قد تدفع الرجل الى الشكوى وهو ما نلمسه كنتيجة تدفع الرجل المتذمر الى البحث عن وسائل اخرى لتفريغ ذلك التذمر والشكوى سواء بهجران المنازل -يدفع ثمنه الأطفال تمهيدا لتداعي اركان المنزل- أو بتفعيل وقت الفراغ الروحي- بما يؤدي وهو من سلبيات انصراف المرأة في رعاية الزوج وابعاد ذلك الفراغ في البحث عن المرأة وغيرها مما يجعل المرأة تصرخ- عقب فوات الأوان- بأنها مظلومة مع ان العوامل التي ذكرناها الى جانب غياب الوعي هي أهم الأسباب التي أدت الى تلك النتيجة.
والمرأة شأن الرجل في كافة الأحوال بحاجة الى التثقيف حتى تتسع مداركها وتستوعب رسالتها ودورها الاجتماعي وليس ما يخص الجانب الوظيفي الرسمي فحسب لأن اتساع المدارك وتعدد مناحي المعرفة ووسائل فضاءاتها من شأن ذلك ان يجعلها تتعامل مع كافة مستجدات ظروفها بعقل راجح ونظرة شمولية.
فالزوجة ليست مشاركة للرجل في غرفة النوم فقط وانما في كافة شؤونه الحياتية لتكون عونا له حتى في وظيفته لأنها تقاسمه همومه وتطلعاته في العمل ايضا وتدفعه بتلك المشاركة الى تلمس سبل النجاح.
ويؤسفني ان أكثر المؤسسات الثقافية تتجاهل حاجة المرأة الى اثراء تجربتها واكتساب المعلومة الجديدة عن طريق حضور الندوات والنشاطات الثقافية فهي محرومة حتى من مخبأ صغير في الأندية والتجمعات الثقافية لتستمع وتشارك كطرف ايجابي في دعائم المجتمع، والأدهى من ذلك هنا الفضيحة الكبرى من تخطيط مرفق تعليمي كبير هو جامعة الملك سعود العتيدة من الاطلاع والاستفادة من الاصدارات الثقافية,, فالجامعة في معرضها الحالي -لا اعرف رقمه- رفضت ان تخصص يوما واحدا لدخول النساء الى ذلك المعرض بحجة واهية هي قولهم: كيف تتعامل المرأة مع رجل يقف في واجهة المكتبة، وكأنما نسيت الجامعة بجلالة قدرها وهيئة تدريسها ان الزوجات يتجولن كل يوم في الأسواق لابتياع الملابس من محلات يديرها الرجال! فاذا كان هذا هو السبب في رفض دخول المرأة الى المعرض -وارجو ان اكون مخطئا- فلماذا لا تضع الجامعة مادة جديدة للنساء هي كيفية ادارة المحلات والمكتبات والسوبرماركت على ان تتعهد الجامعة بتوظيفهن فور التخرج فلاينضممن الى آلاف الخريجات من الجامعة اللاتي ينتظرن جرس الهاتف أو صندوق البريد الذي يفرحهن بأنه -انتهت العقدة- وأفسح المجال لها للوظيفة بشروط عليها ان تتقبلها كما هي دون مناقشة هكذا يكون التعامل الحضاري.
ان حرمان المرأة المثقفة من ممارسة حق من حقوقها المشروعة كمواطنة وعنصر فاعل في المجتمع لا يصح ونحن على أبواب القرن الواحد والعشرين, وهل اتحدث عن الأسلوب التجاري الذي تعاملت فيه الجامعة مع دور النشر- عدا اصدارات الجامعة ومكتبة العبيكان- بشأن ارتفاع سعر الأماكن المؤجرة من قبلها مما يعني ارتفاع سعر الكتب المعروضة بالتالي وتحميل القراء هذه الزيادة في الأسعار,
فيا أصدقائي في جامعة الملك سعود معذرة على هذه الكلمات القاسية- رغم محبتي واعتزازي بكم - انما لكل هفوة ثمنها, واعتدنا بأن الخطأ لا يغفر إلا بعد تصحيحه حتى وان كان بالانتقاد القاسي لأنها كلمات رجل يدافع عن حق المثقفة في ألا تنال مثل هذه الاهانات والتهميش من وسائل المعرفة ومؤسسات الثقافة لأنها بكل بساطة,, عيب!!.
|