** ذهبت رياحك والبلاد تمر أسراباً إلى ما لا تؤوله الشجون.
كأن لا بلداً سوى ما أنت صانعه من الحنون.
يكاد حزنك أن يضيء زجاجة الدنيا فيطفئه الذهول.
فمن يضيء زجاجة الدينا إذا هبوا عليك لكي (تريهم) آية سقطت قديماً من مجرتها وأتعبها التأمل في النخيل
من القصائد والخيول,, .
أحمد العواضي
***
** من مزودة الكلام القديم,.
رتب الشاعر اليمني فائضاً جديداً
لشيء من التاريخ,.
إن كسيراً حالماً,, لحطام الأمنيات,,!
نظم معلقات جديدة,.
لفوضى اللغات السبأية,,!
واضغاث عوالمها المخبأة في
حزم,, ,,,,,,, وفوح الرياحين الجبلية,,!
استنهض المعاني,, من هوامش
التاريخ,, وقوائم أسمائه,, المعلقة
على بقايا الكبرياء,.
لم يزل,, ثمة صوت,, غير آبه
يالنسيان,,!
في قصائده,, المجدولة على ذلك الخيط المتأنق من ضوء اللغة حفيف,, يغري بمزيد من أنس الكلمات,, وجنون القصيد,,!
** مقامات العواضي,, معبأة
ببارود التاريخ,, وانطفاءات
الرؤى المضيئة,, المصقولة على
حافة الإنجاز,, ومتن الحضارة,.
الباكية على أسمالهما,,!
مقامات العواضي,.
تسيج محفلا جديداً لتظاهرة ما,.
للبكاء الصامت الموحش,.
للتأمل الحزين,.
للقراءات السرية لوجه مخجل
من التاريخ,,!
** مقامات العواضي,.
التي أسند قيامها للدهشة,.
تنز بذلك اللون ,.
من دهشة الوجع,, ودهشة الفزع,.
ودهشة الخيلاء المرتبكة في
محافل الانطفاء,,!
الناس من حمأ؛ فهىء ما يتسر من صفاء
النفس، ثم أدر بصيرتك البسيطة مرتين.
** في مقامات الدهشة تبرأ العواضي
من سيرة مقامات أجداده
المخذولة بسحر السرد
وتأويلات الحديث إلى قطعية
القصيدة,, ومبتغيات تأويلاتها
المدهشة,,!
إلى عوالم غيبها الساحر,, وإلى وجوه مكوناتها العديدة,,!
إلى جغرافيا أنساقها المتشابكة,.
وقانون فلسفاتها الفريدة,.
(,,,,,,,,,,,)
** في مقامات الدهشة ,.
يختزل الشاعر قانون رسم القصيدة
العروضي ,,,.
إلى روح السرد المجزأ,.
الاسطر المتناظرة,, المتناغمة
في أفق أبيض واحد,, ينتصف
صفحاته الثماني والتسعين,.
بحيث تقسم المقامات الثماني,, المدورة -
الأفق الأبيض في كل صفحة,.
برموز رقمية، قاربت بين
الحقول الدلالية لكل جزء من أجزاء المقامة,.
ويمارس إتقانه الشعري
بشفافية آسرة,.
** عندما تتوخى عناوين المقامات,.
استنباطاتها الموحية,, من بسط الحديث الشعري منسابا في آلياته اللغوية,, يتداعى إلى سياقه الشعري بإيقاعية النسق التاريخي للدلالة المقامة وبتأسيس مضامين شعرية جديدة تنأى بهذه المقامات,, من أسرها التاريخي إلى فضاءات تحققها الجديد!
ويباغت,, هذه التعبيرات بحواضن جديدة,, متناقضة,, حادة في تقاطعها - مع تسلسها المنطقي,.
إذ يشاجر بين قراءة الذات,.
عبر مرآة التاريخ,, خيبة الواقع,, وشكوك الحلم,, بيقين النفس,,!
وممارسة العقل,, لاسير باتجاه المتحقق الحضاري إلى ما يشبه الأحلام، سوف ترى بلادا خلفها الآهات، آه, بعد آه,, بعد آه,, .
** فهذا الولع الممعن بسخريته المرة,, وعمقه الرؤيوي,, في تحديد المأزق,, وكشف المعضلة,,!
يتنامى عبر الوحدات المقامية الشعرية يجزىء أحمد العواضي كشفه المثير لضلالاتها,, دون أن يرتد بها إلى نمطية تعابير اللغة الشعارية,,!
** ,,, وأنا البسيط إلى حدود تأمل الأشياء في حالاتها الأولى.
أرى الاصباح حزنا مزهرا,.
والطين مبتدأ الخرافة,.
جمرة الشعراء لا تفنى، وقوس
القلب متسع لآهات الفراغ،
وندرة الأشياء، والزمن البعيد,,
,,,,,,,,,! .
** تنجز الأمكنة وجودها الفاعل في سيرة المقامة ,, وفي تفاعل حمولاتها من تبادل موقع بدء القصيدة وانزياح مسارها إلى استرجاعات التاريخ وتشظي وقائعه,, بل ورفضه المطلق للا فعل الشعري,.
وشروع القصيدة في إعادة ترميم ثقوبه,.
سجنجلة نموذج غياب المكان,.
وصدى لتاريخ لا يجيب,.
وصفاء ,, حيث شهدت مهاد ولادة المقامات ,.
بزمان كتابتها الذي تراوح ما بين 95-99م
كلاهما,, لوازم تستدعي موضعة التاريخ في مقامها المكرس لهيبة التاريخ نفسه,, ورهبة استعادة قراءاته بهذا الشكل من الألم الشعري حيث يفارق قراءة التاريخ هنا أبعاده المعرفية ,, وحمولاته الانطولوجية إلى منجز شعري,, يتوخى استثمار أبعاد القراءة في تحفيز الذات,, على الامتثال لتدفق الخطاب الشعري, والرضوخ لوقعه المتتابع,, الذي يماهي تعدد الوقائع السردية,.
بينما يقاطعها هنا يقصر العبارة الشعرية وكثافة انبثاقها الآني,.
** ويضاهي هذا الوجود لخاصية الأمكنة,, باشاراتها التاريخية,, والموضوعية وجود آخر للتاريخ,, عبر نسق الشخصيات وهالات سيرتها التاريخية,,.
** ف الملك الضليل وسليمان والسمح بن مالك الخولاني الذين يستحثهم أحمد العواضي .
على تواقيع مقاماته
يناوئون الذات,, المنطرحة شعراً
عبئاً غيبياً,, يجاوز ضراوة
اسئلة الشاعر القلقة,.
ويقترب,, بموضوعة المقامة
من إنجاز شعري يحازي ,,حمولاته المهيبة,.
هيبة حضوره,, وهيبة كاتبه,.
الذي أغرق فيضة الساحر
على صنوح ما استحضره من قامة
التاريخ,, في حضرة شتات الذات,.
وشتات الواقع,, وشتات المصير,,!!
* مقامات الدهشة, أحمد ضيف الله العواضي
مجموعة شعرية، الطبعة الأولى 1999م
دار أزمنة عمان.
|